أخبار الساعة

للحماية الصحية .. اختراع ياباني لتقليل تناول الملح في الطعام

 

تمكن علماء يابانيون من اختراع تكنولوجيا من شأنها مساعدة الناس على تحقيق التزامهم بالحد الأقصى الصحي لتناول الملح، والذي حددته منظمة الصحة العالمية في 5 غرامات يوميًا. وهذا يساوي ملء ملعقة شاي حتى حافتها.

غير أن النظام الغذائي للناس يتجاوز ذلك المقدار بشكل مقلق، فحسب “ماتياس ريدل”، خبير التغذية والمدير الطبي لمركز ميديكوم التخصصي في هامبورغ: “نتجاوز بالفعل هذا المقدار بتناول ببيتزا واحدة مجمدة”. والشيء نفسه ينطبق على ملعقتين كبيرتين من صلصة الصويا. ووفقًا لريدل، لا توجد مشكلة إذا حدث هذا بشكل استثنائي في أحد الأيام، لكن كثيرًا من الناس يتجاوزون مقدار الخمسة غرامات الموصى به، حسب موقع (Deutsche Welle) الألماني.

واليابانيون العاديون، حسب الجزيرة نت، يستهلكون أكثر من 10 غرامات من الملح يوميًا، وهو ما يقترب من ضعف توصية منظمة الصحة العالمية بشأن تناول الملح يوميًا.

وحسب نفس المصدر، تعاون باحثون في جامعة ميجي اليابانية مع شركة كيرين القابضة للأغذية والمشروبات واخترعوا نوعًا من عيدان تناول الطعام “الكهربائية” التي تزيد من الملوحة الملحوظة للطعام.

ومن المعروف أن الملح يسبب أمراضًا مختلفة مرتبطة بنمط الحياة مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكلى المزمنة.
وكان الباحثون طوروا أجهزة مراقبة يمكنها تتبع تناول الصوديوم في الوقت الفعلي، ولكنها لم تنجح لأن الأطعمة قليلة الملح لا تلائم ذوق الناس في اليابان.

التكنولوجيا للإنقاذ

واخترع فريق بحثي بقيادة الدكتور هومي مياشيتا عيدان تناول الطعام الجديدة التي تستخدم إشارات كهربائية لتحسين مذاق الطعام.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن أيونات كلوريد الصوديوم تضفي الملوحة على الطعام، بينما تضفي أيونات غلوتامات الصوديوم حلاوة.

ومن خلال إرسال شحنة كهربائية ضعيفة مع الطعام، وهي شحنة لا تؤذي البشر، أراد الباحثون تغيير حاسة الذوق.

ولتحقيق ذلك، طوّر الفريق زوجًا من عيدان تناول الطعام التي يمكن أن توفر شحنة ضعيفة، ويتم التحكم فيها بواسطة حاسوب صغير مثبت على سوار معصم، يجب على الشخص الذي يستخدم عيدان تناول الطعام ارتداؤه.

وقال مياشيتا -في حديث لصحيفة “غارديان” (Guardian) البريطانية- إن الجهاز يؤين الصوديوم في الطعام، مما يؤدي إلى زيادة ملوحته، رغم أن الكمية الإجمالية للملح في الطعام منخفضة.

التحقق من الاختراع

وجند الباحثون 36 متطوعًا للتحقق من أن طريقتهم تعمل، وأعطوهم عينات طعام تحتوي على كميات منتظمة من الملح وكميات منخفضة من الملح.

وتمكن المتطوعون من التفريق بين عينتي الطعام عند تناوله باستخدام عيدان تناول الطعام التقليدية. ولكن عند تناول الطعام باستخدام عيدان تناول الطعام “الكهربائية”، كان يُنظر إلى عينات الطعام على أنها مالحة بشكل متساوٍ.

وأثبتت التجربة أنه رغم تقليل الملح بنسبة تصل إلى 30% فإن الطعام لم يفقد مذاقه.

ومن المثير للاهتمام، أن التعاون لم يطور فقط عيدان تناول الطعام ولكنه طور أيضًا الملاعق وأكواب الشاي التي يمكن أن تحقق نتائج مماثلة من حيث الملوحة والحلاوة. ولكن من المرجح أن تكون عيدان تناول الطعام أول المنتجات التي يتم إصدارها في وقت مبكر من العام المقبل.

ملح الطعام وأضراره

ملح الطعام هو مركب الصوديوم كلورايد (NaCl)، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يمكن أن يؤدي استهلاك قدر أكبر من اللازم من الملح إلى -أو يساعد على- الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وزيادة الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

وحسب الجزيرة نت، يقول المكتب الإقليمي للمنظمة بشرق المتوسط إن الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع ضغط الدم وبين ارتفاع مدخول الملح أدلة قاطعة. ففي البلدان التي خُفض فيها تناول الملح بمقدار 1 غرام للشخص في اليوم، انخفضت الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية والنوبات القلبية بنسبة تتجاوز 7%.

ويمكن لتقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات يوميا أن يقي من المرض القلبي الوعائي، الذي يعتبر القاتل رقم واحد في العالم. فالمرض القلبي الوعائي مسؤول عن 17.3 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليونا بحلول عام 2030.

ووفقا للمنظمة فإن الملح هو المصدر الرئيسي للصوديوم في نظامنا الغذائي، ويمكن أن يأتي من غلوتامات الصوديوم ومن كلوريد الصوديوم، ويُستعمل كبهار في كثير من أنحاء العالم.

وفي كثير من البلدان يأتي 80٪ من مدخول الملح من الأغذية المجهزة، مثل الخبز والجبن والصلصات المعلبة واللحوم المعالجة والوجبات الجاهزة.

وتوصي المنظمة بأن يكون الملح المستهلك من جميع المصادر، بما في ذلك الأغذية المجهزة والوجبات الجاهزة والأغذية المعدة في المنزل، أقل من 5 غرامات أو أقل من ملعقة صغيرة يوميا.

كما توصي المنظمة بأن يستهلك الأطفال بين سن عامين و15 عاما مقدارا من الملح أقل من ذلك، مع تعديله بما يتناسب مع احتياجات نموهم من الطاقة.

وتقول المنظمة إن الناس يستهلكون، في المتوسط، 10 غرامات من الملح يوميا.
ووفقا للمنظمة فإن تقليل مدخول الملح من أكثر الطرق فعالية في البلدان لتحسين صحة السكان.

نصائح للأفراد والأسر لتقليل مدخول الملح:
• قراءة بطاقات المعلومات الغذائية عند شراء الأغذية المجهزة للتحقق من مستويات الملح.
• طلب المنتجات المحتوية على قدر أقل من الملح عند شراء الأغذية المجهزة.
• إزالة أوعية الملح والصلصات المعلبة من على موائد العشاء.
• الحد من كمية الملح التي تضاف عند الطهي إلى كمية لا يتجاوز حدها الأقصى خُمس ملعقة صغيرة على مدار اليوم.
• الحد من الاستهلاك المتكرر للمنتجات المحتوية على كثير من الملح.
• توجيه حاسة التذوق لدى الأطفال من خلال نظام غذائي يتكون في غالبيته من أغذية غير مجهزة دون إضافة الملح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *