أدب وفنون

بوحسين: واقع الفن بالمغرب مزري .. والاعتماد على “المؤثرين” يضيع اكتشاف مواهب حقيقة

شدد على أن واقع الفن بالمغرب مزري وسببه اختلالات تنظيمية

اعتبر رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية مسعود بوحسين، أن النقاش الذي يواكب الأعمال الرمضانية مرتبط بالاختلالات التي يعرفها واقع الفن بالمغرب، خاصة تلك المتعلقة بتنظيم وتدبير المجال.

وكشف بوحسين في حوار مع “العمق” ضمن الحلقة الخامسة من برنامج “ضيف وقضية”، أن هناك شركات تعمل بجد في مقابل ذلك توجد أخرى تعمد إلى توظيف المؤثرين بهدف رفع عدد المشاهدات، وهو ما اعتبره أمرا غير مقبول لأن ذلك يضيع مواهب فنية حقيقية.

ونوه رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، بأعمال تلفزيونية لا تعمل بمنطق رفع المشاهدات أو المؤثرين، بل تركز أساسا على القصة وحبكة العمل مما يساهم في تحقيق نجاح باهر دون الاستعانة بمعيار الشهرة على الانستغرام.

وأبرز بوحسين في حواره مع الجريدة، أن اعتماد “المؤثرين” في وسائل التواصل الاجتماعي ضمن الأعمال الفنية بناء على شهرتهم أو عدد الأشخاص الذين يتابعونهم، يُضيّع اكتشاف خريجي المعاهد وعدم استغلال مواهب فنية لها تجرية حقيقية.

وفي جوابه عن سؤال للجريدة بشأن واقع الفن بالمغرب، اعتبر بوحسين أن “الواقع مزري، وهو ممتد منذ حكومة التناوب”، مشيرا إلى أن أسبابه تعود بالأساس إلى المشاكل التنظيمية والقانونية، مبرزا أنه رغم الورش الذي افتتح في 2003 وأعيد في قانون 2016 في نسخته الثانية إلا أن المشكل لازال قائما لليوم.

وشدد على أن ما يشهده الواقع الفني هو تمظهر لانعدام الجوانب القانونية في المجال الذي يجب أن تعكس مقتضيات الفصلين 25 و26 من الدستور، مشيرا أن قيام نظام الفنون بالمغرب على المقاولة وتغييب الفنان أفرز العديد من الظواهر الاجتماعية والفنية سببها اختلال التوازن بين المقاولة الفنية التي تستفيد من الدعم بناء على طلبيات عمومية في المقابل غياب إجراءات قانونية تنصف الفنان أو غير مفعلة على أرض الواقع.

وأوضح أن هذا الأمر جعل صورة الفنان كما يتخيّلها المجتمع ليست هي الصورة الحقيقية لأن الفنان هو صانع مضمون العمل الفني، مبرزا أن الفنان المغربي بدون علمه وجد نفسه مقحما في مسار ريعي مبني على وسيط، والناس تعتقد أن الفنان مسؤول عن كل شيء، بما في ذلك الأعمال الفنية التي تكون جودتها ناقصة.

وأكد بوحسين أن ضعف الأعمال الفنية ليس بالضرورة لأسباب فنية وإنما لأسباب اقتصادية، نظرا لعدة إكراهات بما فيها التسيب في المجال الفني، معتبرا أن هذا الوضع لا يمنع من حين لآخر من بروز إشراقات فنية مميزة، مشددا على أن مشكل الفن بالمغرب ليس إبداعي وإنما مشكل تنظيمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *