سياسة

قمة مراكش ضد “داعش” تحشد دعما دوليا قويا لمغربية الصحراء وتشيد بالدور المغربي بالمنطقة

شكل الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش” الذي احتضنته مدينة مراكش، الأربعاء، نقطة دعم قوي للقضية الوطنية المغربية، حيث أسفرت اللقاءات الثنائية التي عقدها وزراء خارجية الدول المشاركة مع نظيرهم المغربي عن تعبير مجموعة من الدول عن مواقف غير مسبوقة من قضية الصحراء، وتجديد أخرى لدعمها للمغرب.

واعتبر متتبعون ومسؤولون أن إسناد شرف احتضان الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي للمغرب، جاء بناء على النجاح الذي عرفه المغرب في احتضان التظاهرات الكبرى وكذا لنجاعة سياسته في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الدور الذي يلعبه في استقرار المنطقة ودعمه للدول الإفريقية.

الاجتماع الذي كان المغرب أول دولة إفريقية تحتضنه، عرف مشاركة 73 دولة، 47 منها مثلها وفد برئاسة وزارية، وشارك في أشغال القمة ما يزيد عن 400 مشارك من مختلف دول العالم، وعرف اجتماع مراكش انضمام دولة البنين إلى التحالف لتصبح العضو رقم 85.

مواقف غير مسبوقة

وعرفت القمة المذكورة، إعلان كل من وزراء خارجية هولندا وقبرص عن موقف جديد من قضية الصحراء، حيث عبر البلدان عن دعمهما الكامل للمقترح الذي قدمه المغرب سنة 2007 المتمثل في الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل، كما أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أوروبا أصحبت تشهد دينامية إيجابية إزاء القضية الوطنية المغربية.

وفي هذا الصدد، فاجأ وزير خارجية هولندا ووبكي هوكسترا، خصوم القضية الوطنية بإعلانه من مراكش عن دعم الأراضي المنخفضة لمقترح الحكم الذاتي، وذلك من خلال البيان المشترك مع نظيره المغربي الصادر عقب المباحثات الذي تمت بالموازاة مع الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش.

وشدد البيان المشترك على أن هولندا “تنخرط بوضوح في الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء بشكل نهائي”

بدوره، أعلن وزير الشؤون الخارجية القبرصي، يوانيس كاسوليديس، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي وهو الموقف الذي شكل تطورا مهما في العلاقات القبرصية المغربية.

وصدر الموقف القبرصي خلال الندوة الصحافية التي عقدها الوزير القبرصي إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عقب انتهاء اللقاء الثنائي بالموازاة مع الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش” بمراكش.

ويأتي الموقفان المذكوران، في سياق الدعم الدولي المتزايد للمقترح المغربي الذي كان على رأسه اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وبعد المواقف الداعمة الصادرة مؤخرا عن كل من ألمانيا وإسبانيا والفلبين.

دعم متواصل ودينامية أوروبية

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة على أن القارة الأوروبية أصبحت تعرف دينامية إيجابية في دعم مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل وحيد لحل النزاع المفتعل بالصحراء.

وأبرز بوريطة في ندوة صحافية، الأربعاء، أن اللقاءات الثنائية المنعقدة مع نظرائه من مختلف دول العالم بالموازاة مع قمة التحالف الدولي ضد داعش، أسفرت عن تجديد دول لمواقفها والتحاق أخرى بالداعمين للمغرب.

وتابع أن إسبانيا جددت يوم أمس الثلاثاء بموقفها الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، كما التحقت هولندا اليوم بالدينامية الإيجابية والتي تجلت في تصريح وزير الخارجية الهولندي عقب المباحثات التي أجراها مع بوريطة بمراكش.

وشدد على وجود دعم متواصل “من الأشقاء العرب والأفارقة الذين جددوا التأكيد على وقوفهم إلى جانب المغرب في قضية الوحدة الترابية”.

إلى ذلك،  أشاد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، بجهود المملكة المغربية في محاربة الإرهاب بمنطقة الساحل والمساهمة في استقرارها، وعبر عن دعم بلاد لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ودائم ومقبول من كافة الأطراف لقضية الصحراء.

وقال الوزير الإيطالي إن المغرب يضطلع بدور أساسي في استقرار الإقليمي بمنطقة الساحل والمتوسط، وإنه “قطب للديمقراطية اوالاستقرار”، كما أعتبر أن دوره في المنطقة اتسع بفضل الإصلاحات التي أطلقها بقيادة الملك محمد السادس، وأكد على أن بلاده تقدم “الدعم الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ودائم ومقبول من كافة الأطراف لقضية الصحراء”.

بدوره أكد وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، الخميس بمراكش، على دعم بلاده “الكامل” لمغربية الصحراء، معتبرا أن أي حل لهذا النزاع الإقليمي “لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية “ووحدتها الوطنية والترابية”.

وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان من جهته، التأكيد على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية المغربية، وقال في ندوة صحافية، الأربعاء، إن “المملكة العربية السعودية تجدد التأكيد على موقفها الداعم لسيادة المغرب الكاملة على كافة أراضيه، بما في ذلك الصحراء المغربية”، مشددا على تأييد المملكة للمخطط المغربي للحكم الذاتي من أجل تسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

جمهورية إفريقيا الوسطى، جدد هي الأخرى على لسان وزيرة الخارجية سيلفي بايبو تيمون، دعم بلادها للوحدة الترابية للمغرب، مشيدة بجهود المملكة من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ومستدام للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وقالت بايبو تيمون، إن “جمهورية إفريقيا الوسطى تدعم السيادة الترابية للمغرب ووحدته الوطنية، وتشيد بجهود المملكة من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي، عملي ومستدام لهذا النزاع الإقليمي، في إطار الأمم المتحدة”، مضيفة “ولهذا الغرض، تدعم جمهورية إفريقيا الوسطى مبادرة مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة المغربية باعتباره الحل الوحيد والأوحد في إطار وحدتها الترابية”.

وشهدت قمة مراكش تجديد تركيا لموقفها الداعم للوحدة الترابية للمغرب، وقال وزير خارجيتها في ندوة صحافية إلى جانب بوريطة، “أود أن أجدد التأكيد على الموقف المبدئي لتركيا بخصوص الوحدة الترابية للدول وسيادتها، وأن تركيا تدعم سيادة المغرب الشقيق ووحدته الترابية”.

أما رومانيا فقد اختار وزير خارجيتها  بوغدان أوريسكو، التنويه بالجهود الجادة التي يقوم بها المغرب على صعيد قضية الصحراء المغربية، بما في ذلك مخطط الحكم الذاتي، الذي قدمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2007.

وأبرز بيان مشترك، صدر في أعقاب المباحثات وزيرا الخارجية المغربي والرومانية، على هامش الاجتماع الوزاري المذكور، أن “رومانيا تجدد دعمها للجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومتوافق بشأنه من قبل كافة الأطراف لقضية الصحراء”، قائم على التوافق، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

صربيا هي الأخرى أعادت التأكيد على موقفها الداعم للمقترح المغربي، وأبرز وزير خارجيتها نيكولا سيلاكوفيتش، أن بلاده ترى بأن  مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلا جادا وموثوقا لقضية الصحراء، كما أشاد بالجهود الدبلوماسية والسياسية التي تبذلها المملكة المغربية من أجل إيجاد حل واقعي وبرغماتي ومستدام لقضية الصحراء، وذلك في إطار روح من الواقعية والتوافق وتماشيا مع قرارات الأمم المتحدة.

الإرهاب والانفصال وجهان لعملة واحدة

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقمين بالخارج ناصر بوريطة، أن القارة السمراء أصبحت أمام خطر متزايد للتنظيمات الإرهابية، وأكد أن الانفصال والإرهاب أصبحا على علاقة وطيدة بحث يغذي كل منهما الآخر.

وقال في الندوة الختامية للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، إن إفريقيا أصبحت هدفا رئيسيا للإرهاب، حيث أصبحت القارة تضم 27 كيانا مسجلا على قائمة عقوبات مجلس الأمن باعتباره جماعة إرهابية، وأن 48 في المائة من القتلى بسبب الهجمات الإرهابية يسقطون في إفريقيا، إضافة إلى نزوح مليون ونصف شخص في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل.

ودق الوزير المغربي خطر الإرهاب في إفريقيا مسجلا أنه تم رصد تطورات تكيتيكية لدى الكيانات الإرهابية حيث أصبحت تستخدم طائرات بدون طيار في عمليات الاستطلاع، والتكنولوجيات الحديثة في التخطيط والتمويه مثل الاعتماد على العملات المشفرة.

وسجل بوريطة تنامي العلاقة بين الكيانات الإرهابية والانفصالية، حيث أصبح “الإرهاب يغذي الانفصال والعكس”، على حد قوله، مضيفا أن التهديدات الإرهابية تؤثر سلبا على مسار التنمية في إفريقيا، حيث كشف الوزير المغربي أن الإرهاب يؤدي إلى خسارة 70 مليون دولار ويؤثر على استقرار الدول.

من جهتها، أبرزت مساعدة كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، أو الولايات المتحدة الأمريكية تدعم جميع جهود مكافحة الإرهاب وقررت تحديد مبلغ مهم هذه السنة لهذا الغرض.

واعتبرت نولاند حضور 13 بلد إفريقي في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بمراكش، “إشارة قوية لداعش أننا سنبقى معا ومتضامنين للقضاء عليها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *