مجتمع

“البام” يأسف لأحداث مليلية ويدعو الشركاء الدوليين لتحمل مسؤولياتهم

عبر حزب الأصالة والمعاصرة عن أسفه البالغ على الأحداث التي شهدتها منطقة العبور بين مدينة الناظور ومليلية المحتلة، أمس الجمعة، والتي خلفت سقوط 18 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف المهاجرين السريين من جنوب الصحراء، إلى جانب إصابة 140 عنصرا من القوات العمومية المغربية.

وبعد ترحمه على أرواح من قضوا في تلك الأحداث، أثنى “البام” على “المسؤولية والاحترافية التي تم بها تدخل القوات العمومية المغربية، والذي تم في إطار احترام تام لكل القوانين والمواثيق الحقوقية، والاتفاقيات الدولية، وفي استحضار كامل للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر منها هؤلاء المهاجرين، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين”.

وقال الحزب في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة، إنه “يتفهم اضطرار السلطات العمومية لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف عملية الاقتحام، في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتقها في حفظ الأمن العام”.

ودعا إلى ضرورة “تحمل كل الأطراف المعنية بملف الهجرة لمسؤوليتها، بما في ذلك الشركاء الدوليون، ولاسيما في تحمل أعباء استقبال وتيسير إدماج المهاجرين الوافدين على بلادنا، وفق الرؤية التي وضع أسسها الملك محمد السادس منذ سنة 2013، والمبنية على المقاربة الحقوقية والإنسانية وتحويل الهجرة من إكراه إلى فرصة”.

وشدد الحزب على “ضرورة إعطاء نفس جديد للاستراتيجية الوطنية للهجرة التي اعتمدتها بلادنا، وتعبئة موارد وإمكانيات كل المتدخلين، للتصدي بحزم قوي لشبكات الاتجار في البشر والتي تقع عليها المسؤولية الأساسية في ما حدث بالناظور”.

وطالب حزب الأصالة والمعاصرة بتيسير سبل إدماج المهاجرين وتمكينهم من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الأساسية لتحريرهم من قبضة وإغراءات هذه الشبكات الاجرامية.

كما أدان “كل محاولات استغلال هذه الأحداث المأساوية للنيل من سمعة بلادنا ودورها الريادي في القارة الإفريقية في مجال سياسة الهجرة، والتي بفضل التوجهات الملكية السامية قد مكنت من تسوية الوضعية القانونية لأزيد من 50 ألف مهاجر أغلبهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء”.

وكانت سلطات إقليم الناظور قد أفادت بأن 13 من المهاجرين غير الشرعيين الذين كانوا ضمن تعداد المصابين خلال عملية اقتحام مدينة مليلية، لقوا مصرعهم جراء مضاعفة الإصابات البليغة التي تعرضوا لها، لترتفع بذلك حصيلة الوفيات إلى 18 حالة وفاة بين صفوف المقتحمين، وذلك بعد مصرع 5 مهاجرين آخرين في وقت سابق.

ونفت المصادر ذاته، أن يتم تسجيل أي حالة وفاة في صفوف أفراد القوات العمومية.

وفي الواقعة ذاتها، أصيب 216 شخصا، من بينهم 140 من أفراد القوات العمومية المغربية، في عملية اقتحام جماعي لمدينة مليلية المحتلة، نفذها مجموعة من المهاجرين السريين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، صباح أمس الجمعة.

وبحسب السلطات المحلية لإقليم الناظور، فإن الحادثة وقعت أثناء عملية اقتحام جماعي لمدينة مليلية، من خلال محاولة تسلق السياج الحديدي بين مدينتي الناظور ومليلية.

وأفادت سلطات الناظور، بأنه أثناء تدخل القوات العمومية لإحباط هذه العملية التي عرفت استعمال المقتحمين لأساليب جد عنيفة، تم تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 5 إصابات خطيرة.

وكشف المصدر ذاته، أنه جرى تسجيل مصرع 5 من بين المقتحمين، قبل أن ترتفع الحصيلة إلى 18 حالة وفاة، جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج، كما جرى تعداد إصابة 76 من المقتحمين، من بينهم 13 إصابة بليغة.

وتم نقل كافة المصابين، سواء في صفوف القوات العمومية أو من بين المقتحمين، صوب مستشفى الحساني بمدينة الناظور والمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة وجدة لتلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة.

مصادر إعلامية إسبانية، قالت إن نحو 2000 مهاجر من دول جنوب الصحراء حاولوا التسلل نحو مدينة مليلية المحتلة، صباح الحمعة، عبر المعبر الحدودي بين المدينة والناظور، مشيرة إلى أن حوالي 130 شخصا منهم نجحوا في عبور السياج.

وبحسب ما أوردته وكالة “فرانس بريس”، فقد رصدت الشرطة الإسبانية في حوالى الساعة 6:40 صباحًا أزيد من 2000 مهاجر يقتربون من الحدود، نجح من بينهم 130 شخصًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في الدخول إلى مليلية، وفق متحدث باسم شرطة المنطقة.

وقالت المصادر الإعلامية الإسبانية، إن الدخول الكثيف أسفر عن إصابة 49 من عناصر الحرس المدني الإسباني بجروح طفيفة، و57 مهاجرا، تم نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى بالمدينة المحتلة.

وأوضح مسؤول إسباني أنه “رغم الانتشار الأمني الواسع للقوات المغربية التي تتعاون بشكل نشط ومنسق مع القوى الأمنية الإسبانية، “تمكنت مجموعة كبيرة من الأشخاص المهاجرين، بطريقة منظمة وعلى نحو متقن وبعنف، من اقتحام بوابة الدخول عند الحدود قبل أن تدخل إلى مليلية”.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *