وجهة نظر

من يشيه من؟ روزيلا أم يوسف؟

من يشبهون لاعبة المنتخب المغربي النسوي روزيلا أيان (أو عيان) بلاعب المنتخب المغربي يوسف النصيري مصيبون تماما، ليس فيما يلزمون إليه من كونهما سيئين ويضيعان الكثير من الفرص، ولكن مصيبون في نظري لتوفرهما على مميزات مشتركة، تشفع لهما أن يكونا من أحسن اللاعبين في القارة في مركز قلب الهجوم.

سأبدأ بيوسف الذي يكفيه ما قدمه للمنتخب من خدمات وتسجيله لأهداف مستحيلة، منها هدفه الرائع أمام منتخب إسبانيا وما أدراك ما منتخب إسبانيا، وتألقه الموسم المنصرم ومقارعته الكبار في الدوري الإسباني ومزاحمتهم على أحسن هداف منهم الأسطورة ميسي وغيره.

أكيد أن كرة القدم الاحترافية تتطلب جهدا خرافيا، بشكل يومي ومستمر، سواء من الناحية البدنية أو النفسية ، بل والذهنية أيضا، ويوسف تدنى مستواه بسبب الإصابة وهذا أمر طارئ وطبيعي في الممارسة الرياضية، لكنه لم يستسلم وبرهن في الفرص التي أتيحت له، وخير فعل مدرباه في المنتخب الوطني وفريق اشبيلية، على أنه قادر على الرجوع إلى مستواه وإن بالتدريج.

أما أيان، بالرغم من أنه يبدو أن تضيع الفرص المتاحة أو تصل متأخرة، ففي نظري هي لاعبة من الطراز الرفيع، سواء من حيث خلق مساحات تتسلم فيها الكرة (appel de balle) )، أو من حيث الجري بالكرة ( conduite de balle) أو من حيث التمرير الذكي، والأكثر من ذلك اللعب بدون كرة، وإزعاج المدافعين بتحركاتها المستمرة.

نفس هذه المواصفات نجدها أيضا في يوسف النصيري، وإن كان يتفوق عليها في الضربات الرأسية.

ومما قد لا يعرفه البعض أن روزيلا لاعبة المنتخب المغربي من أب مغربي وأم سكتلاندية اختارت الدفاع عن ألوان المغرب، بالرغم من حملها الجنسية البريطانية، وحملها قميص المنتخب الإنجليزي في فئة الفتيات والشابات.

روزيلا (26 سنة) التي تتفاءل بالرقم 23 وتحمله مع ناديها أو مع المنتخب، ترعرعت في فريق تشيلسي الانجليزي قبل أن تمارس في أندية كبيرة كميلوول وبريسطول سيتي وإيفرتون، فازت خلال مشوارها بعدة ألقاب في انجلترا وقبرص، وفي الأخير انتقلت إلى نادي توتنهام فوريست الفائز بالدوري هذا الموسم 2021- 2022.

خلال لعبها في الدوري الممتاز منذ سنة 2103، سجلت 114 هدف ومررت 34 هدفا (يجب تأمل هذه الأرقام جيدا)، كما سجلت للمنتخب الانجليزي U17، 7 أهداف مع تمريرة حاسمة، ومع منتخب إنجلترا U19، 10 أهداف وتمريرتان حاسمتان، كما وقعت للمنتخب الوطني النسوي 17 هدفا ومررت 6 حسوما، وكانت صاحبة أخر ركلة جزاء مؤهلة إلى النهائي أمام نيجيريا نفذتها عن طريق اللاعبات الكبار.

فقط يجب أن نشير إلى التطور الهائل للمنتخب المغربي خلال السنتين الاخيرتين، وهو الذي كان في خانة الصغار لسنوات طويلة، لكن وجود شابات مثل روزيلا وغيرها، يلعبن بتقنية عالية وتنظيم محكم ولياقة بدنية عالية جعل منهن “نجمات” فوق العادة، استحققن كل التنويه والتشجيع.

يبقى كل هذا رأي شخصي، ولكل رأي يحترم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *