منوعات

55 مليون دولار للشخص الواحد .. ناسا تدخل حلبة منافسة روسيا حول كعكة السياحة الفضائية

انطلق التنافس بين أكبر قوتين فضائيتين حول أغلى وجهة سياحية عرفتها البشرية إلى اليوم.

ودخلت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” حلبة التنافس حول سياحة الفضاء متأخرة بعقود عن منافسها التاريخي في غزو الفضاء، والذي ليس سوى روسيا اليوم والاتحاد السوفياتي قديما.

وفي السنوات الـ20 الماضية، صعد 8 أشخاص إلى الفضاء بهدف الترفيه، من بينهم 7 رجال وامرأة، أنفقوا بين 20 إلى 35 مليون دولار لقضاء بضعة أيام على متن محطة الفضاء الدولية، وقاموا بالرحلة مع رواد فضاء في المركبة الفضائية سويوز، حسب الجزيرة نت.

وحسب قناة الحرة، أطلقت شركة “سبيس أكس”، أمس الجمعة، أول رحلة سياحية لصالح ناسا إلى محطة الفضاء الدولية، على متنها ثلاثة رجال أعمال أثرياء يرافقهم رائد فضاء، في رحلة تستمر أكثر من أسبوع.

وحسب نفس القناة، انضمت ناسا إلى روسيا في استضافة ضيوف في ما أصبح أغلى وجهة سياحية في العالم، حسب نفس المصدر، بكلفة للرحلة والإقامة تبلغ حوالي 55 مليون دولار للشخص الواحد.

ورجال الأعمال هؤلاء يمتلكون شركات استثمارية وعقارية، وهم: لاري كونور من أوهايو، الذي يدير مجموعة كونور، ومارك باثي، الرئيس التنفيذي لشركة مافريك في مونتريال، والإسرائيلي إيتان ستيب، وهو طيار مقاتل سابق وشريك مؤسس لشركة فيتال كابيتال.

وتعتبر هذه أول رحلة فضائية مستأجرة لشركة “سبيس أكس” إلى المختبر المداري بعد عامين من نقل رواد الفضاء إلى هناك لصالح وكالة ناسا.

وتستضيف روسيا السياح في محطة الفضاء الدولية، وفي محطة مير منذ عقود، وفي الخريف الماضي استضافت طاقما سينمائيا روسيا، ومصمم أزياء يابانيا ومساعده.

رائد فضاء ناسا السابق والمرافق للرحلة، مايكل لوبيز-أليغريا، قال “لقد كانت رحلة رائعة ونحن نتطلع إلى الأيام العشرة القادمة”.

وأضاف لوبيز-أليغريا الذي قضى سبعة أشهر في محطة الفضاء قبل 15 عاما، إن المسؤولين في “سبيس أكس” ووكالة ناسا كانوا صريحين مع المسافرين بشأن مخاطر رحلات الفضاء.

وتشمل تذاكر الرحلة إقامتهم في جميع أجزاء المحطة الفضائية باستثناء الجزء الروسي، إذ يتطلب حصولهم على إذن من رواد الفضاء الثلاثة الموجودين على متن المحطة، والتي يعيش فيها أيضا ثلاثة أميركيين وألماني.

وكل زائر لديه قائمة كاملة من التجارب التي يجب إجراؤها أثناء إقامته، وهذا أحد أسباب عدم رغبتهم في أن يطلق عليهم اسم “سياح الفضاء”.

وكهدية، سيتناولون مأكولات إسبانية أعدها الشيف الشهير، خوسية أندريس، وسيتعين عليهم بعد ذلك تناول طعام ناسا المجفف.

شركة “بلو أوريجن” الخاصة التابعة لجيف بيزوس تأخذ عملاء في رحلات مدتها 10 دقائق إلى حافة الفضاء، بينما تتوقع “فيرجن غالكتيك” أن تبدأ بنقل العملاء على متن مركباتها الفضائية في وقت لاحق من هذا العام.

وتستهدف إكسيوم العام المقبل إطلاق ثاني رحلة خاصة لها إلى محطة الفضاء الدولية، وسيتبع ذلك مزيد من الرحلات بعد إضافتها لغرفها الخاصة في المحطة المدارية بدءا من عام 2024.

ومن المقرر أن تعود رحلة سبيس أكس وركابها الأربعة في الـ 19 من أبريل، وستهبط قبالة سواحل فلوريدا.

صيف 2021 حافل بأخبار الرحلات السياحية نحو الفضاء

بشكل غير مسبوق، كان صيف عام 2021 حافلا بأخبار الرحلات السياحية نحو الفضاء، والتي كانت حلما لم يتوقع البعض أن يتحقق بهذه السرعة، بحسب قناة الحرة.

وشهدت الأشهر الثلاثة، الواقعة ما بين يوليو وسبتمبر من السنة الماضية، ثلاث عمليات إطلاق لسواح نحو الفضاء، قادتها شركات “فيرجين غالاكتيك”، و”بلو أوريجين” و”سبيس إكس” على التوالي، تمت جميعها من قواعد أميركية.

وأثبتت تلك الرحلات أنه بإمكان الأشخاص العاديين حجز مقعد على كبسولة فضاء لرؤية الكوكب الأزرق من بعد آلاف الكيلومترات.

“فيرجين غالاكتيك”

استهلت “فيرجين غالاكتيك” المملوكة للميلياردير البريطاني، ريتشارد برانسون، حقبة السياحة الفضائية برحلة تجريبية كانت الأولى من نوعها، وتمت بنجاح، يوم 11 يوليو الفائت.

ومنذ تأسيسها، في 2004، هدفت “فيرجين غالاكتيك” إلى تمكين السياح من المشاركة في رحلات فضائية مقابل مبالغ مالية.

واعتبارا من العام القادم، ستبدأ الرحلات الفضائية التجارية للشركة، حيث تهدف إلى زيادة عدد الرحلات إلى نحو 400 رحلة سنويا من محطات فضائية مختلفة.

وحملت الرحلة على متنها أربعة رواد فضاء رافقهم برانسون بنفسه.

وانطلقت رحلة الشركة في مركبة غير صاروخية، تشبه الطائرة، وتقلع من مدرج كمدرجات المطارات، لتحمل المركبة الفضائية إلى ارتفاع معين قبيل الانفصال عنها.

بلو أوريجين

وفي 20 يوليو الماضي، انطلق الملياردير الأميركي، جيف بيزوس، إلى الفضاء على متن مركبة “نيو شيبرد” التابعة لشركته “بلو أوريجين”، إلى جانب شقيقه مارك، وسائحين، باتا يمثلان أكبر وأصغر شخصين زارا الفضاء في التاريخ.

السائحان اللذان رافقا بيزوس في رحلته هما والي فانك، وهي طيارة تبلغ من العمر 82 عاما، وطالب تخرج حديثا من الثانوية، يدعى أوليفر ديمان، ويبلغ من العمر 18 عاما.

هبطت كبسولة “بلو أوريجين” التي كانت تحمل بيزوس وثلاثة آخرين في صحراء غرب تكساس، بعد عبورها حدود الفضاء وعودتها بنجاح.

وطفت المركبة الفضائية على ثلاث مظلات ضخمة قبل أن تثير سحابة من الرمال وهي تهبط بسرعة ميل أو ميلين (كيلومتر) في الساعة، وفق ما بين البث المباشر للحظة الانطلاق والعودة.

سبيس إكس

أطلقت شركة “سبيس إكس” المملوكة للملياردير الأميركي، إيلون ماسك، في 15 سبتمبر رحلتها السياحية بالكامل “إنسبيريشن 4” نحو الفضاء بنجاح.

وتم إطلاق الرحلة على متن المركبة “كرو دراغون”، التي صممتها الشركة حديثا.

وحملت رحلة “سبيس إكس” على متنها طاقما من السياح وهم كريس سيمبروسكي، سيان بروكتور، جاريد إيزاكمان، وهايلي أرسينكوس.

وشملت جميع رحلات السياحة الفضائية المدارية السابقة رائد فضاء محترفا واحدا على الأقل لتوجيه الركاب خلال أوقات الإطلاق والجاذبية الصغرى والهبوط، لكن هذا لم يكون موجودا في هذه الرحلة.

وحطت الكبسولة، في المحيط الأطلسي قبالة سواحل ولاية فلوريدا الأميركية، لتكتمل بنجاح أول رحلة في تاريخ البشرية تقتصر على ركّاب عاديين ليس بينهم أي رائد فضاء محترف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *