منتدى العمق

واقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمدينة خريبكة (2)

رغم إنجاز الفاعلين الترابيين والمتدخلين في تنمية إقليم خريبكة كثير من المشاريع بمدينة خريبكة منذ 2011 إلى اليوم إلا أنها ليست كافية ولا ترقى إلى تطلعات الساكنة،و ضروري من مضاعفة الفاعلين الترابيين لجهودهم لإنهاء جميع المشاريع المفتوحة منذ سنينا طويلة مثل المنجم الأخضر ، كما أن إنهاء الأعمال في المحطة الطرقية الجديدة، وبناء المجزرة التي تعهد المستثمر (ك) ببنائها بمواصفات وطنية كل ذلك شيء جيد،وعلى الفاعلين الترابيين أن يقوموا بتنظيم جيد للمجال الترابي لمدينة خريبكة،وأن يحثوا أصحاب المتاجر والمقاهي،و المطاعم على إفراغ الأرصفة من الاحتلال العمومي غير القانوني وغير المشروع،كما ضروري من إفراغ الباعة الجائلين من مركز المدينة وتثبيت المحترفين منهم- الذين يسكنون بالمدينة- في أسواق نموذجيةجديدة، لأن أول شروط البيع والشراء بعد أخذ ترخيص لهذا النشاط التجاري فتح محل لهذا الغرض، وليس البيع والشراء وسط الطرقات حيث يتم عرقلة حركة السير والمرور والجولان،وعلى المصالح الاقتصادية بعمالة،و جماعة خريبكة مراقبة الأسعار التي تشهد منذ عدة أسابيع ارتفاعا مبالغا فيه في جميع المواد المعروضة للبيع حيث أن بعض التجار استغلوا غلاء المحروقات للزيادة غير المشروعة.

كما ضروري من مراقبة المطاعم ومحلات الأكل،ودعوة أصحابها لتجويد الوجبات المقدمة للمواطنين مع الحرص على النظافة اللازمة بأثمنة مناسبة ومعقولة، وبحكم أن النمو الديمغرافي بمدينة خريبكة في تزايد مستمر سنة بعد أخرى فيجب التفكير في بناء مرافق أخرى غير الموجودة مثل المؤسسات التعليمية ( مدارس- إعداديات- ثانوية)،وملاعب معشوشبة للقرب،وفضاءات للترفيه ومكتبة و نوادي،ومركز متعدد التخصصات وحدائق، ومساحات خضراء أخرى،ويجب تشجيع السياحة العلمية و
المنجمية،والايكولوجية ببناء فضاءات استقبال أخرى ( فنادق- مراحيض عمومية…. إلخ)، وعلى بعض جمعيات المجتمع المدني بمدينة خريبكة أن تقوم في شهر شتنبر بحملات للنظافة،والتشجير في بعض الأحياء السكنية الإسمنتية، وضروري من تزفيت شامل لشوارع وطرق، وأزقة مدينة خريبكة لأن اغلبها مهترئ وفيه مطبات كثيرة، وكلا من المكتب الشريف للفوسفاط ومجلس جهة بني ملال خنيفرة قادرين على ذلك.

الطريق لتغيير وجه مدينة خريبكة هو تغيير المكاتب المسيرة للأحزاب السياسية ولجمعيات المجتمع المدني للتداول على المسؤولية،ولا معنى لوجود نفس الأعضاء بالمكاتب لأكثر من 15 سنة مع تبادل الأدوار داخل هذه المكاتب. وتأطير مكاتب : الأحزاب السياسية وشبيباتها،وجمعيات المجتمع المدني بمدينة خريبكة للمواطنين شيء جيد بعد انقطاع طويل من قبل مجيء كورونا إلى الآن، وضروري من خلق تنمية ثقافية واقتصادية واجتماعية حقيقية بمدينة خريبكة،والطريق لذلك أن تتحول الساكنة وجميع الفاعلين السياسيين،والاجتماعيين لقوة اقتراحية،ويساهم الجميع في تنمية المدينة على كل المستويات،وفي جميع المجالات.

ملاحظ بمدينة خريبكة منذ عيد الأضحى إلى اليوم دينامية اقتصادية وتجارية،وفي قطاع خدمات النقل،وارتفعت صادرات الصناعة المنجمية منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا، لكن ذلك لم ينعكس على مستوى عيش الساكنة،ولا على قوة البنيات التحتية،أو التخفيف من آثار الغلاء على الساكنة،وإذا كان المكتب الشريف للفوسفاط شركة مغربية مواطنة فعليه أن يقف باستمرار مع المواطنين المغاربة في السراء والضراء،وأن يضاعف جهوده في تنمية إقليم خريبكة، ويجلب مستثمرين مغاربة،و
أجانب لينجزوا مشاريع كبرى ومناطق صناعية كبرى في بعض الجماعات الترابية باقليم خريبكة لتشغيل العاطلين،وحاملي الشواهدوالدبلومات للنقص من حدة البطالة بالاقليم.

وشيء جيد من وجود حكامة أمنيةوقضائية ناجعةوحقيقية للحد من الجريمة،ولإلزام الجانحين والخارجين عن القانون باحترام المواطنين وعدم الاعتداء عليهم خارج القانون.

وشيء جيد منع التدخين داخل الأماكن العامة- تطبيقا للقانون- التي منها المقاهي التي تجاوز عددها بمدينة خريبكة 210 سنة 2020. كما يجب وضع كاميرات مراقبة في شوارع المدينة،وفي بعض النقط السوداء للحيلولة دون وقوع جرائم أو سرقات…

القوانين وحدها لن تردع جميع أفراد الساكنة لاحترام غيرهم والتزام حدودهم، لذلك ضروري أن يقوم الأئمة والوعاظ،وخطباء الجمعة بتذكير الناس داخل المساجد وخارجها بالرقابة الإلهية،وبالخوف من عقاب الله، وشيء جميل أن يدعون الساكنة لتوبة جماعية نصوح خالصة.. لأن ارتفاع الروحانيات عند الساكنة يداوي علل كثيرة،ويحث على العمل والجد والاجتهاد والابداع،ويخدم السلم المجتمعي ويوحد الكلمة،ويدعو إلى التعاون والتكافل والتراحم، وسلامة الصدر من الأحقاد..

لا معنى لوجود مظاهر التخلف والترييف والانحراف بمدينة خريبكة رغم أن شريحة كبيرة جداً من التلاميذ والطلبة،و الشباب ذكورا وإناثا يدرسون عدة مواد،وفي كثير من التخصصات بمدينة خريبكة لكن التعليم الذي يتلقونه غير متعدي لأسرهم وللمجتمع، لذلك على الأساتذة في جميع الاسلاك الدراسية إتقان تدريسهم،و
استيعاب هذه الشريحة المهمة من التلاميذ والطلبة ذكورا وإناثا، وحثهم على الاهتمام الجيد بدراستهم والتركيز فيها ودعوتهم للابتعاد عن الأنترنيت، وعليهم أن يرفعوا هممهم وأن يكونوا قدوات وأرقام صعبة ليؤثروا فيهم،ويتفانون في أداء واجباتهم ليحرروهم من سيطرة العالم الرقمي عليهم،واستيلاب عقولهم الشيء الذي سيؤثر على تحصيلهم الدراسي وصحتهم، ومستقبل حياتهم… والأساتذة مدركين أن الأجيال الحاضرة لا تركز في دراستها،وأنها مشتتة الإنتباه بسبب السهر وكثرة الفراغ،والتقصير الكبير والواصح في المراجعة.

المدن الحية بالدول المتقدمة يدور أفرادها حول الأفكار المبدعة و الملهمة الراقية،ويقوم جميع افرادها بواجباتهم وحقوقهم محفوظة،والجميع ملزمين باحترام غيرهم والقانون. والجميع سواء أمام القانون..وفي تلك المدن كل شيء في مكانه ويقدسون النظام الجيد،ويتولى المسؤولية عندهم الناس المتعلمين جدا الذين لديهم قدرة على حل المشاكل،ومن يفكرون بمئات الطرق وبالألوان و من يخدمون المصلحة العامة فقط.

عندما يطبق جميع المسؤولين والمنتخبين والموظفين أحكام الشرع والقانون،وكل شخص يقوم بواجباته ثم يسأل عن حقوقه فإننا سنسير في الطريق الصحيح.
تطهير مؤسسات الدولة بمدينة خريبكة من جميع الموظفين الذين يتعاملون بالوجهيات مع المواطنين وليس وفق تكافؤ الفرص،والذين يمنعون موظفين مثلهم من الولوج لها،ويحولون دون ذلك لحاجة في أنفسهم كل ذلك خرق صريح للقانون على المسؤولين إنهاءه لأن حقوقا كثيرة تضيع بسبب هذه التجاوزات الخارجة عن القانون.
وكل مسؤول يستغل منصبه وسلطته ليذل خصومه،ويقهرهم خارج القانون يجب مقاضاته لأنه يجب أن يكون مكتبه مفتوحا للجميع،وليس للبعض دون غيرهم.وعندما تنجز جميع الأعمال الإدارية في نفس الساعة،واليوم فستحدث دينامية في العمل الإداري،وسيتم مصالحة المواطنين مع الإدارات العمومية وهذا شيء جيد ومرغوب فيه..

تشجيع الأطفال والتلاميذ،والطلبة ذكورا وإناثا على القراءة الكثيرة ومحبة الكتب الورقية كل ذلك سيصالحهم مع الماضي الذي نشأ فيه آباؤهم حيث الجد، والاجتهاد والتميز رغم ضعف الإمكانيات،وزيارتهم للمكتبات العامة الموجودة بالمركب الثقافي وبالخزانة الوسائطية إبن خلدون بحي القدس،والخزانة الوسائطية للمكتب الشريف للفوسفاط ستلبي هذه الرغبة.

ترشيد ساكنة مدينة خريبكة استعمال الأنترنيت إلى الأدنى، وبعدهم عن الشاشات وكثرة المشتريات ،و الإستهلاك يجعلهم يقتصدون في معيشتهم،ويدخرون جزء من مالهم للأيام الصعبة.مؤسف حقا أن يضيع المئات من الساكنة بمدينة خريبكة أوقاتهم في مشاهدة المباريات الرياضية،وفي كثرة التسوق والاشغال الكثيرة التي عائدها المالي أقل من المتوسط، وعلى الشباب حاملي الشواهد، والدبلومات أن تكون عندهم روح المغامرة فيؤسسوا مقاولات صغرى،ومتوسطة عوض الانتظار الطويل للعمل.

الدينامية الحضرية الموجودة بمدينة خريبكة منذ عيد الأضحى إلى اليوم إذا لم يكن عائدها المالي يشمل جميع الساكنة، ويقتصر على أفراد معدودين فقط فلا خير فيها،وهي جعجعة بلا طحين فقط.

كما ضروري التذكير بأنه يجب أن تكون عدالة في توزيع المشاريع التنموية،وأن تكون بالتساوي بين الأقاليم المكونة لجهة بني ملال خنيفرة لأن ذلك من أهداف الجهوية الموسعة،ومجلس الجهة السابق لم يراعي ذلك وتجاهله…نتمنى أن ينتبه لذلك مجلس الجهة الحالي وأن يلتفت لاقلبم خريبكة لأنه شهد إقصاء، وتهميش منذ عدة سنوات من طرف المتدخلين في تنمية الاقليم.

وأخيرا فضروري من تجويد الخدمات الصحية باقليم خريبكة وتحسين ولوجية المواطنين لهاته الخدمات وتفعيل الموارد البشرية الطبيةوشبه الطبية بإقليم خريبكة، والطريق لذلك أن يعين وزير الصحة مندوب إقليمي ومدير لمستشفى الحسن الثاني جديدين لشغور هذين المنصبين منذ عدة سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *