سياسة

رحموني: ما قاله بنكيران عن سوريا هو موقف الدولة والمجتمع

اعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية، خالد رحموني، أن موقف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من الأزمة السورية، “هو نفسه موقف الدولة والمجتمع والناس كافة والأحرار في العالم”، منتقدا بلاغ وزير الخارجية صلاح الدين مزوار في الموضوع، متسائلا بالقول: “كيف لمرؤوس أن يستدرك على رئيسه ويخرج ببيان يكرس التيه والضباب والشرود”.

وأوضح رحموني في تدوينة له على فيسبوك، أن “تصريحات بنكيران بخصوص الموقف الإنساني في سوريا الجريحة مأساة العصر، وحجم مسؤولية الروس في التدمير المقترف على كيانها، كانت موفقة جدا ونابعة من آلام ألم بنا جميعا، من موقعه السياسي ومن موقعه الاعتباري أيضا، بحسبانه رئيسا منتخبا لحكومة المملكة المغربية”.

وأضاف عضو الأمانة العامة للبيجيدي، أنه إذا كانت من مراجعة أو استدراك أو نقد أو عتاب لتلك التصريحات من قبل الروس، فالمؤهل للقيام بذلك هو رئيس الحكومة عينه، بلا انتهاك لحرمة المؤسسة أو تجاسر على الموقع الاعتباري لمقام رئاسة الحكومة، حسب قوله.

وتابع قوله: “كثير من الخلق يستثمرون في العبث بالمؤسسات ويمعنون في إنهاكها وتبخيسها وتتفيهها، ولا ينتبهون أنهم بفعلهم ذاك، فإنما هم يهينون الإرادة العامة للناس ويبخسون أقدار المسؤولية السياسية والمؤسساتية، ويستدركون على سلطة السيادة الشعبية التي لها فضاءاتها للمحاسبة السياسية والكفيلة بترتيب المسؤوليات بدقة”.

رحموني تابع انتقاده لمزوار بالقول: “أراجع صحفا وتصريحات وتقديرات وأجد الكثير منها تخرج عن لياقة القول والتقدير والنقد، بيد أن البعض يخلط بين موقفه الخاص، المخلوط بالحقد ربما والكراهية ربما والحسد ربما والتفاهة ربما والتيه ربما والدوخة ربما، وبين حرمة موقع رئاسة الحكومة المرعي دستوريا”.

وختم تدوينته بالقول: “كيف لمرؤوس ان يستدرك على رئيسه..ويخرج ببيان يكرس التيه والضباب والشرود، الأشخاص عابرون، لكن المنهج وحرمة المؤسسات هي التي تبقى”.

وكان نشطاء وإعلاميون ومعارضون سوريون قد شكروا رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، لموقفه المناهض للتدخل الروسي بسوريا، وعبروا عن ذلك بهاشتاغ “#شكرا_بن_كيران”.

رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بن كيران قال في تصريحات لوكالة “قدس برس” الأسبوع الماضي: “أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري من جرائم في سوريا، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم”.

وحث ابن كيران روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سوريا لا أن تكون طرفا فيها، وقال: “ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية”.

وأضاف: “السؤال هو: لماذا تدمر روسيا سوريا بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها”.

وقدم السفير الروسي بالرباط فاليري فوروبييف احتجاجا رسميا لدى وزارة الخارجية المغربية، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، والتي طالب فيها روسيا بلعب دور في حل الأزمة لا دعم مجازر النظام.

وقالت وزارة الخارجية في بلاغ أصدرته عقب اللقاء بين السفير الروسي فاليري فوروبيف، والوزير المغربي، الإثنين، إن المسؤول الروسي عبر عن انشغال بلاده بـ”التصريحات الإعلامية المنسوبة لمسؤول حكومي رفيع المستوى، اتهم فيها روسيا بالوقوف وراء تدمير سوريا”.

وذكّر وزير الخارجية، بـ”موقف المغرب الواضح بشأن الأزمة السورية”، مؤكدا لمخاطبه أن المملكة المغربية، باعتبارها دولة مسؤولة وذات مصداقية على الساحة الدولية، تحدد مواقفها الديبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياستها الخارجية.