خارج الحدود

السيسي يزكي “الاختيار 3” ويترحم على مرسي ويعلن حوارا وطنيا قد يشمل الإخوان

أثارت كلمة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بحفل إفطار رئاسي، الثلاثاء، عدة مفاجآت، بدءا بحضور معارضين، مرورا بإطلاق دعوة لحوار وطني بين كافة القوى السياسية بـ”دون تمييز أو استثناء”، والترحم على الرئيس السابق محمد مرسي، وانتهاء بتزكية مضامين مسلسل الاختيار 3 الذي اعتمد تسريبات استخباراتية وأثار جدلا سياسيا كبيرا في مصر.

تقدم “العمق المغربي” هذا التقرير الذي جمعته من مصادر إعلامية عدة (وكالة الأناضول، لجزيرة نت، ميدل إيست أونلاين).

دعوة لحوار سياسي يحضره الجميع

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل الإفطار الرئاسي الذي ينظم كل سنة مند 2017، إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تشكلت أواخر العام 2016، مؤكدا أن الوطن يتسع للجميع وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، حسب تعبيره.

واعتُبر ذلك إشارة الى إمكانية مشاركة جماعة الاخوان المسلمين التي اطيح بحكمها قبل تسع سنوات.

وليس من المستبعد الآن مشاركة الاخوان في الحوار الوطني الذي دعا اليه السيسي، مع تحسن العلاقات بين مصر من جهة، ومن جهة اخرى تركيا وقطر الداعمتين الرئيسيتين للجماعة.

وأعرب السيسي عن سعادته بالإفراج عن دفعة من المعتقلين من أبناء مصر خلال الأيام الماضية.

وكانت مصادر حقوقية وسياسية مصرية قد ذكرت الأحد الماضي أن النيابة العامة قررت إخلاء سبيل 41 شخصا بينهم نشطاء، وذلك بعد يومين من حديث السيسي عن حاجة البلاد لحوار سياسي.

وكشف السيسي عن تكليف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع مختلف التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة، ورفْعِ نتائج هذا الحوار إليه شخصيا.

وأشار إلى أنه على المستوى الشخصي حريص على تفعيل برامج الإصلاح السياسي، لكن كانت هناك أولويات في العمل الوطني خلال الفترة الماضية.

وأضاف نود إطلاق حوار لكل القوى السياسية وعرض نتائجه على مجلسي النواب والشيوخ لمزيد من النقاش بحيث يتم تفعيله مع إطلاق الجمهورية الجديدة.

بالمقابل، قال رئيس اتحاد القوى المصرية، أيمن نور، إنه لم يتم توجيه الدعوة إلى أي جهة سياسية للمشاركة في الحوار السياسي الذي أعلن عنه السيسي.

وأضاف أيمن نور في لقاء مع الجزيرة أن السيسي وعد بطرح تفاصيل هذا الحوار خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، لكن ما تم طرحه حتى الآن لا يرقى إلى مستوى التفاصيل، حسب تعبيره.

الترحم على مرسي

ترحم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في كلمة الإفطار الرئاسي على الرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي، والذي ناذرا ما يشير إليه في خطبه.

وتطرقت كلمة السيسي للأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها مصر منذ 2011، وحتى فترة حكم مرسي ما بين 2012 و2013، والتي كان فيها الأول وزيرا للدفاع، وأعلن في صيف 2013 بعد تظاهرات بالميادين مؤيدة ومعارضة عزله عقب عام من حكمه.

وقال الرئيس المصري، في كلمته المتلفزة إن “إخلاصه دائما لم يكن لشخص ولكن لله ثم لحماية الوطن”

وأضاف السيسي : “عندما أقف هذه الوقفة مع الرئيس مرسي الله يرحمه كانت وقفة لصالح مصر”، مؤكدا أن وقفته ليس فيها “تآمر ولكن كانت من أجل حماية مصر”.

وخلال خطابه سنة 2020 بمناسبة الذكرى السابعة لمظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013، هاجم السيسي الرئيس الراحل محمد مرسي، قائلا “خرجت جموع الملايين معلنة رفضها القاطع لكل محاولات اختطاف الوطن، الذي تولى أمره من لا يدرك قيمة وعظمة مصر”.

وخلال الاحتفال بالذكرى السابعة وافتتاح عدد من المشاريع، أعلن السيسي إطلاق الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أنه يتضمن كل ما يتعلق بالرئاسة من أخبار ومعلومات وزيارات وفعاليات.

ويقدم الموقع معلومات عن رئاسة الجمهورية والسير الذاتية لجميع الرؤساء السابقين، بداية من محمد نجيب أول رئيس للجمهورية المصرية.

وتضمن الموقع اسم الرئيس الراحل محمد مرسي بوصفه أحد رؤساء مصر السابقين، كما تضمن سيرة ذاتية مختصرة شملت درجاته العلمية ومسيرته السياسية، بداية من عضويته في البرلمان المصري مرشحا عن جماعة الإخوان ومتحدثا باسم كتلتها البرلمانية، ثم فوزه بالرئاسة وعزله ووفاته.

وأرفق الموقع سيرة مرسي ببعض صوره الشخصية، فضلا عن صور مع المشير حسين طنطاوي قائد الجيش السابق والفريق سامي عنان رئيس الأركان الأسبق، وصورة له أثناء حلف اليمين الدستوري في ميدان التحرير عام 2012.

وبات من المعتاد في مصر حاليا عدم ذكر اسم مرسي عند الحديث عن رؤساء مصر السابقين، رغم ذكر الرؤساء المؤقتين مثل المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي أدار البلاد بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 وحتى تولي مرسي الرئاسة عام 2012، والمستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية الأسبق الذي عينه السيسي رئيسا مؤقتا بعد الانقلاب العسكري عام 2013 وحتى تولي السيسي الرئاسة بنفسه عام 2014.
وتوفي مرسي في يونيو/ حزيران 2019 أثناء تواجده في جلسة محاكمته، ولم تعلق الرئاسة على وفاته.

حضور معارضين

وشهد حفل إفطار الأسرة المصرية مشاركة واسعة من الشخصيات العامة والمواطنين ورؤساء الأحزاب السياسية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والوزراء، وفق صحيفة الأهرام المصرية.

وأوضحت الصحيفة أن السيسي رحب خلال الحفل بالسياسي حمدين صباحي (منافسه في انتخابات الرئاسة عام 2014) والصحفي المعارض خالد داود والمخرج المعارض خالد يوسف، عقب مشاركته بالإفطار.

وحسب اليوم السابع، قال خالد داود: نتطلع لحوار جاد وحوار مثمر، تخرج عنه نتائج يمكن تنفيذها على الفور، ونحن من ناحيتنا كأطراف معارضة، فور انتهاء إفطار الأسرة المصرية مع السيد الرئيس، قررنا الاجتماع سويا لتحديد الأوراق التي سنقدمها في أي حوار مقبل، ونتمنى أن يتم في أسرع وقت، ونحن تلقينا وعود بان يتم ذلك بعد عطلة عيد الفطر المبارك مباشرة، نتيجة للشعور بالاحتياج لمثل هذا الحوار ونحن سنتقدم بأوراق في مجال الإصلاح السياسية والاقتصادية والتعليم والبنية التحتية، وما نأمل فيه بشكل حقيقي هو التنفيذ.

وفي السابق سخر معارضون مصريون من حديث السيسي عن المعارضة وأشكالها وأهدافها في ظل حالة القمع الشديدة التي يمارسها بحق مواطنيه منذ الانقلاب العسكري في 2013، ولا يسمح بوجود أي شكل من أشكال المعارضة حتى المؤيدة للانقلاب.

تزكية ما جاء في مسلسل الاختيار 3

وقال السيسي خلال حفل الإفطار، إن ما تم عرضه في المسلسل التلفزيوني “الاختيار 3” هو ما جرى بالذات في الواقع في ذلك التوقيت.

ويتواصل الجدل بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، حول أحداث مسلسل الاختيار 3، والذي يعرض وجهة نظر السلطات المصرية في سنة حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين.

ويتناول المسلسل الأحداث السياسية التي شهدتها مصر بعد تنحي الرئيس الراحل حسني مبارك تحت ضغط ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وحتى الانقلاب العسكري في صيف 2013، بالتركيز على الشخصيات الرئيسية التي أدارت المشهد السياسي وقتها، خاصة الرئيس الراحل محمد مرسي، والرئيس الحالي ووزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، فضلا عن خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمحبوس حاليا.

وبعيدا عن الانتقادات الفنية، أثار المسلسل الجدل على مستويات عدة، أبرزها التسريبات المقتطعة التي يتم عرضها في نهاية كل حلقة، خاصة أنها تمت في مقرات حكومية رسمية، بالإضافة إلى غياب الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش وقتها، رغم أنه كان من أبرز الشخصيات التي أدارت المشهد السياسي بعد تنحي مبارك.

وفي السياق ذاته، تساءل آخرون عن غياب شخصيات بارزة في الأحداث وقتها -حتى الآن- مثل الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء خلال أحداث ثورة يناير/كانون الثاني 2011 ومنافس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، فضلا عن رموز جبهة الإنقاذ التي تولت معارضة مرسي، مثل محمد البرادعي الذي أصبح نائب رئيس الجمهورية بعد الانقلاب العسكري، والأمين العام الأسبق للجامعة العربية ووزير الخارجية الأسبق عمرو موسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *