الأسرة، مجتمع

حماية النشء (16): أولوياتنا في الحياة وتدبير الوقت والسلوك التوكيدي.. مهارات لخفض التوتر (فيديو)

يستمر الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، في حلقات برنامج “حماية النشء”، الذي يتناول موضوع المهارات النفسية والاجتماعية، في تقديم أفكار وخطوات منهجية لتدبير وإدارة المشاعر السلبية التي تؤدي إلى الشعور بالتوتر والضغط النفسي ومعه بعض الأمراض الجسدية.

في الحلقة رقم 16، تناول الدكتور الكرعاني، ثلاثة أفكار عملية أساسية أخرى، تندرج في إطار برنامج تدبير التوتر، الذي يعرض على قناة “العمق المغربي” على “اليوتيب”؛ هي تنظيم الوقت، والسلوك التوكيدي، وأولوياتنا في الحياة.

وأشار الطبيب ذاته، إلى أن الوقت هو الشيء المتاح لجميع أنواع البشر، في جميع بلدان العالم، على وجه التساوي، وليس هناك أي ساعة واحدة تزداد في رصيد أي كان، مشيرا إلى الـ24 ساعة في اليوم، هي رأس مالنا الحقيقي.

وأضاف أن طريقة تدبير وتسيير هذه الـ24 ساعة، إما تفيد في إدارة التوتر أو يحدث عكس ذلك، مشيرا إلى أن التعامل مع الليل والنهار أيضا مححد أساسي في مضاعفة التوتر أو تقليله، لما يسببه من تراكم الالتزامات والواجبات اليومية.

وأشار الكرعاني إلى أن الحياة المعاصرة، كثيرة الإلتزامات؛ في البيت والمدرسة والعمل، وهذا يستلزم تعليم الأطفال في سن صغيرة أن يحسنوا التعامل مع الزمن وتنظيم الوقت، وإدارة الذات في علاقتها بالنهار والليل.

أما بخصوص المهارة الثانية؛ السلوك التوكيدي، يقول الكرعاني: يحدث كثير من التوتر في مجال التواصل بين الناس، خاصة عند من يجدون صعوبة في التواصل، هذا الأخير الذي ينقسم غالب على ثلاثة أصناف.

فحسب كلام الطبيب النفساني، هناك أشخاص يغلب عليهم في التواصل جانب الخضوع والاستسلام، وهذا يعطيهم شعورا بعدم الكفاءة والتوتر المرتفع ويجعل العلاقات الاجتماعية صعبة.

وهناك أشخاص يميلون إلى العدوانية في العملية التواصلية، وهؤلاء يتسمون بسرعة الغضب ولا يكتفون بإدراك حقوقهم، بل يعتدون على حقوق الآخرين، وهم عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين نتيجة الغضب الشديد والمستمر.

يقول الكرعاني في ذات البرنامج: “لا النمط الأول ولا النمط الثاني مفيد في العملية التواصلية”، ويقترح نمطا عمليا يساهم في خفض التوتر، يسمى السلوك التوكيدي، ويعتبر عملية تواصلية غير عنيفة، يتيح للفرد حفظ حقوقه مع احترام حقوق الغير.

ويزيد الكرعاني أن السلوك التوكيدي يخول للفرد التعبير عن رأيه مع احترام رأي الغير، مشيرا إلى أن هذه العملية تحتاج للتربية والتعلم حتى تصبح ثقافة عامة عند جميع الأفراد.

وفي ما يتعلق بالمهارة الثالثة التي تطرق لها الطبيب النفساني في الحلقة الـ16 من برنامج حماية النشء، والمتعلقة بـ”أولوياتنا في في الحياة”، أوضح المتحدث أن أولوياتنا في الحياة لها أثر على أسلوبنا المعيشي اليومي.

وقدم الكرعاني مثالا توضحيا لكلامه، بالقول؛ عندما تجد شخصا يشعر بتوتر شديد لأنه لا يوفق بين حياته الأسرية والمهنية، وعندما يسأل نفسه عن أولوياته في الحياة، يكون جوابه على سبيل المثال، أن الأسرة أمر مقدس وأساسي. لكن في تطبيقه الواقعي يعطي لجانب العمل الأسبقية، سواء من حيث كمية الوقت المخصصة ومن حيث التفكير والمجهود الذهني ولا البدني، ويكون أسلوب عيشه اليومي مركزا في العمل أكثر من الأسرة، وهذا التناقض بين مبدأه وأسلوبه التطبيقي، يحدث له توترا إضافيا.

الحل هنا، وفق ما يقترحه الدكتور الكرعان، هو أن يعمل الفرد على تحقيق انسجام بين مبدأه النظري وحياته التطبيقية، بحيث يحترم أولوياته في الحياة العميقة التي يعتقد بأنه تعاش الحياة وفقها.

ويضيف المتحدث أن أسلوب الفرد التطبيقي اليومي كلما كان مقتربا من مبادئك العليا، وفلسفتك وأولوياتك في الحياة، ومنسجما معها، سيؤدي بالتبع إلى خفض التوتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *