منتدى العمق

هؤلاء من يستحقون التنويه !! مراد و لطفي: عنوان التضحية؟

لقد تداول الإعلام الفرنسي منذ أول أيام شهر ماي قصة المهاجرين المغربيين: مراد ولطفي، القاطنين بسات ، وإنقاذهما لحياة خمسة أطفال كاد الحريق أن يجعل منهم رمادا ، لكن لطف الأقدار وشجاعة مراد أحالت دون حدوث الكارثة.

يومه فاتح ماي الذي يصادف عيد الشغل ، كان مراد في مقر عمله، وفي نهاية أشغاله ، اتجه صوب مقر إقامته بسات، وكان آلليل أرخى بضلاله ، ليصادف تصاعد دخان الحريق في إحدى الوحدات السكنية ورأى الساكنة مذعورة ، وقف ليتأكد أن الحريق فعلا اندلع ، وفي قرارة نفسه قرر الصعود للإقامة في رمشة عين وكان يردد : نعم الصغار لن يقدرو على الهروب ، الصغار سيحترقون.

دخل مراد الى العمارة وأخذ هاتفه واتصل بلطفي : كنت اعمل مع لطفي في مطعم وتذكرت ان المطعم به مضخات اخماد الحرائق : لطفي لطفي : أسرع اسرع مضخات الإطفاء ، التحق بي بالعنوان الآتي ، طبعا قمت بخطوات دقيقة : ولجت الإقامة ، اتصلت بلطفي وطبت منه احضار مضخات الإطفاء ، وبدأت آخذ الأطفال وسط اللهيب ، وانزل لإيصالهم الى الخارج ، خضر لطفي وبدأنا نخمد الحريق وآخذ الأطفال واحد الى الآخر : كنت أختنق وأردد في نفسي : حياة الأطفال اولى ، حياة اكبر عدد أغلى من حياتي لوحدي ، إنها الشجاعة والقيم ، لقد تأكدت ان الحريق ناتج عن غاز البوطان في المطبخ ، لقد انقذنا خمسة أطفال ، وحضر رجال الإطفاء وقد انتهينا من إنقاذ الأطفال ، كانو يختنقون وكنت اختنق ، لقد تم إسعافانا وأخذنا إلى اقرب المستعجلات ، كانت رأتاي مملوءتان بالدخان وتلقيت العناية طيلة الليلة ، في اليوم الموالي غادرت المستعجلات ، وما زلت أصداء الحادثة في أذني وما زال عقلي يردد : لقد انقذت الأطفال ، لقد أنقذتهم من الموت المحقق؟

وفي اتصال مع مراد : قال إنه سعيد بالإنجاز ، وان شجاعته أدت واجبها الإنساني ، لقد تعلمت منذ صغري أن للحياة قيمة ثمينة وتستحق التضحية”.

وتجدر الإشارة أن مراد مازال ينتظر تسوية أوراق إقامته بفرنسا ، وكأي مهاجر في وضعية الانتظار فالاحتياط سيد الموقف والابتعاد عن مصادر الوقوف أمام البوليس والاستنطاقات يأخذ محمل الجد ، لقد وضع مراد كل هذه الحسابات جانبا : وتطوع لإنقاذ الحياة بكل شجاعة ، بل واتصل بالسلطات لإعلامها ان الحريق اندلع واعطى لهم معلومات المكان ، واستمر في إجلاء الأطفال ، وفي النهاية أخذته وحدات الإطفاء الى المستعجلات لتلقي الإسعافات ، يقول مراد : هل انقذ الحياة ؟ أم أنسحب احتياطًا لوضعيتي غير القانونية حاليا ؟ لقد قررت إنقاذ الأطفال دون تردد ، لقد لبيت نداء الله : ومن أحيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا.

ألا يستحق مراد هذا الشاب وسام الحياة ؟ أليس حريًا بالمغاربة ان يفتخرو به ؟ أليس حريًا ان تكتب الصحافة المغربية عن هذا الحدث ؟ هؤلاء الشباب يستحقون الوسام والتحية العالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *