منوعات

مهندس: الذكاء الاصطناعي في “غوغل” اكتسب وعيا ويتصرف كطفل عمره 8 سنوات

كم سيكون من المخيف أن يكون “غوغل” فعلا “شخصا واعيا” وأنت لم تدرك بعد أنه كذلك، وتتعامل معه بنفس المنطق السابق المعتاد.

فمن الصعب تقبل فكرة أن يكون “غوغل” أو غيره من البرامج العملاقة على الشبكة العنكبوتي “واعيا”، فذلك سيضيف لما وصلته تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في هذا المجال قدرات أخرى تضعف قدراتنا في التعامل معه.

فهل حقا بلغ “غوغل” مرحلة “الوعي”؟ وما هو الوعي؟

مهندس غوغل يحذر

حذّر مهندس بشركة “غوغل” من أن نظام الذكاء الصناعي “LaMDA”  الذي طوّرته الشركة العام الماضي لتوفير نتائج بحث أكثر دقة، حسب “الشرق الأوسط أونلاين”، وصل لمرحلة من الذكاء لدرجة أنه “أصبح واعياً” ويتصرف “مثل طفل يبلغ من العمر 7 أو 8 سنوات”.

وقال بليك ليموين، المهندس بالشركة، إنه تم وضعه في إجازة، بدءاً من يوم (الاثنين) الماضي بعد أن أعلن عن هذه المخاوف.
وقال ليموين في تصريحات صحافية بأنه بدأ الدردشة مع “LaMDA” أو “نموذج اللغة لتطبيقات الحوار” الخريف الماضي كجزء من وظيفته في منظومة الذكاء الصناعي التابعة لـ”غوغل”.

وأطلقت الشركة على “LaMDA” اسم “تقنية المحادثة المتطورة”. ونظام الذكاء الصناعي للمحادثات هذا قادر على الانخراط في محادثات مفتوحة الصوت. وقالت: “غوغل” إن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في أدوات مثل “بحث غوغل” و”مساعد غوغل”، لكنّ الأبحاث والاختبارات حولها لا تزال مستمرة.

ونشر ليموين، وهو أيضاً قس مسيحي، منشوراً على موقع “Medium”، أمس (السبت)، يصف فيه “LaMDA” بأنه “شخص”. وأشار إلى أنه تحدث مع “LaMDA” حول مواضيع مثل الدين والوعي وقوانين الروبوتات، وأن نظام الذكاء الصناعي وصف نفسه بأنه “شخص واعي”، وأنه يريد أن “يتم الاعتراف به كموظف في غوغل وليس كممتلكات”.

غوغل توضح وعلماء يحذرون

وأكد المهندس أنه عندما طرح هذه الفكرة عن “LaMDA” أمام كبار المسؤولين في “غوغل”، “تم استبعاده”.
بدوره، قال بريان غابرييل المتحدث باسم شركة “غوغل”، لصحيفة “واشنطن بوست”: “قام فريقنا -بمن في ذلك علماء الأخلاقيات والتقنيون- بمراجعة مخاوف بليك وفقاً لمبادئ الذكاء الصناعي الخاصة بنا، وتم إبلاغه بأن الأدلة لا تدعم مزاعمه، وقيل له إنه لا يوجد دليل على أن (LaMDA) كان واعياً”.

وحسب نفس المصدر، سبق أن حذّر علماء كومبيوتر بارزون من أن الأشكال المتقدمة للذكاء الصناعي قد يكون لديها بالفعل قليل من الوعي.

وبحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، قال العالمان تاماي بيسيروغلو، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وإيليا سوتسكيفر، أحد مؤسسي شركة OpenAI (وهي شركة غير ربحية لأبحاث الذكاء الصناعي)، إن بعض أجهزة الذكاء الصناعي للتعلم الآلي يمكن أن تكون قد حققت “شكلاً محدوداً من الوعي”.
وغرد سوتسكيفر قبل أيام بقوله: “ربما تكون الشبكات العصبية الكبيرة (التابعة لأجهزة الذكاء الصناعي) اليوم واعية قليلاً”.

وسرعان ما أثارت هذه التغريدة جدلاً بين علماء الأعصاب وباحثي الذكاء الصناعي، في الوقت الذي دافع فيه بيسيروغلو عن فكرة سوتسكيفر، قائلاً إنه لا ينبغي الاستهزاء بهذه الاحتمالات أو رفضها.

وكتب بيسيروغلو على “تويتر”: “رؤية كثير من الخبراء البارزين في مجال التعلم الآلي يسخرون من هذه الفكرة أمر مخيب للآمال”.

وأضاف: “هذا يجعلني أقل تفاؤلاً في قدرة خبراء هذا المجال على التعامل بجدية مع بعض الأسئلة العميقة والغريبة والمهمة التي ستواجههم بلا شك خلال العقود القليلة المقبلة”.
ولطالما اختلف علماء الأعصاب والفلاسفة في تعريف “الوعي” بشكل دقيق. ولكن التعريف الأكثر شهرة له هو “قدرة أدمغتنا على الفهم والإدراك من خلال الحواس والخيال”.

وتتضمن بعض التعريفات الأخرى للوعي القدرة على تجربة المشاعر الإيجابية والسلبية، مثل الحب والكراهية.
وحاولت دراسة حديثة، شارك بيسيروغلو في إعدادها، تصنيف خوارزميات الذكاء الصناعي الرائدة التي يمكن اعتبارها ذات شكل من أشكال الوعي.
وأكد الباحثون حدوث تطورات واضحة في مجال التعلم الآلي على مدار العقد الماضي، خصوصاً في الرؤية والكلام، أي فيما يتعلق بالحواس.
وأشار بيسيروغلو إلى أنه، وفقاً لهذه النتائج، لا ينبغي تجاهل تصريحات سوتسكيفر على الإطلاق.
وتثير احتمالية امتلاك أجهزة الذكاء الصناعي لبعض الوعي أزمة أخلاقية وعملية، حيث يخاف العلماء من تفوقها فيما بعد على الإنسان، فيما يدعو البعض إلى تدميرها أو إيقاف تشغيلها في حال تم التأكد من ادعاءات سوتسكيفر وبيسيروغلو.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *