الصحراء المغربية أو الخطوة الفاضحة لبيادق المحتل

يتحدث البعض عن سلوكات نظام المنقلب في السياسة الخارجية على أنها تهور أو من قبيل الدروشة وعدم العلم بالسياسة لكانه هو المقرر الفعلي في هذه الأمور أو ان المسألة تتعلق أساسا وحصريا بحاجة مالية لنظامه قد يمده أو مده بها من خطه دعم الانفصاليين في توطيد للتقسيم الاحتلالي.
صحيح ان المسألة قد تبدو هكذا ولكنها بالفعل اخطر بكثير ليس على تونس وحسب وإنما على المنطقة برمتها.
إذ لو ركزنا في الموضوع وجمعنا التصرفات لوجد خيط رابط وليس لحذاقة في الشخص وإنما لخبث في من يحركه.
كل الافعال الخارجية تعمل في خط واحد وهي دعم السياسة الاحتلالية الفرنسية داخليا وخارجيا وما دعم الانفصاليين في المغرب إلا لترسيخ التقسيم الاحتلالي للمنطقة مع عودة على ما حال دون احتلال فرنسا لكل المغرب الكبير وضرورة رضوخها لاقتسامه مع ايطاليا (ليبيا) واسبانيا (المغرب).
علما وأنه بالتزامن مع تنقل رئيس دولة الاحتلال ووزير جيوشه إلى المنطقة خطب باش آغا في دعوة ضمنية للهجوم على طرابلس مرة أخرى.فرنسا تظن أنها تخلصت على الاقل في اوروبا الغربية مما كان يحول دون قيامها بهذا في القرن 19 وهي تعيد الكرة ولكن بمساعدة من بيادقها الذين يرفعون شعار الوطنية والسيادة وما إلى غيره من الشعارات المخدرة إلى حد انجاز الخطة.
المنقلب قام بنفس الشيء عندما تعلق الامر بليبيا مع دعمه القبائل والعشائر فضلا عن الرؤية الانقلابية لحفتر وبمساعدة من نظام السيسي الذي تمثل فرنسا اكبر داعم له
الاشكال الفعلي لفرنسا يتمثل في إمكانية اخراج الولايات المتحدة من اوروبا بدعم إمكانية استقلال اوروبا حماية واستغنائها عن الحاجة إلى المظلة الأمريكية.
ولكن الحرب الروسية الاوكرانية اثبتت العكس ولهذا تحاول أمريكا استغلال الموقف لكي تبقى فرنسا منفردة في اوروبا ويعود البقية إلى إطار ما بعد الحرب العالمية الثانية مع إمكانية قبول روسيا تحت نفس المظلة وأن في منزلة أخرى إن هي قبلت.
المشكل الأساس للولايات المتحدة هو الصين وباعتماده تحدد خططها وهذا ما هي بصدد افهامه للدول الأوروبية
تحتاجوني لحمايتكم عليكم بالتالي أن تكونوا معي وتحت مظلتي في ما هو مهم ومفصلي بالنسبة لي.
الرؤية الفرنسية مغايرة تماما تريد قسمة اوروبا مع روسيا واعتبار افريقيا ساحة لهما مع الحفاظ على التفوق فيها بأن تكتفي بتدخل روسيا الميداني عبر مرتزقتها من الفاغنر وهي تحافظ على النفوذ الفعلي
وفي المقابل تدعم توسع روسيا خاصة إذا بلغ تركيا والهلال وهذا المفصلي لدى فرنسا. وهو امر قابل للنجاح بالنسبة إليها خاصة في ظل تعاون ايراني.
هذا ما توصلت إليه من فهم حول سبب فشل الاحتلال الغربي للمنطقة هناك منذ الحروب الصليبية.
الاشكال هو بالتالي ابعد واخطر مما يبدو دروشة. الدروشة في الموضوع غطاء ممن يوظفونها حقا.
وفي الاخير لم ترغب مقاومة الانقلاب
العمل على الاطاحة بماكرون في عقر داره
ولا العمل على انجاح غريمه في الانتخابات التشريعية
فضلا عن عدم استفادة من الحملة الشعبية العالمية المتعلقة بدعم اوكرانيا ضد هجوم روسيا للتعريف بالقضية التونسية وجعلها قضية رأي عام دولي مبوبة في اطارها أي الدفاع عن الديموقراطية
مكتفية بالاصغاء للآراء الأجنبية بزعمائها وتوابعهم دون اظهار أي قدرة على الفعل.
والنتيجة أنه سيكون مرة أخرى
مفعول بمستقبلنا ولن نكون فعليا الفاعلين فيه
ما لم تتغير الرؤية
وما لم يتغير الاشخاص الذين يحددونها
لتتمكن المقاومة من نيل ثقة الشعب ليمر
من الفعل السلبي (عدم المساهمة في انجاح قرارات المنقلب الفاشلة استشارة واستفتاء)
إلى الفعل الايجابي (الاطاحة بالمنقلب وبكل نتائج افعاله غير الدستورية)
اترك تعليقاً