أخبار الساعة، أدب وفنون

كوكاس يصدر النسخة الثالثة من “البوليساريو .. الصعود نحو الهاوية”

أصدر الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس النسخة الثالثة من كتابه بعنوان جبهة بوليساريو في “الصعود نحو الهاوية”، من رؤية مغايرة تجعل القيمة الفكرية للكتاب مختلفا  عن الأدبيات الكثيرة التي أغرقت المكتبات والخزانات في موضوع النزاع الإقليمي حول صحرائنا المغربية، ليكون نموذجا جديدا ومقاربة غير مسبوقة.

وتجنب الكاتب عن قصد الخوض في التاريخ البعيد وتحاشى مناقشة أطروحات خصوم الوحدة الترابية أو استدلالات المغرب على حقوقه في إثبات ارتباط الأقاليم الصحراوية بالوطن الأب المملكة المغربية، كما قام بمجهود غريب، يحاكي عمليات التشريح الطبي الدقيق التي يقوم بها الأساتذة الكبار لمعالجة خلايا الدماغ البشري والأنسجة الدقيقة. إنه لم يذهب بعيدا في التاريخ بل اعتمد بالأساس المواقف والأحداث المفصلية ما بين سنة 1970 وسنة 1973 وهي جزء من التاريخ الحديث”.

بأسلوبه السلس، قام الكاتب كوكاس بتشريح دقيق لما تم بين المغرب والجزائر وموريتانيا وإسبانيا من اتصالات ومواقف وتصريحات من جهة، وما كان يُعتمل بالجامعة المغربية وبالعيون التي عرفت آنذاك انتفاضة “حي الزملة”، وما تراكم من وقائع مفصلية وسمت جزءا مهما من تاريخ الصراع في المنطقة”.

وكتب تقديم الطبعة الثالة للكتاب، السفير المغربي محمد ماء العينين، ابن الصحراء الخبير بجغرافيا رمالها المتحركة، أورد خلالها أن الكاتب كوكاس، عرف كيف يشبك بطريقة فائقة الذكاء بين ما يبدو وقائع منفصلة وبين الأطروحة التي يقدمها في هذا الكتاب برؤية مغايرة”، لمسار جبهة بوليساريو، حيث يورد معطيات دقيقة صادرة عن مؤسسين للجبهة أو عن فاعلين دوليين، ويقرأ وثائق إسبانية ومذكرات ويوميات مسؤولين بارزين بالمغرب وموريتانيا والجزائر وفرنسا.. ليرسم حقيقة جبهة بوليساريو.

ويقول المؤلف في تصديره للطبعة الثالثة لكتابه: “في قضية الصحراء، “اكتشفت أن المغرب هو ضحية النظر إليه من بعيد، ما يصاغ عن الوحدة الترابية للمملكة، هو وجهة نظر الأجانب وتصوراتهم عن واقع لا يُقيمون فيه، ولا يسكنون لغته ورموزه وإشاراته، أنتجوا “مغربا” صنعوه، وأضحينا نستشهد باللغة التي فُهم بها المغرب الذي نسكنه ويسكننا. إما مغرب سياحي بارد أشبه بصور البطائق البريدية منمق مثل الصفحات الإشهارية، وإما مغرب بعيد قادم من بدائية ضاربة في التاريخ، منشطر على ذاته، متناقض مع مكوناته”.

وقضية الوحدة الترابية، يضيف أنها “لم تسلم من هذه الرؤية، هل نظر المجتمع الدولي إلى المغرب كما هو، المغرب ليس مترجما؟ ألم يؤد المغرب ضريبة كسل اللغة القانونية الدولية، لأنها لم تعرف رابطة اسمها البيعة ولا الدعاء لأمير المؤمنين في المساجد، ولا فض النزاعات وإصدار الأحكام باسم عرش المملكة، ولا الامتداد الثقافي العميق، وبنية السلوكات الاجتماعية وتقاطع التمثلات والتصورات والطقوس والتقاليد بين مركز المغرب وأطرافه؟ إن التاريخ لا يمنح امتيازا للمستكينين إلى القناعات الكسولة، كانوا في هذا الاتجاه أو ذاك، لكن من خلال النظر إلى ما وقع بالصحراء حقيقة، برغم جرد كل الأخطاء، فإن جهدا تنمويا كبيرا وقع بأقاليمنا الجنوبية، وتبدو المنطقة واعدة لتحقيق مصالحات كبرى مع أبناء أمتنا وإخوان من أسرنا في الجهة الأخرى ومن خلاله مع هذا الامتداد في العمق الإفريقي، لكن الأمر يحتاج إلى شجاعة أخلاقية كبرى، تزيل وشم وآثار الجراح المتراكمة بالمنطقة، وضمن كل الحلول الواقعية الممكنة والمنصفة، يعتبر مشروع الحكم الذاتي الحل الأقل سوءا”.

ويقدم الكتاب قراءة مغايرة عن المعتاد في كيف تحولت بوليساريو من حركة تحررية بأطر مغربية جلها درست في الجامعات المغربية وانحدر العديد منها من جنود آباء مقاومي “جيش التحرير”، إلى حركة انفصالية في لحظة دقيقة من تحرير المغرب للصحراء؟ من هي الأطراف الحقيقية في أزمة الصحراء الغربية؟ “بوليساريو الداخل” هل هو حقيقة أم مجرد صناعة إعلامية؟ ما العلاقة بين “بوليساريو الداخل” وبوليساريو الخارج؟ كيف يؤدي المغرب فاتورة كسل القانون الدولي في تحديد مفاهيم الوحدة وتقرير المصير؟… وأسئلة كثيرة يحاول هذا الكتاب مقاربتها من خلال وثائق ووقائع وأحداث، مواقف وتصريحات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *