سياسة

وزير خارجية إسبانيا: من المستحيل التحكم في الهجرة السرية دون تعاون المغرب

قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، اليوم الثلاثاء، إنه من “دون تعاون” المغرب، سيكون من “المستحيل” التحكم في تدفقات الهجرة غير الشرعية.

وأوضح ألباريس، في حديث خص به القناة التلفزيونية “أنتينا 3″، أنه “بدون تعاون قوات الأمن المغربية والعمل الممتاز الذي تقوم به قوات الأمن الإسبانية، سيكون من المستحيل السيطرة على ظاهرة الهجرة غير الشرعية”.

وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسبانية أنه “لا يمكن لأي دولة في العالم، مهما كانت قوتها، أن تواجه هذه الظاهرة بمفردها”، مبرزا “تعقيد” تدبير هذه الآفة ومواجهة اقتحامات أشخاص “يسعون إلى حياة أفضل، من خلال تعريض حياتهم للخطر”.

وأشار وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، بالقول: “ما علينا القيام به هو تحسين وتعزيز تعاوننا مع المغرب ومع دول المصدر والعبور. يتعين أيضا انخراط أوروبا والمفوضية الأوروبية”.

وشدد على أنه “يجب تعزيز التعاون بين أوروبا ودول المصدر والعبور، وينبغي توفير الوسائل التكنولوجية الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الاقتحامات”.

وارتفعت حصيلة الوفيات في محيط السياج الحدودي لمليلية المحتلة بالناظور، مساء أمس السبت 25 يونيو الجاري، إلى 23 وفاة في صفوف المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وحسب مصادر محلية، تم تسجيل 5 وفيات في صفوف المهاجرين غير النظاميين بمحيط السياج الحدودي الفاصل بين مدينتي الناظور ومليلية، وذلك نتيجة مضاعفات تعرضوا لها إثر عمليات التدافع، فيما يبقى حاليا رهن المراقبة الطبية شخص واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين.

وفي وقت سابق، أفادت السلطات بالناظور بأن هذه الأحداث اندلعت إثر محاولة اقتحام جماعي نفذها مهاجرون ينحدرون من دول افريقية مختلفة من جنوب الصحراء، لتنتج إصابات متفاوتة الخطورة، بلغ عددها أزيد من 140 شخصا في أفراد القوات العمومية وحوالي 80 شخصا من المقتحمين.

مصادر إعلامية إسبانية، قالت إن نحو 2000 مهاجر من دول جنوب الصحراء حاولوا التسلل نحو مدينة مليلية المحتلة، صباح الجمعة، عبر المعبر الحدودي بين المدينة والناظور، مشيرة إلى أن حوالي 130 شخصا منهم نجحوا في عبور السياج.

وبحسب ما أوردته وكالة “فرانس بريس”، فقد رصدت الشرطة الإسبانية في حوالى الساعة 6:40 صباحًا أزيد من 2000 مهاجر يقتربون من الحدود، نجح من بينهم 130 شخصًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في الدخول إلى مليلية، وفق متحدث باسم شرطة المنطقة.

وقالت المصادر الإعلامية الإسبانية، إن الدخول الكثيف أسفر عن إصابة 49 من عناصر الحرس المدني الإسباني بجروح طفيفة، و57 مهاجرا، تم نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى بالمدينة المحتلة.

وأوضح مسؤول إسباني أنه “رغم الانتشار الأمني الواسع للقوات المغربية التي تتعاون بشكل نشط ومنسق مع القوى الأمنية الإسبانية، “تمكنت مجموعة كبيرة من الأشخاص المهاجرين، بطريقة منظمة وعلى نحو متقن وبعنف، من اقتحام بوابة الدخول عند الحدود قبل أن تدخل إلى مليلية”.

وفي نفس السياق، حمًّل رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيز، اليوم السبت، مسؤولية أحداث السياج الحدودي لمليلية، لـ”مافيات الاتجار الدولي في البشر ومنظمي الهجرة الغير قانونية”.

وقال بيدرو سانشيز، في معرض حديثه لوسائل الاعلام في مدريد، إن الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأحداث المأساوية التي شهدها محيط السياج الحدودي لمليلية هي عصابات الاتجار في البشر، مشيدا في الوقت ذاته بمجهودات القوات العمومية المغربية، لمواجهة تدفق المهاجرين الغير نظاميين القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *