منوعات

التعرق يؤدي إلى فقدان الوزن وحرق الدهون: مجرد خرافة .. إليك بيان ذلك

يربط كثير من الناس بين شدة التعرق وحرق الدهون، وتنتشر في أوساط كثير منهم خرافات حول تلك العلاقة تدفعهم إلى سلوكات غريبة ومثيرة، منها لبس ألبسة بلاستيكية لرفع درجة التعرق أثناء التمارين الرياضية، ولعب الرياضة في الأماكن المغلقة، وغير ذلك مما قد يعود عليهم بأضرار صحية.

ورغم أن حرق الدهون والتعرق ظواهر فسيولوجية تحكمهما أنظمة مختلفة، فالجهل بهذا الأساس العلمي هو ما يعزز الاعتقادات الخاطئة حول “رياضة التعرق” التي يلجأ إليها كثيرون بغية نقص الوزن في علاقة بشدة التعرق.

فما التعرق؟ وكيف يتم حرق الدهون في الجسم؟ وما العلاقة بنهما؟ وكيف يمكن الرفع من إحراق الدهون؟

هذه الأسئلة ومزيدا من المعلومات ذات الصلة، يقاربها هذا التقرير الذي أعدته العمق من مصادر مختلفة (الجزيرة نت، دبليو دي، “مايو كلينيك”، ويب طب، الكونسلتو… ).

التعرق وحرق الدهون: هل من علاقة؟

يعد التعرق فعلا طبيعيا يقوم به الجسم لتنظيم درجة حرارته، ومن خلال إفراز وتبخر العرق الذي يتكون من ماء وملح، تبدأ حرارة الجسم في الانخفاض.

ويعتقد البعض أن كثرة التعرق دلالة على زيادة معدل حرق الدهون المخزنة بالجسم، ما يساهم في فقدان الوزن، الأمر الذي يجعلهم يحاولون بذل الأعمال الشاقة أو التواجد في الأماكن التي ترتفع بها درجة الحرارة، لإفراز المزيد من العرق.

يؤكد الدكتور محمد جودة، أخصائي السمنة والنحافة، لـ “الكونسلتو” أن التعرق الشديد، خاصةً عند ممارسة التمارين الرياضية، لا يدل على ارتفاع معدل حرق الدهون بالجسم كما يعتقد البعض.

ويتفق معه أخصائي اللياقة البدنية، خالد جمال، موضحًا لنفس المصدر، أن مع بذل الأعمال الشاقة ترتفع درجة حرارة الجسم، وحتى لا تؤثر سلبًا على الجلد، فتفرز الغدد العرقية العرق اللازم لتبريده، وهي عملية فسيوليوجية تساعد الجسم على التكيف مع ارتفاع درجة حرارة الجسم عند ممارسة التمارين الرياضية.

ويعتبر العرق المصاحب لممارسة التمارين الرياضية أو التواجد في مكان ترتفع به درجة الحرارة، رد فعل طبيعي يصدره الجسم عندما تتجاوز درجة حرارته الأساسية 37 درجة مائوية.

وفي هذه الحالة، يحفز المخ الغدة العرقية على التعرق، وبالتالي يفقد الجسم نسبة من المياه والأملاح والسكريات وكميات دقيقة من النفايات الناتجة عن انهيار البروتين، رغبة في ضبط درجة حرارته مرة أخرى.

ويلاحظ البعض أن التعرق عند الأشخاص البدناء يكون بكميات أكبر مقارنة بالآخرين، ويعتقدون أن السبب وراء ذلك، هو ارتفاع معدل حرق الدهون لديهم، وهذا غير صحيح، ولكن كلما ازدادت كتلة الجسم تبدأ الغدد العرقية في إفراز المزيد من العرق، رغبةً في تبريده.

وحسب “ويب طب”، فالتعرق لا يحرق الدهون ولكن هذه الأخيرة يتم حرقها بالجهد البدني وليس عن طريق التعرق، وللتمييز بين الأمرين، إليك ما يلي:

+ التعرق الشديد بعد بعض الممارسات هو طريقة الجسم في الحفاظ على توازن الحرارة داخله، فعند ارتفاع درجة حرارة الجسم يرسل الدماغ إشارات إلى الغدد العرقية حيث يساعد التعرق الجسم على التبريد.

+ الشعور بفقدان جزء من الوزن بعد التعرق يعود إلى فقدان السوائل من الجسم ويجب تعويض هذه السوائل المفقودة لتجنب الإصابة بالجفاف، وما إن يتم تعويض السوائل حتى يعود الوزن إلى ما كان عليه قبل التعرق.

+التعرق الشديد عند ممارسة الرياضة عالية الشدة يدل على حرق جيد للسعرات الحرارية والتي تكون إما من الدهون أو الكربوهيدرات، ويعتمد ذلك على شدة ومدة التمارين، حيث أنّ الجسم يقوم بحرق الكربوهيدرات أولًا ولا علاقة لذلك بالتعرق.

حرق الدهون والرياضة

+ الأيض والوزن

الأيض، حسب “مايو كلينيك” هو العملية التي يحوّل فيها جسمك ما يتناوله من طعام أو شراب إلى طاقة. وفي خلال هذه العملية المعقدة، تقترن السعرات الحرارية الموجودة في الطعام والشراب بالأكسجين لإنتاج الطاقة التي يحتاج إليها جسمك للعمل.

وحتى عندما تكون في حالة راحة، يحتاج جسمك إلى الطاقة لأداء كل وظائفه الخفية، مثل التنفس وتدوير الدم وتعديل مستويات الهرمونات والنمو وإصلاح الخلايا. يُعرف عدد السعرات الحرارية التي يستخدمها جسمك لأداء هذه الوظائف الأساسية بمعدل الأيض الأساسي، أو ما يمكنك أن تطلق عليه الأيض.

وهناك عدد من الأشخاص يلقون باللائمة في وزنهم على بطء عملية الأيض، لكن ما الذي يعنيه هذا؟ هل الأيض هو السبب حقًا؟ وإذا كان الحال كذلك، فهل من الممكن أن تزيد معدل الأيض لديك لحرق المزيد من السعرات الحرارية؟

صحيح أن الأيض يرتبط بالوزن، لكن على نقيض الاعتقاد الشائع، فبطء عملية الأيض نادرًا ما يكون سببًا لاكتساب الوزن الزائد.

فرغم أن الأيض يؤثر في احتياجات جسمك الأساسية من الطاقة، فإن كمية ما تتناوله من طعام وشراب ومقدار النشاط البدني الذي تبذله، هي الأمور التي تحدد في نهاية المطاف وزنك.

وحسب “مايو كلينيك” يطلق العلماء على النشاط الذي تؤديه كل يوم مما لا يعتبر نشاطًا رياضيًا مقصودًا: توليد الحرارة من الأنشطة غير الرياضية. ويشمل هذا النوع من النشاط المشي من غرفة إلى الأخرى، وأنشطة أخرى مثل رعاية حديقة المنزل، بل حتى التململ في جلستك. ويحرق توليد الحرارة من الأنشطة غير الرياضية ما بين 100 و800 سعر حراري كل يوم.

+ حرق الدهون وأسلوب الحياة

وإذا كنت ترغب في خسارة الوزن، حسب الجزيرة نت، وباستحضار ما سبق حوض الأيض، فاعلم أنه ينبغي عليك حرق سعرات حرارية أكثر من تلك التي تتناولها، فحوالي 3500 سعرة حرارية تعادل رطلا واحدا من الدهون. لذلك، ستحتاج إلى حرق 3500 سعرة حرارية لتخسر رطلا واحدا من وزنك. ومن بين أفضل الطرق للحصول على وزن صحي هي اتباع أسلوب حياة نشط من خلال اتباع نظام غذائي صحي إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (خمسة أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة).

من المرجح أن يساعدك التعرق على التخلص من وزن الماء، وبالتالي خسارة بعض الأرطال من وزنك بشكل مؤقت، لكن اعتماد هذه الطريقة لإنقاص الوزن يعتبر غير آمن.

لذلك، إذا كنت تحاول إنقاص الوزن، فإن أفضل طريقة هي الانتقال تدريجيا نحو اتباع نمط حياة صحي يقوم على ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، كما أنه يمكن لطبيبك أن يساعدك في وضع خطة لخسارة الوزن تناسب أسلوب حياتك.

ولحرق الدهون باتباع أسلوب حياة مناسب، نضع بين أيديكم مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساعد في ذلك بشكل آمن:

  • احرص على نيل قسط كافي من النوم وشرب كميات كافية من المياه يوميًا.
  • ممارسة تمارين القوة والتي تضمن في أغلب الأحيان حمل بعض الأثقال لتحفيز نمو العضلات، وتساعد هذه التمارين على حرق الدهون بشكل خاص.
  • شرب المشروبات التي تحتوي الكافيين وبالأخص الشاي الأخضر، حيث يمكن أن يكون لمكوناته الأخرى فوائد عديدة في منع تراكم الدهون في الجسم.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتين المفيد للجسم، حيث يساعد ذلك على تعزيز صحة العضلات، والحفاظ على مستويات الحرق في الجسم كما يجعلك تشعر بالشبع.
  • استبدل منتجات الألبان كاملة الدسم بقليلة الدسم، حيث يحتمل أن يساعد الكالسيوم في هذه المنتجات على تقليل نسبة الدهون التي يمتصها الجسم من الطعام.

+ الرياضة وحرق الدهون

وإذا أردت مقاربة الرفع من إحراق الدهون عن طريق الرياضة، إليكم بعض طرق المساعدة على ذلك، حسب ويب طب:

  • تؤثر عدة عوامل على حرق الدهون أثناء ممارسة الرياضة ومنها العامل الجيني، والجنس، والعمر.
  • يزيد حرق الكربوهيدرات عن حرق الدهون عند ممارسة التمارين عالية الشدة وذلك لإمداد الجسم بالطاقة.
  • يساعد اتباع نظام غذائي مثل الصيام المتقطع على زيادة حرق الجسم من مخزون الدهون عند ممارسة التمارين متوسطة الشدة.
  • يكون حرق الدهون أعلى عند ممارسة التمارين منخفضة الشدة بشكل مستمر وثابت، مثل: ركوب الدراجة بسرعة ثابتة، أو المشي.
  • يكون حرق الكربوهيدرات أكبر في الجسم عند حاجته لمقدار أكبر من الطاقة في وقت قصير؛ وذلك لأنّ عملية حرق الكربوهيدرات أسرع من الدهون في الجسم.
  • يكون حرق الدهون أعلى عند حاجة الجسم لمقدار ثابت من الطاقة على المدى الطويل حيث يوفر حرق الدهون كمية جيدة من الطاقة إلا أن الجسم يحتاج وقت أعلى لإنتاجه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *