أخبار الساعة

انطلاق النسخة الأولى من “ملتقيات الشرق” بوجدة

انطلقت أمس الجمعة بوجدة، فعاليات النسخة الأولى من تظاهرة “ملتقيات الشرق”، التي تنظمها مؤسسة عمر بن عبد العزيز، على مدى يومين.

وتعد مؤسسة عمر بن عبد العزيز جمعية تضم قدماء تلاميذ هذه المؤسسة التعليمية التي تأسست قبل أزيد من 100 سنة.

وتتوجه هذه التظاهرة، التي تطرح للنقاش قضايا مرتبطة بالاقتصاد الرقمي والصحة والتنمية المستدامة، إلى شباب الجهة الشرقية، وذلك من خلال ندوات يتم فيها تقديم شهادات حية لنجاحات في مجال المقاولات.

وأكد والي جهة الشرق، عامل وجدة أنجاد محمد مهيدية، في افتتاح هذه التظاهرة، أن المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، التي أطلقها الملك محمد السادس في 18 مارس 2003، استطاعت أن ترسي في السنوات الأخيرة نموذجا اقتصاديا واجتماعيا أفضى إلى تحسين جاذبية الجهة وتنافسيتها وإطار عيش الساكنة.

وقال إنه من البديهي أن التحدي الأبرز للجهة يتمثل في ضمان ظروف حياة لائقة للأجيال المستقبلية وأنشطة اقتصادية مدرة للدخل، مؤكدا أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه سوى عبر الاستثمار المحدث لفرص الشغل وتحسين مناخ الأعمال.

واعتبر الوالي، في هذا الصدد، أن الجهود المبذولة مكنت من إحراز تقدم معتبر على صعيد تشييد المنشآت الاقتصادية الأساسية بربوع الجهة من خلال البنيات الصناعية والمشاريع المهيكلة، ما أدى إلى إحداث دينامية اقتصادية جهوية وتنويع العرض الترابي بما أفضى إلى استقطاب المستثمرين المغاربة والأجانب، ولا سيما من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وعرفت هذه التظاهرة التي تابع أطوارها عدد من الشباب الباحثين في العديد من المجالات، حضور العديد من الشخصيات العامة والأكاديمية، من بينها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد رشيد بلمختار والمندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر السيد عبد العظيم الحافي ورئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة السيد مصطفى بنحمزة والوزير الفرنسي الأسبق كريستيان نوتشي والأكاديمي الفرنسي أرماند هاتشويل ورئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية السيد سمير بودينار.

وتطرق بلمختار إلى بعض ملامح الإصلاحات في مجالي التربية والتكوين، متوقفا عند رؤية 2015 – 2030 التي “رسمت عددا من الأهداف التي يتعين العمل على تحقيقها”.

وأكد الوزير أن هذه الرؤية تتوخى، أساسا، تحقيق متطلبات الجودة وتكافؤ الفرص، موضحا أن الوزارة تتبنى منهجية عمل واضحة تهدف، من ضمن ما تهدف إليه، إلى تنويع العرض المدرسي.

واعتبر المسؤول الحكومي أن دور وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني يفترض أن ينحصر في الجوانب التربوية والبيداغوجية، لكن الواقع يفرض عليها دخول غمار تشييد البنيات التحتية المدرسية.

وذكر، في هذا الصدد، بأن الوزارة أحدثت خلال الموسم الدراسي 2015 – 2016، 111 مدرسة جماعاتية وفي موسم 2016 – 2017، 119 مدرسة جماعاتية، مضيفا أن عدد الداخليات التي ستحدث في 2017 يصل إلى 242.

كما توقف الوزير عند قضايا متصلة بالنموذج البيداغوجي الجديد ومناهج التدريس واللغات التي يتم تدريسها والتدريس بها.

من جانبه، استعرض المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر عبد العظيم الحافي الجهود الدولية الرامية إلى ملاءمة النماذج التنموية مع متطلبات الحفاظ على البيئة، وصولا إلى مؤتمر كوب 22 الذي انعقد مؤخرا بمدينة مراكش.

وأبرز جهود المغرب خلال رئاسته لمؤتمر كوب 22 في ما يتصل بمكافحة التغيرات المناخية، معتبرا أنه لا ينبغي مقاربة التغيرات المناخية من الجانب التقني فحسب، ولكن يتعين إرساء قيمة التضامن، بجميع أشكاله المجالية والاجتماعية، بما يفضي إلى زيادة الوعي بخطورة هذه المشكلة.

إلى ذلك، روى الوزير الفرنسي الأسبق كريستيان نوتشي، أحد التلاميذ القدامى بثانوية عمر بن عبد العزيز، جزء من ذكرياته بالثانوية وبمدينة وجدة، قبل أن يؤكد أن هذه المؤسسة التعليمية باتت اليوم “مرجعا”.

وقال إن الإرادة والطموح والمعرفة والثقة بالنفس وبالمستقبل هي ما يصنع نجاح الشباب.

ويستفيد الشباب المشارك في هذه التظاهرة، التي نظمت بشراكة مع وكالة تنمية جهة الشرق، من ورشات عمل يتم خلالها تقديم عروض من طرف خبراء ومسيرين في مجال المقاولات الناشئة من أجل تقريب الشباب من مفهوم المقاولة الناشئة وشرح وسائل وسبل نجاحها.