منوعات

بديل الملح: دراسة حديثة تكشف فوائده ومخاطره .. تعرف عليها

في ظل المخاطر الصحية المترتبة عن تعاطي الناس لملح الطعام يجتهد الباحثون في حل المشكلات الصحية المرتبطة باستهلاك الملح، وآخر مستجد في هذا الإطار ما كشفت عنه دراسة حديثة عن بديل لـ”القاتل الصامت”.

ما هو الملح وفوائده وأضراره؟

الصوديوم، حسب منظمة الصحة العالمية، هو عنصر غذائي ضروري للحفاظ على حجم البلازما، والتوازن القاعدي الحمضي، وانتقال النبضات العصبية، ووظيفة الخلية الطبيعية. والمصدر الرئيسي للصوديوم في نظامنا الغذائي هو الملح، برغم أنه يأتي من غلوتامات الصوديوم، التي تستعمل كأحد البهارات في أجزاء كثيرة من العالم(ملح المائدة).

وحسب نفس المنظمة، يعتبر تناول كميات كبيرة من الملح أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة الأمراض غير السارية في جميع أنحاء العالم. والأمراض غير السارية هي السبب الرئيسي للوفاة المُبكِّرة في القرن الـ 21.

والمرض القلبي الوعائي والسكتة الدماغية، حسب نفس المصدر، هما اثنان من الأمراض غير السارية الرئيسية ويرتبطان بالملح في غالب الأحيان في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل – حيث تحدث 85% من مجموع الوفيات المُبكِّرة الناجمة عن هذه الأمراض، كما تترافق الأمراض غير السارية بوفاة 12 مليون شخص في سن مبكرة جداً كل عام، وبخسائر اقتصادية تقدَّر بـ 500 مليار دولار أمريكي.

الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع ضغط الدم وبين ارتفاع مدخول الملح أدلة قاطعة. ففي البلدان التي خُفض فيها تناول الملح بمقدار 1 غرام للشخص في اليوم؛ انخفضت الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية والنوبات القلبية بنسبة تتجاوز 7%.

دراسة حول بديل ملح الطعام

توصلت دراسة حديثة، حسب سكاي نيوز عربية، إلى أن استبدال الملح بكلوريد البوتاسيوم، يخفض ضغط الدم، وبالتالي خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأوضح الباحث بروس نيل، المدير التنفيذي لمعهد جورج للصحة العالمية في نيوتاون بأستراليا، حسب نفس المصدر، أنه: “باستبدال ملح الطعام العادي بكلوريد البوتاسيوم، سينخفض ضغط الدم بشكل كبير، ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية”.

واعتمدت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة “هارت” الطبية على أبحاث أجريت بمناطق ريفية في الصين، وأظهرت انخفاضا كبيرا في النوبات القلبية والسكتات الدماغية، بعد استخدام كلوريد البوتاسيوم كبديل للملح.

لكن فريق الباحثين تساءل عما إذا كانت النتائج نفسها ستظهر في بلدان ومجموعات سكانية أخرى، لذلك قام نيل وزملاؤه بالتدقيق في نتائج 21 دراسة منشورة سابقا شملت ما يقرب من 30 ألف شخص.

وأجريت تلك الدراسات في أوروبا ومنطقة غرب المحيط الهادئ والأميركيتين وجنوب شرق آسيا، حسبما ذكرت وكالة “يو بي آي” للأنباء.

وكان الانخفاض في ضغط الدم الانقباضي حوالي 5 ميلي متر زئبقي، في حين أن الانخفاض في ضغط الدم الانبساطي كان حوالي 2 ميلي زئبقي.

ووجد الباحثون أن هذه الانخفاضات في ضغط الدم كانت ثابتة بغض النظر عن الجغرافيا والعمر والجنس وتاريخ ارتفاع ضغط الدم والوزن.

كما وجد تحليل إضافي لخمس تجارب شملت أكثر من 24000 مشارك أن بدائل الملح قللت من مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة 11 بالمئة، وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 13 بالمئة، ومخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية بنسبة 11 بالمئة.

لكن بدائل الملح لها مخاطرها أيضا

ومع ذلك، يمكن أن تكون بدائل الملح خطرة عندما تكون لديك حالات مثل أمراض الكلى أو الكبد أو السكري، وفقا لعيادة “كليفلاند”.

ويمكن أن يؤدي استخدام بدائل الملح أثناء تناول بعض الأدوية كمدرات البول مثلا، إلى ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم بشكل كبير.

وتعليقا على الدراسة، قال الدكتور جاي مينتز، مدير صحة القلب والأوعية الدموية وعلم الدهون في مستشفى ساندرا أطلس باس للقلب في نيويورك: “إن فعالية بدائل الملح في مختلف الفئات السكانية، كعامل مساعد للعلاج الطبي وتغيير نمط الحياة بما في ذلك التمارين الرياضية، هو اكتشاف مرحب به”.

وأضاف: “استبدال الملح لخفض ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية أمر يجب أن يثير اهتمام جميع الأطباء”.

حدود استهلاك الملح حسب الصحة العالمية

الملح موجود في كل شيء نأكله تقريباً، إما بسبب وجود مستويات عالية منه في معظم الأطعمة المصنَّعة والجاهزة، أو لأننا نضيفه عندما نحضِّر الطعام. والملح موجود على موائد الطعام في المطابخ المنزلية والتجارية وفي جل مرافق تصنيع الأطعمة التجارية.

إن استهلاك الملح في الحدود التي توصي بها منظمة الصحة العالمية يعد أمرًا صحيًا، ولكن الاستهلاك المفرط للملح هو أمر غير صحي. ويرتبط ذلك بعواقب صحية سلبية، مثل زيادة خطر فرط ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم)، والذي يؤدي بدوره إلى السكتة والمرض القلبي

وتوصي منظمة الصحة العالمية للبالغين بتخفيض استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم (2 غرام يوميًا من الصوديوم). وبالنسبة للأطفال، يجب تعديل المستوى الأقصى الموصى به من 2 غرام يوميًا من الصوديوم للبالغين، وذلك على أساس متطلبات الطاقة للأطفال مقارنةً مع البالغين.

وحسب منظمة الصحة، يمكن لتقليل استهلاك الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم أن يقي من المرض القلبي الوعائي، الذي يعتبر القاتل رقم واحد في العالم. فالمرض القلبي الوعائي مسؤول عن 17.3 مليون حالة وفاة مبكرة في العالم، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 23 مليوناً بحلول عام 2030. وفي إقليم شرق المتوسط يعتبر المرض القلبي الوعائي – الذي يشمل مرض القلب والسكتة الدماغية – سبباً رئيسياً للعجز والوفاة المُبكِّرة. وتظهر البيانات أن 62.5% من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية في إقليم شرق المتوسط سببها مرض قلبي وعائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *