منوعات

علماء يحذرون: الوشم يهدد بعدد من الأمراض وحبره قد يسبب السرطان

ثقافة الوشم قديمة لدى البشر، ويقاس عمرها بآلاف السنين، لكنها اليوم استفادت من التطور العلمي على مستوى تقنياتها، كما استفادت من الإعلام لتعزيزها ونشرها عبر العالم، خاصة في الأوساط الشبابية، وبين فئات محددة، ومن خلال صيحات تربط الوشم بمجموعة من القيم الاجتماعية والسياسية.

وقد استعمل الوشم، حسب ويكيبيديا، في جميع أنحاء العالم منذ الفترة ما قبل العصر الحجري الحديث، كما يتضح من القطع الجلدية المحنطة المحفوظة والفن القديم والسجلات الأثرية. يشير الفن القديم والاكتشافات الأثرية لما هو محتمل أنها أدوات للوشم إلى أن الوشم كان موجودًا في العصر الحجري القديم العلوي في أوروبا.  ومع ذلك، فإن الأدلة المباشرة من خلال الوشوم الموجودة على جلد الإنسان المحنط تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد فقط.

وحسب نفس المصدر، يُعتبر الوشم الذي عُثر عليه على جلد أوتزي أو رجل الجليد، أقدم جلد بشري موشوم مُكتشف حتى الآن، ويعود تاريخه إلى ما بين 3370 و3100 قبل الميلاد.

ورغم تجذره في التاريخ، وانتشاره في مختلف المجتمعات، فإن الدراسات العلمية تكشف العديد من المخاطر التي ينطوي عليها الوشم، وإذا كانت دراسات سابقة قد حذرت من الأمراض التي يمكن أن يتسبب فيها الوشم، فإن دراسة جديدة تربط بين الحبر المستعمل في الوشم عبر العالم واحتمال الإصابة بالسرطان.

والوشم، حسب موقع “مايو كلينيك” الطبي، هو علامة دائمة أو رسم يطبع على البشرة من خلال إدخال الخضاب بواسطة المثقب في الطبقة الخارجية من البشرة. وبوجه عام، فإن رسام الوشوم يستخدم أداة يدوية عملها أشبه بماكينة الحياكة، والتي تحتوي على إبرة واحدة أو أكثر تثقب الجلد بشكل متكرر. ومع كل ثقب، تدخل الإبر قطيرات صغيرة من الحبر.

وتتسبب هذه العملية، التي تجرى دون مخدر، في قدر ضئيل من النزيف، وألم خفيف قد يصل إلى الألم الكثير، حسب نفس المصدر.

فلماذا يكون حبر الوشم مسرطنا؟ وما هي الأمراض التي يمكن للوشم أن يتسبب فيها؟ وما هي الطرق الآمنة في الوشم؟

يجيب هذا التقرير عن تلك الأسئلة مع معطيات أخرى مختلفة، حسب مصادر إعلامية وطبية.

حبر الوشم قد يسبب السرطان

حسب سكاي نيوز عربية، حذرت دراسة طبية حديثة من أضرار حبر الوشوم وإمكانية تسببه بالسرطان لاحتوائه على مواد كيميائية سامة.

ووجد علماء في جامعة ولاية نيويورك، أن نصف عينات أحبار الوشم التي فحصوها (56 عينة)، احتوت على مركبات “آزو”، والتي تتحلل تحت الضوء فوق البنفسجي – المنبعث في ضوء الشمس – إلى مواد كيميائية مسببة للسرطان.

وأشار العلماء إلى أن العديد من الأحبار احتوت على جسيمات يقل حجمها عن 100 نانومتر، بمقدورها أن تدخل في نواة الخلية وتسبب طفرات سرطانية.

وقال العلماء، حسب نفس المصدر، إن الشخص الذي يحصل على وشم معرّض لخطر الإصابة بعدوى بكتيرية بسبب اختراق الجلد، أو الإصابة بمرض ينتقل عن طريق الدم مثل التهاب الكبد، إذا لم يتم تنظيف المعدات المستخدمة في العملية بشكل صحيح.

واستعرض العلماء خلال اجتماع للجمعية الكيميائية الأميركية في شيكاغو، نتائج دراستهم التي أوضحت أن أصباغ الوشم تحتوي مركبات لا تكون مدرجة على الملصق الخاص بالمكونات مثل ثاني الآزو وأكسيد التيتانيوم والإيثانول الذي يساعد في ترقيق الدم.

ووفق العلماء فإن مثل هذه المركبات قد تصبح مسرطنة إن تعرضت للشمس أو البكتيريا.

ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الخبير الكيميائي والذي قاد فريق العلماء في الدراسة جون سويرك، قوله: “يصعب معرفة ما الذي تتفكك فيه الأصباغ. من المحتمل أن يكون لدينا أحبار آمنة بحد ذاتها، لكن تحللها مثير للقلق”.

وأضاف سويرك: “بعض الأحبار احتوت على جسيمات صغيرة للغاية باستطاعتها المرور عبر غشاء الخلايا والتسبب بأضرار قد تصل للسرطان”.

ولفت سويرك إلى أن إزالة الوشم عملية محفوفة بالمخاطر أيضا وقد يترتب عليها تداعيات صحية، موضحا: “لا نعرف على وجه الدقة كيف يتفاعل الليزر مع الأصباغ الموجودة في الوشوم عند إزالتها”.

دراسات سابقة تحذر من مخاطر الوشم

حسب موقع (WD) الألماني، حذرت دراسة نشرت خلال 2016 في مجلة شتيرن الألمانية من أن مخاطر الوشم على الجسم هي أخطر مما كان يعتقد حتى ذلك الوقت، كما حذرت وزارة الصحة الألمانية من إمكانية تؤدي الندوب الناتجة عن الوشم للإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والأيدز.

وحسب نفس المصدر، يحذر الأطباء في ألمانيا الراغبين بوشم أجسامهم من هذا الأمر، خاصة إذا ما تم إجراؤه في مكان يفتقر لشروط النظافة والرعاية الصحية، أو يستخدم ألوانا ملوثة قد تحتوي على مواد مسببة للأمراض.

ونشر موقع مركز الصحة الألماني (Zentrum der Gesundheit) تحذيرات تتعلق بمخاطر محتملة قد يسببها الوشم خاصة وأن الإبرة الخاصة بالوشم تصل للدم مباشرة، وهو ما قد يؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة، وأشار المركز الصحي الألماني إلى أن الدراسات أثبتت أن أكثر من نصف الذين قاموا بعملية وشم سابقة على أجسامهم أصبحوا نادمون حاليا على قيامهم بهذا الأمر، وذلك لأسباب عديدة صحية ونفسية.

ما هي مخاطر الوشم؟

ووفقا لمجلة شتيرن الألمانية يتسبب الوشم عادة بجروح قد تصبح ملوثة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب بنقل فيروسات معدية إلى الموشوم مثل التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، خاصة إذا لم يتم التقيد الصارم بالقواعد الصحية، كما أن الأحبار والأصباغ المستخدمة ويشتبه بتسبب بعضها بالسرطان. خاصة أن بعض الصالونات الخاصة بالوشم تستخدم أصباغا غير مخصصة للاستخدام البشري، بل تكون هذه الأصباغ مستخدمة في طلاء السيارات، أو الموبيليا.

وأضافت الدراسة أن عملية إزالة الوشم ليست سهلة على الإطلاق، إذ تتسم عملية الإزالة بالليزر مثلا بأنها مكلفة ومجهدة للغاية، فضلا عن أنها قد تتسبب في الإصابة بالتهابات أو تكوّن قشور أو ندوب في موضع الوشم، أو تغير لون البشرة أو ظهور مواضع فاتحة عليها، مع العلم بأن الوشم لا يختفي دائما بشكل كامل.

وحسب موقع “مايو كلينيك” الطبي، تخترق الوشومات الجلد مما يعني أن عدوى الجلد ومضاعفات أخرى محتملة تشمل:

  • التفاعلات التحسسية. صبغات الوشم — خاصة الصبغات الحمراء والخضراء والصفراء والزرقاء — يمكنها التسبب في ردود أفعال حساسية جلدية مثل حكة الطفح في منطقة الوشم. يمكن لهذا الظهور بعد عدة سنوات من الحصول على الوشم.
  • عدوى الجلد.عدوى الجلد ممكنة بعد دق الوشم.
  • مشاكل الجلد الأخرى.يحدث في بعض الأحيان أن تتكون منطقة من الالتهاب تدعى الورم الحبيبي حول حبر الوشم. يمكن للوشم أيضا أن يؤدي إلى التجدر — وهي مناطق نامية بسبب فرط نمو أنسجة ندبة.
  • الأمراض المنقولة عبر الدم.إذا كانت الأداة المستخدمة لدق الوشم ملوثة بدم ملوث، يمكنك التقاط أمراش مختلفة منقولة عبر الدم — بما في ذلك المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثسيلين (MRSA)، وفيروس التهاب الكبد الوبائي B وفيروس التهاب الكبد الوبائي C.
  • مضاعفات صورة الرنين المغناطيسي.نادرا ما يتسبب الماكياج الدائم أو الوشم في التورم أو الالتهاب في المناطق المصابة أثناء فحوصات التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي (MRI). في بعض الأحيان يمكن لأصباغ الوشم التداخل مع جودة الصورة.

وحسب نفس المصدر، يمكن أن تحتاج إلى أدوية أو علاج آخر إذا مررت بتجربة رد فعل تحسسي لحبر الوشم أو ظهرت لديك عدوى أو مشكلة جلدية أخرى قرب الوشم.

إتباع أساليب حماية

وحسب موقع (WD) الألماني، نشرت مجلة شتيرن الألمانية تحذيرات لوزارة الصحة تفيد بضرورة الإتباع الصارم للأمور الصحية أثناء الوشم، مثل استخدام القفازات، والإبر المعقمة، والتأكد من نظافة الغرفة وتعقيمها، كما أكدت الوزارة على القيام بعملية الوشم للراغبين ضمن المحلات المرخصة لها بذلك فقط. وبحسب الوزارة فإن الوشم هي عملية مرخص بها فقط لمن يملك المؤهلات والتدريب اللازم لذلك، ولمن يلتزم بالتعليمات الصحية ويحوز رخصة لذلك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *