منتدى العمق

معا نحو التغيير

معا نحو التغيير (1):

صعب أن تتنمى وتتقدم البلدان العربية وأفريقيا والشرق الأوسط في ظل عدم احترام التخصص، وفي ظل غياب عدالة اجتماعية، واقتصادية وترابية ناجعة عندما يتقن كل شخص الأعمال الموكلة إليه سيحدث تغيير في الواقع.

عندما تتوقف الساكنة عن حب التصدر والظهور ويعمل أفراد الساكنة خلف الأضواء وعندما يتعلم الجميع على أعلى مستوى ،و نعرف ثقافة ساكنة الدول المتقدمة ونطور مهاراتنا ونعزز قدراتنا ونكمل تعليمنا الجامعي إلى النهاية ونحصل على شواهد ودبلومات عالية أخرى حينذاك سيتحسن وضعنا الاجتماعي إلى الأفضل.
سقف التغيير أن نغير أنفسنا إلى الأفضل ونثور عليها ونمنعها بكل قوة كي لا ترتع في الحرام وفي الفسق والفجور والشهوات و الرذيلة صدق من قال :” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”.

جميل أن نجاهد أنفسنا ونطهرها من المعاصي والذنوب والآثام، وعلينا أن نزكيها وننمي فيها الخير ،ونقوم بأعمال صالحة كثيرة قال أحمد الراشد:” إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان”.

سبب خيرية الأمة الإسلامية هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله وعندما نضع ما نعرفه في نقطة الفعل فسنتقدم نحو الله للأسف بهتت تقوى الله في قلوب كثير من الناس بسبب انشغالهم بالدنيا وأشيائها،وبسبب كثرة الفتن والمنكرات في الواقع والانترنيت.

غياب أهداف كبيرة وواضحة في حياة الناس يجعلهم متهافتين، ويخبطون خبط عشواء وبسبب ثورة الاتصالات والعالم الرقمي ،والعولمة حدث غزو فكري حقيقي لساكنة العالم النامي من جميع الأعمار فتم استيلاب العقول فتشكلت وفق نمط جديد وأصبحت الأغلبية من ساكنة الدول العربية والإسلامية شبه مادية ستنصلح أحوالنا عندما نصدق في توكلنا على الله ونجد ونجتهد، ونحارب الخوف والجبن والكسل والفتور من تفاصيل حياتنا.

سنعيش في الدنيا مرة واحدة فلنعشها على أعلى مستوى وعلى أنبل غاية وبعزة وكرامة وتألق، واقدام وتحدي لجميعالصعاب، عندما نتحرر من الخجل والخوف من غير الله، ونحقق ما نريده ونصبو إليه فسيحالفنا التوفيق والنجاح.

جميل أن نعرض عن الجاهلين، وأن نستعلي عن كل الأمور التي تسطح ثقافتنا وعقولنا، وكلما أبدعنا وبادرنا لفعل أعمال صالحة نفعها عام، ومتعدي فسنفيد حينذاك الآخرين.

في ظل انتشار كثيرا من عناصر الرداءة في الواقع والانترنيت يبقى لمساهماتنا الفكرية، والتربوية الجيدة دور مهم في نشر الوعي، والثقافة والمعرفة بين ساكنة المدن والقرى. توجد مبادرات كثيرة في الأنترنيت هدفها ايصال رسائل إيجابية أو سلبية إلى الساكنة لكن أغلبها يدخل في باب الهواية فقط ولم يصل إلى الاحتراف بعدوكما توجد بالأنترنيت أعمالا فنية وإعلامية متميزة، ومتقنة توجد أعمال أخرى كثيرة رديئة و متهافتة.

على الدعاة والعلماء وطلبة العلم أن يرسلوا كلمات إسلامية راقية إلى اليوتيوب والفيسبوك ،وتويتر كي تزاحم الرداءة الكثيرة الموجودة في الأنترنيت، وعليهم أن يشاركوا أعمالهم بكثافة في القرن 21 وألا يبقوا متفرجين.

دور الدعاة إلى الله والعلماء، وطلبة العلم أن ينقذوا الآخرين من حرائق الشهوات والشبهات، وضحايا الأنترنيت والمدمنين عليه لأن النجدة من صفات المسلم. المسلم بخبرته وتجربته وثقافته الواسعة، وفطرته ونور بصيرته يميز في الأنترنيت ما بين الأعمال الفنية والاعلامية المحترفة من السطحية.

سبب تميز المنتوجات الإعلامية والفنية الغربية على المنتوجات الإعلامية والفنية بالدول العربية والإسلامية أن الأولى تقوم على التخصص والاحتراف والغنى والترف وتجسد الرفاهية في كل شيء وتنتمي إلى سقف الحضارة الإنسانية، وعائدها المالي كبير جدا، والثانية تقوم على الارتجالية والعشوائية، وعدم احترام التخصص والهواية، واللوجستيك المستعمل غير متطور ، وعائدها المالي أقل من المتوسط. مع ضرورة ذكر أن المبدعين موجودين سواء بالدول المتقدمة أو الدول النامية و يحتاجون فقط للدعم والتحفيز والتشجيع.

سبب تفوق الموارد البشرية بالدول المتقدمة على حساب الموارد البشرية الموجودة بالدول العربية والاسلامية هو أن الموارد البشرية بالدول المتقدمة مدربين ومكونين على أعلى مستوى ويتقنون عدة لغات أجنبية ويعرفون جيدا للمعلوميات والأوليات في علوم النفس والاجتماع والتنمية البشرية و يقدسون العمل ويتقنونه و يحترمون القانون بينما الموارد البشرية بالدول العربية و الإسلامية فبعضها فقط متقدم في عقليته ومستقيم ونزيه، و البعض الآخر بالكاد يقوم بواجباته وقد يتسرب الغش إلى عمله.

عندما نستغل أوقاتنا جيدا، و نستثمرها في فضائل الأعمال ونجد ونجتهد، ونخطط لحاضر ومستقبل حياتنا سنرشد.

سبب مشاكلنا أننا لا نركز بصدق في تحقيق أهدافنا وبدل أن نتعلم على أعلى مستوى ونقوي و نطور شخصياتنا، ونقرأ كتبا كثيرة في تخصصاتنا نحرص على التعامل مع الآخرين رغم أننا لسنا محتاجين إليهم.

كلما قدسنا أعمالنا ورقينا تفكيرنا، ودخلنا في مجال الاحتراف والدراسات المعمقة للأمور، والقضايا الراهنة فسننضج أكثر ، وسنفهم كل شيء على حقيقته ولن تهزنا التوافه.

ما دمنا نعرف المعلوم من الدين بالضرورة، وعقيدتنا الإسلامية صحيحة، ونؤمن بالله واليوم الآخر ،ولا نظلم ولا نعتدي على أحد، ونسعى لتطوير أنفسنا وتعزيز قدراتنا فنحن نسير في الطريق الصحيح.

معا نحو التغيير (2):

أصبحت مصادر المعلومة متعددة في القرن 21 ويمكن تلقي المعرفة من عدة مصادر، كما أن التعلم على أعلى مستوى لم يعد مقتصرا على الطرق القديمة ( إذيمكنك مشاهدة عدة محاضرات في تخصصك على اليوتيوب بسهولة)، التطورات الهائلة التي حصلت في جميع أصناف المعرفة في الدول المتقدمة يجعلها تلهمنا لنسير على خطاهم لنتقدم ونتطور مثلهم، وعندما نقرأ الكتب الجديدة في الدول المتقدمة والدول النامية سنواكب التطورات، والمستجدات الحاصلة في الدنيا بأسرها إذ لا معنى للتخلف عن الركب الحضاري.

كي تصبح ثقافتك واسعة إقراء في بعض التخصصات المعرفية والعلمية التي لا تعرف حتى الأوليات فيها مثل الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع السياسي، والسياسة والقانون… إلخ.

كلما قطعنا مراحل مهمة من حياتنا علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا وفق نقط قوتنا، والفرص التي اتيحت لنا وعلينا معرفة التحديات الجديدة.

سبب الملل والروتين، والرتابة التي نعيش فيها يرجع إلى أننا لا ننوع أنشطتنا التي نمارسها يوميا، وإذا فكرنا بطريقة مغايرة تعود علينا بالنفع وإذا جودنا الأعمال التي نقوم بها وانفتحنا على شرائح مجتمعية أخرى وصلنالهم جمالية الدين الاسلامي وصالحناهم مع خالقهم أكيد سنخطو خطوات عميقة في مجتمعنا تجعل الإسلام الحق ينتشر بفعالية بين المتفوقين، والاغنياء خاصة أن هذه الشريحة ذكية وسريعة الإدراك وعملية، ويمكنها أن تضحي في سبيل أن تسعد أكثر…

ترى هل المغامرة حاضرة بقوة في حياة طلبة العلم والعلماء، والدعاة إلى الله؟ وهل هم متحررين في الواقع من الخوف من غير الله؟ ومتى سينفتحون على جميع شرائح المجتمع؟ على الأقل ليعرف حقيقتهم الجميع عن قرب.

إذا كانت نية العلماء والدعاة إلى الله وطلبة العلم سليمة وإذا كان هدفهم دعوة الناس إلى الله فلماذا لا يخالطون أفراد مجتمعهم اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا لا يبلغون رسالات الله إلى القاصي والداني خاصة أنهم يعلمون أن عمر الإنسان قصير جدا؟

مناخ التغيير في المغرب المسلم خصب، والساكنة متعطشة لسماع مبادئ ومقاصد وأحكام الدين الاسلامي، والدعوة إلى الله بالمواقف أبلغ من الدعوة باللسان، نتمنى أن يأخذوا المبادرة لخلخلة هذا الواقع المتعفن البعيد عن شرع الله بفتح نقاشات مجتمعية حقيقية بصراحة، وصدق وموضوعية لا مجاملة فيها لأحد. من مرتكزات التغيير الذي ننشده أن تعظم ساكنة المغرب وكل الشعوب العربية والإسلامية خالقها، وأن تأتمر بأوامره وتنتهي عن النواهي، والمحرمات عاجلا كي لا يحل علينا غضب الله في ظل ضعف فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

عندما ننظف شوارعنا وأحياءنا ومدننا وقرانا من الظلم والفساد والأخلاق السيئة المنتشرة فيها وننشر بدلها القيم التربوية والتعليمية والأخلاق الإسلامية والانسانية ونستنبت أفرادا صالحين مصلحين هدفهم رضا الله والدار الآخرة والإصلاح ونبادر لفعل الطاعات واجتناب المعاصي والذنوب وكل المحرمات فإننا حينذاك نسير على خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيهدينا الله، ويخرجنا من ظلمات (الحيرة والتردد والضلال والانحراف والغي) إلى نور (الطاعة وعزة النفس والهدى والطمأنينة والرقي).

طريق الله مليئة بالمطامح والمطامع، وتعرض على السالكين فيها عدة مغريات ويتحالف عليهم الشيطان مع أنفسهم الأمارة بالسوء لتثبيطهم كي لا يقصدوا في سيرهم إلى الله.

ولن يخرجهم من العجز والكسل، والفتور إلا أن يهجموا على الأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله، وعندما يخالفون أهواءهم، وما تريده أنفسهم فإنهم سينتصرون على الشيطان ومكائده، وعندما يتوقفوا عن اتباع خطوات الشيطان ويغضوا أبصارهم عن المحرمات، ويحافظون على الصلاة في وقتها، ويمنعون أنفسهم كي لا ترتع في المحرمات، ويؤدبونها مرة بعد أخرى أكيد سيرشدون حينذاك، وستلج الهداية والاستقامة لقلوبهم.

المسلم الحق ينظف حواسه وجوارحه التي تلوثت بالمعاصي، والذنوب من خلال توبة نصوحا خالصة فيعود إلى ربه نادما باكيا عازما على عدم العودة لاقتراف الذنوب، والمعاصي مرة أخرى وسيجد الله توابا غفورا رحيما ما كان صادقا في توبته إلى الله.

من تمام نعمة الله على عبده أن يرزقه لسانا ذاكرا حامدا شاكرا له، وكلما ولج المسلم على ربه من باب الافتقار إليه فسيقربه إليه ويعفو عنه، وتصر شياطين الإنس والجن على أن تجتال البشر عن طريق الحق والفضيلة، والخير والنور الى طريق الانحراف والضلال والشهوات، لكن الله سبحانه برحمته وحكمته يعيد عباده الصالحين لجادة الصواب لأنه يحفظ الود، ولا يحقد فسبحانه ما أكرمه وما أعظم شأنه….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *