مجتمع، منوعات

صنع هيكلا خشبيا لدراجته النارية.. مصطفى حرفي يجعل من الخشب أشكالا هندسية بديعة (فيديو)

أسفل شجرة خروب كبيرة يشتغل مصطفى أخباش في ورشته، يهيم في إتمام بعض التفاصيل الصغيرة لهيكل خشبي ابتكره لدراجته النارية، يشاركه المرح أحد أبنائه المغرمين بالأعمال اليدوية.

قاد مصطفى، المحيط العائلي وشغفه وحبه للحرف اليدوية لأن يطور مهاراته الفنية من الرسم إلى الطين ثم الخشب، مرورا بالعديد من المهن الأخرى التي اكتشفها في سن صغيرة، مما ساعده على تكوين رؤى إبداعية يستطيع تنزيلها أول بأول، حتى نهاية المشروع.

يقول مصطفى في لقاء مصور مع جريدة “العمق”: “منذ طفولتي وأنا معجب بأي شيئ فني، وقد اكتشفت ذلك أثناء المرحلة التعليمية الابتدائية، لقد كنت أحب مادة التربية التشكيلية، وأنتظر بكل شقوق وصول الحصة المخصصة لها، لأنني كنت أحب الرسم، وفي ما بعد، ساعدتني حرفية أبي التي يشهد له بها جميع ساكنة دوار “تفزا” بأوريكا، ضاحية مراكش”.


دوار تافزا، حسب حديث مصطفى، يعد تاريخيا، من أكبر الدواوير في المغرب المعروف بتنوع الحرف اليدوية، وقد كان متنفسا اقتصاديا وجماليا للسياح المغاربة والأجانب الذين يأتون من مختلف المناطق قصد الاستمتاع بمنظاره والتبضع من منتجات أبدعتها أيادي الحرفيين.

ويوضح مصطفى، في ذات اللقاء، أن بداياته الأولى كانت مع حرفة الفخار، التي تعلمها رفقة أبيه. يقول المتحدث: “كنت حينها أبدع في ابتكار مجسمات وأشكال، كانت تثير إعجاب الزبائن وغرابتهم، ثم انتقلنا أنا وأبي من هذه الحرفة إلى الاشتغال في مجال الخشب، وعملت على تنزيل نفس الأفكار التي كنت أشتغل فيها مع الطين”.

ويضيف، أنه قام بإعداد أشكال حيوانات بالخشب تماثل الحية في شكلها وحجمها، عرضت في العديد من الأفلام، خصوصا التي احتضنتها القاعات السينمائية بمدينة ورزازات، وأنه تلقى بعد ذلك عروضا كبيرة من أجل العمل، إلا أنه فضل عدم الالتزام في عمل كلاسيكي والاشتغال بشكل حر، لأن هذا يزيد من قوته الابداعية.

وكشف مصطفى أن أبوه كان مصدر إلهام كبير بالنسبة له، إضافة إلى كون المحيط الخارجي في الدوار، كانوا كلهم مبدعين في مجال اشتغالهم. مشيرا إلى أن معظم الأفكار التي تراوده، يعمل على تنزيلها، وفي حالة لم تسعفه الظروف، يقوم برسمها على دفتر أرشيفي مليئ بالرسومات والأشكال الهندسية التي ما تزال تنتظر دورها.

أما عن دراجته النارية التي أدخل عليها تغييرات فنية كلية، عبر تغيير الهيكل من البلاستيك إلى الخشب بطريقة ابداعية فريدة، فقد فاجأته الردود الإيجابية التي تلقاها من طرف كل من صادفها.

وقال مصطفى إنه لم يتوقع كل هذا التفاعل، كما أن العديد من الأشخاص أوقفوني غير مرة من أجل التأكد؛ هل الأمر يتعلق بهيكل خشبي أم مجرد صباغة على البلاستيك، وقد تلقيت عروضا من أجل بيعه، وآخرون يسألون عن إمكانية إعداد هيكل آخر لدراجاتهم النارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *