سياسة

ناشطون: أين حقوق المسلمين من إعلان حقوق الإنسان العالمي؟

انتقدت اللجنة المشتركة للتضامن مع المعتقلين الإسلاميين المتابعين بقانون الإرهاب، تعاطي المنتظم الدولي مع قضايا حقوق الإنسان، والكيل بالمكيالين إذ تعلق الأمر بالأمة الإسلامية، معتبرة أن الولايات المتحدة الأمريكية “و من يدور في فلكها، في الوقت الذي تملأ فيه الدنيا ضجيجاً لما تسميه بـ”انتهاكات حقوق الإنسان في بعض البلدان، نجدها إذا ما كان الأمر يتعلق بالمسلمين، تدوس بالنعال كل ما تعارف عليه المجتمع الدولي من اتفاقيات، وما وقعت هي عليه من معاهدات”.

واعتبرت اللجنة في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يتزامن مع بعد غد السبت 10 دجنبر، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن “التباكي على حقوق الإنسان، واحترام إرادة المجتمع الدولي، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان… كل ذلك ذهب أدراج الرياح، وبات من الواضح أنه لا احترام لذلك كله إذا تعلق الأمر بالمسلمين”.

وأوضحت “فالإرهاب  المتمثل في التقتيل والتشريد والاضطهاد والاعتقال الذي يتعرض له المسلمون في العالم يوميا يكشف زيف وحقيقة الشعارات والمبادئ التي طالما تبجحت بها أمريكا والمجتمع الدولي وزعموا أنهم يريدون نشرها”.

تابع البيان “إن المسلمين في وضع مأساوي حقاً فبالإضافة لما سبق هناك، طمس للهوية، وإذلال للكرامة، وامتصاص للخيرات، ومسخ مرعب لا يراد منه تغيير خارطة العالم الإسلامي فحسب، وإنما هو تغيير شامل ديني سياسي اجتماعي ثقافي”.

وحذرت اللجنة المكون أغلبها من محسوبين على التيار السلفي، الأمة الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها، مما اعتبرته “خطورة المخطط الصهيو- صليبي الذي يستهدفها و يستهدف دينها وأراضيها وخيراتها”، داعية إياها إلى أن “تحول بكل وسيلة متاحة ومشروعة ضد استمراره، وأن ترفض الإصغاء للأبواق التي تبرره أياً كان مصدرها”.

إلى ذلك، شدد البيان أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بدأ حسب أصحابه بفكرة إنسانية جميلة ثم بجهود حثيثة ليسطر مبادئ وصفت بالإنسانية، ومنذ ذلك الحين والمجتمع الدولي في ذكرى يوم الإعلان يحتفل، والأمم المتحدة تنظم العديد من التظاهرات والندوات واللقاءات الحقوقية، والمعارض الثقافية المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان، وتوزع الجوائز الحقوقية.

وأضافت “لكن كثيراً ما تعصف المصالح بالمبادئ، لاسيما إذا كانت المبادئ شعارات مزوقة وأماني كاذبة، فالناظر لواقع حال صنف من بني الإنسان يدعى المسلمون منذ تاريخ الإعلان إلى اليوم”.

جرائم بالجملة ضد المسملين

وذكر البيان عدة محطات اعتبر أن أمريكا التي تعد “راعية لحقوق الإنسان بوذلت مجهودات حثيثة في إصداره”، قامت خلالها في تحد صارخ لبنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان باضطهاد حقوق المسلمين في عدة دولة، من قبيل مهاجمة مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين بالطائرات و الصواريخ  الأمريكية سنة 1986، والإنزال العسكري في السعودية لتنفيذ “مخطط السيطرة على الجزيرة العربية وبلاد الخليج بحجة غزو العراق للكويت” سنة 1990.

إضافة إلى إلقاء الأطنان من المتفجرات والمواد المشعة على المسلمين العراقيين، مما تسبب في مقتل الآلاف وتشويه مئات الآلاف سنة 1991، وحصار العراق بالتحالف مع المجتمع الدولي، حصارا خانقا بلغ درجة منع الغذاء والدواء مما أدى إلى وفاة أزيد من مليون طفل عراقي مسلم نتيجة الجوع ونقص الدواء الحاد من بداية التسعينات إلى غاية سنة 2003.

وذكر البيان تدخل أمريكا في الصومال بحوالي 28 ألف جندي، وارتكابها “مجازر وحشية” ضد المسلمين الصوماليين، وصل حد “شوي الأحياء على النار” بين 92 و1994، وكذا قصف أمريكا لمناطق في أفغانستان ولمنشآت طبية في السودان، حيث أسفر القصف عن مقتل أكثر من 200 مسلم، سنة 98.

وتابع “من سنة 1991 إلى 2003 : قصف أمريكي بريطاني مستمر لمواقع ومنشآت عراقية فيما سمي بمنطقتي الحظر في شمال العراق وجنوبه، وفرض حصار ظالم على أهل العراق، مما ترتب عليه مقتل وإصابة ما يقارب مليون عراقي مسلم”، و”من سنة 2001 إلى اليوم: عمليات عسكرية ضد أفغانستان حيث ألقت أمريكا على أفغانستان الكثير من القنابل الفتاكة، مما ترتب عليه مقتل وإصابة مئات الآلاف من المسلمين”.

وواصل بيان اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في تعداد “جرائم” المنتظم الدولي بقيادة أمريكا ضد المسلمين، “من سنة 2001 إلى 2014 : احتجزت أمريكا آلاف المسلمين الأفغان والعرب وعرضتهم للتعذيب والتنكيل بسجن باغرام بكابول بأفغانستان، ومن سنة 2001 إلى 2007: أرسلت أمريكا عدد من المعتقلين المسلمين إلى عدد من الدول العربية حيث تعرضوا للتعذيب، ومن سنة 2002 إلى الآن: احتجزت أمريكا وسجنت وعذبت المئات من المسلمين المختطفين من مختلف أنحاء العالم بسجن غوانتانامو بخليج كوبا على مرأى ومسمع من العالم”.

وأضاف “من سنة 2003 إلى اليوم: شن الحرب الظالمة على العراق من طرف تحالف أميركي بريطاني قتل خلالها عشرات الآلاف من المسلمين، منذ سنة 2004 إلى الآن: احتجزت أمريكا و عذبت الآلاف من المسلمين السنة بسجن أبو غريب ببغداد بالعراق وبعد فضحها إعلاميا بتسريب صور للتعذيب سلمت زمام البطش والتنكيل والتعذيب بالسجن المذكور لأذنابها من الروافض الحاقدين”، على حد تعبير المصدر ذاته.

ومن الانتهاكات التي توقف عندها البيان، القصف الأمريكي الروسي الغربي للمسلمين في سوريا مما ترتب عليه مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المسلمين، منذ سنة 2014 إلى غاية اليوم.

واعتبرت اللجنة أن “مسلسل جرائم أمريكا” مازال مستمرا “فمنذ سنة 2001 وهي تعتقل و تعذب و تلزم جميع الدول باعتقال عشرات الآلاف من المسلمين في جميع أنحاء العالم في إطار ما أطلق عليه “محاربة الإرهاب” مغفلة في الوقت ذاته عن الإرهاب الصهيوني في حق المسلمين من شعب فلسطين الذي يرزح تحت احتلال اليهود منذ سنة 1948، والإرهاب الهندوسي الذي يمارس في حق مسلمي كشمير، والإرهاب البوذي في حق مسلمي بورما، والإرهاب الروسي في حق المسلمين الشيشانيين والسوريين، وكذا إرهاب فرعون مصر السيسي في حق طائفة من مسلمي مصر، الإرهاب الفرنسي للمسلمين بمالي وليبيا، إرهاب المجرم حفتر في حق مسلمي ليبيا، وإرهاب بشار النصيري والروافض في حق مسلمي العراق و سوريا”.