أخبار الساعة، مجتمع

الحرمان من الشعير المدعم يخرج رحلا في مسيرة على الأقدام صوب عمالة تنغير

نظم عدد من الكسابة الرُحّل بالجماعة الترابية تلمي بدائرة بومالن دادس، صباح اليوم الثلاثاء، وقفة إنذارية أمام مقر قيادة أمسمرير، مرفوقة بمسيرة احتجاجية مشياً على الأقدام نحو مقر عمالة تنغير للمطالبة بتمكينهم من حصص الشعير المدعم في إطار برنامج التقليص من آثار تأخر التساقطات المطرية، و إنصافهم على غرار باقي الجماعات الترابية الأخرى، وفق أقوالهم.

لحسن، واحد من المتضررين، قال إن هذا الشكل الاجتجاجي يأتي في إطار التنديد بإقصائهم من البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، الخاص بالحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، من خلال تقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين، والذي رصد لتنفيذه غلاف مالي بمبلغ 10 ملايير درهم.

وأكد أن “الجهات المعنية تنصلت من مسؤوليتها”، حيث سبق لهم أن طرقوا جميع الأبواب، من سلطة محلية ومنتخبين ومسؤولي الفلاحة، وعقدوا معهم اجتماعات، إلا أنهم ولحدود الساعة لم يجدوا آذانا صاغية ولا حلولا ناجعة ولا إجابات شافية لمشكلتهم التي طال أمدها بسبب الإنتظار، نتيجة “تعنت المسؤولين محليا”.

وأشار لحسن في إتصال هاتفي مع جريدة “العمق”، أن “رُحّل 11 دوارا تتواجد بجماعة تلمي تفاجئوا بحرمانهم من حصة الشعير المدعم، بالرغم أنهم يملكون  قطعانا مهمة من الأغنام ولا يتوفرون على العلف بسبب ظروف الجفاف التي أضرت بالمحاصيل الفلاحية ورؤوس الأغنام ”،  مشيرا في الوقت ذاته، أن “هذه الوضعية جعلتهم يعانون الويلات جراء تداعيات موجة الجفاف التي يعرفها المغرب خلال هذه السنة، بسبب انحسار التساقطات المطرية التي تسببت في قلة الكلأ”.

وطالب الكسابة الرحل الجهات الوصية بـ”تمكينهم من الاستفادة من الدعم الذي يخصصه البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية” البالغ قيمته 10 ملايير درهم، والذي تعمل الحكومة على تنفيذه ، حيث يتوخى تخصيص 3 مليار درهم لتمويل مختلف الأنشطة الفلاحية المتضررة، وخاصة منها قطاع تربية الماشية عبر توفير الأعلاف الضرورية وبأثمان مناسبة وتوفير الأدوية للمربين.

وكان عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، قد ترأس الخميس 17 فبراير الماضي، بالرباط، اجتماعا خصص لبحث التدابير الاستعجالية الضرورية الخاصة بالتخفيف من آثار التساقطات المطرية.

وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة، حينها، أنه “تبعا للتعليمات السامية الاستباقية للملك محمد السادس، المتعلقة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة آثار نقص التساقطات المطرية على القطاع الفلاحي، والعناية الملكية الخاصة، التي ما فتئ يوليها الملك لساكنة العالم القروي، ولكل مكونات القطاع الفلاحي، وضعت الحكومة برنامجا استثنائيا للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، من خلال تقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين”.

وأضاف البلاغ ذاته أن هذا البرنامج يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية، يتعلق الأول بحماية الرصيد الحيواني والنباتي وتدبير ندرة المياه، ويستهدف المحور الثاني التأمين الفلاحي، في حين يهم المحور الثالث تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين. وأشار إلى أن صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية سيساهم بناء على أمر جلالة الملك، بمبلغ ثلاثة مليارات درهم في هذا البرنامج.

وسجل أن الشق الأول من هذا البرنامج، الذي تصل تكلفته المالية إلى 3 مليارات درهم، يهم توزيع 7 ملايين قنطار من الشعير المدعم لفائدة مربي الماشية، و400 ألف طن من الأعلاف المركبة لفائدة مربي الأبقار الحلوب، للحد من آثار ارتفاع أسعار المواد العلفية، وتراجع موفورات الكلأ بكلفة إجمالية تصل إلى2.1 مليار درهم، وتلقيح ومعالجة 27 مليون رأس من الأغنام والماعز و200 ألف رأس من الإبل، ومعالجة النحل ضد داء الفارواز، بميزانية قدرها 300 مليون درهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *