منوعات

للمقبلين على الزواج: 11 مسألة أساسية ينبغي التفاهم حولها خلال فترة الخطوبة

يقول المثل الدارجي “نكتبو ملي نتافقو ونقراو ملي نختالفو” وهي قاعدة تؤكد التجارب وإرشادات خبراء الأسرة أهميتها أيضا في بناء مشروع الزواج، ففي مرحلة الخطوبة تبرم الاتفاقات وفي مرحلة الزواج يجد الزوجان عند الاختلاف مرجعا اتفاقيا مؤسسا، وفي الثقافة الأمازيغية تصاغ تلك القاعدة بمعنى آخر لتصبح ما معناه “نكتب حين نضحك ونقرأ حين نتخاصم”.

ومرحلة الخطوبة تعتبر مرحلة أساسية في مشروع الزواج، ففيها تتعزز الروابط العاطفية، ويتعرف الطرفين على بعضهما البعض بشكل كبير، ورغم ذلك فهناك من لا يعطي هذه الفترة ما تستحق من الوقت ومن العناية.

وإذا كان حرمان مشروع الزواج من فترة الخطوبة مغامرة، فإن عددا من الأخطاء تلم بتلك الفترة ولا تسمح للطرفين من الاستفادة منها، وتحقيق المبتغى منها. ولعل أكبر تلك الأخطاء، والتي لا يستطيع أغلب المقبلين على الزواج تبينها، هو طغيان الاهتمام بالجانب العاطفي على حساب التعرف على الطباع والاختلافات، والأكثر من هذا عدم الاتفاق على قضايا أساسية.

فكثير من المقبلين على الزواج تدفعهم العاطفة إلى تجنب إثارة الأسئلة الحقيقة، وكذلك إلى التقليل من شأن الملاحظات التي قد تظهر في فترة الخطوبة وتكون لها دلالات مهمة حول شريك الحياة المستقبلي، مما يفرض على المقبلين على الزواج التوازن بين بناء مشروع زواجهم على الحب الصادق، وبين إعمال العقل في بناء ذلك المشروع. ومن الخطأ اعتبار مناقشة القضايا الكبرى سيؤثر على الجوانب العاطفية، بل بالعكس ستكون تلك المناقشة بداية امتحان مدى متانة تلك العاطفة وصدقها.

ومرور فترة الخطوبة والدخول في مشروع الزواج دون استكمال المعرفة بالآخر والتوافق معه على أساسيات الزواج من شأنه أن يسرع بظهور الاختلافات، والتي قد ترهن الأسرة الجديدة مند أيامها الأولى، وقد تحرمها من الاستقرار والعيش في سعادة ووئام.

وهناك عدد من المسائل المهمة التي يجب أن يعطيها الزوجان الأولوية خلال التعارف لوضع خطوط واضحة لعلاقتهما، وتجنب الصراعات المحتملة قدر المستطاع والانسحاب -إذا لزم الأمر- قبل أن تصبح العلاقة في إطار الزواج ويصعب الانفكاك منها.

وفيما يأتي نعرض مجموعة من أهم المواضيع التي أوصى المتخصصون النفسيون والمستشارون الأسريون بمناقشتها، حسب الجزيرة نت.

معنى الزواج

في المرحلة الأولى، يجب التعرف مبدئيا على ما يعنيه الزواج وتكوين أسرة لكل منكما، وأهدافكما العامة والخاصة، وتوقعاتكما من بعضكما.

المال

مناقشة الأمور المادية من أهم الموضوعات التي يجب التطرق إليها بالتفصيل، ويشمل ذلك الدخل الشهري وطريقة إنفاق كل طرف، وأولوياته، وعادات أسرته المالية التي نشأ عليها، ومستوى المعيشة المناسب له، وهل سيكون الإنفاق مسؤولية طرف واحد أم سيكون مشتركا بين الطرفين؟

وكذلك الادخار ومقداره وكيف سيؤدي إلى الحرمان من بعض الرفاهيات، وطريقة استعمال هذه المدخرات؛ هل ستكون محفوظة من أجل الأمان المادي والاستثمار؟ أم من أجل خطط مثل السفر أو شراء بيت أو غيرها؟

ولا تنس مناقشة الديون المستحقة على كل طرف، وخطة سدادها، وكيف سيؤثر ذلك في الدخل والإنفاق.

الأطفال

موضوع الإنجاب تلزم مناقشته، وكذلك عدد الأطفال الذي يريده كل طرف ومتى يريد ذلك، وهل يودّ أي طرف تأجيل ذلك بعض الوقت بعد الزواج أم لا؟ وكم مدة الانتظار؟

لغة الحب

تختلف طريقة كل شخص في التعبير عن الحب واستقباله، وحدد الدكتور النفسي غاري تشابمان 5  لغات للحب يستخدمها البشر لإظهار مشاعرهم لبعضهم بعضا:

  • التوكيدات اللفظية
  • قضاء وقت ممتع
  • تلقي الهدايا
  • التلامس الجسدي
  • الأعمال الخدمية

ويجب معرفة ما يفضل كل طرف والتعبير له كما يحب، وليس كما تحب أنت.

الالتزامات العائلية

عادة ما يصبح كل طرف في الزواج جزءا من عائلة الآخر، ولذلك يجب على الزوجين معرفة حدود تعاملهما مع الأسرتين، ومناقشة الزيارات العائلية.

الخصوصية

ناقشا معا ماذا تعني الخصوصية لكل منكما، ومدى رغبة كل منكما في إشراك الأهل والأصدقاء بتفاصيل حياتكما أو تفاصيله الشخصية.

المسار المهني

من المهم مناقشة مدى التزام كل منكما بوظيفته وما يود تحقيقه، وكيف ستؤثر مهنتك على الأسرة، وإذا كانت هناك طبيعة خاصة لعملك، مثل العمل ليلا أو السفر الكثير أو أي شيء آخر.

المساحة الشخصية

أوصى عالم النفس الأميركي رايان هاوز، لموقع “هافبوست” (Huffpost)، بمناقشة احتياج كل شخص للمساحة الشخصية، فغالبا ما يتجاهل الأزواج توضيح ذلك في المرحلة الأولى بسبب الترابط الشديد، ولكن لاحقا يحتاج كل شخص إلى بعض الوقت بمفرده أو قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء.

وأضاف هاوز “إذا لم تناقشا هذا منذ البداية، فقد يشعر أحدهم بالتخلي أو الغيرة، أو قد يشعر الآخر بالاختناق والتضييق”.

التعامل وقت الخلاف

ومن أهم ما ينبغي مناقشته هو كيفية التعامل وقت التحديات، والاتفاق على طبيعة العلاقة وقت الخلاف؛ وهل سيأخذ كل طرف مساحته الشخصية للتفكير بعض الوقت أو ستناقشان الخلاف في وقته؟

ويمكن أيضا مناقشة قابلية كل طرف للجوء إلى الاستشارات الزوجية وإذا كان هذا ضمن الحلول الممكنة لتجاوز الخلافات أم لا.

ويقول ملهم الحراكي الطبيب النفسي ومدير موقع “بيت سلام” لاستشارات الصحة النفسية، للجزيرة نت، “يجب مناقشة حدود البوح للأم أو الأب، والأفضل أن يحلّ الأزواج مشاكلهم، وكلما اعتمدوا على أنفسهم في حل المشاكل أو لجؤوا إلى شخص محايد كالمعالج أو المستشار الزوجي أو شخص حكيم بعيدا عن الأهل فإنهم يحفظون العلاقة الزوجية من المشاكل والشقاقات”.

المرض الجسدي والنفسي

أما عن ذكر الأمراض النفسية والجسدية ومناقشتها مع شريكك، فيقول الحراكي “هذه نقطة مهمة جدا، ومن الأخطاء الشائعة أن يخفي الأشخاص حقيقة إصابتهم بأمراض جسدية أو اضطرابات نفسية مثل اضطراب ثنائي القطب ثم يكون الكشف عن ذلك بعد الزواج، فذلك يعدّ خداعا وينتهي الأمر بالطلاق”.

وأضاف “من الخطأ أيضا أن يُناقش هذا الأمر في المراحل المبكرة من التعارف، وقبل وجود ألفة بين الطرفين، فقد يؤدي ذلك إلى النفور ونهاية العلاقة بشكل سريع”.

وأوصى أن تكون مناقشة الأمراض الجسدية والنفسية بعد مرحلة التعارف الأولية بين الرجل والمرأة، وعندما تبدأ مرحلة الألفة، وقبل الدخول في مرحلة إبداء المشاعر، “ويفضل أن يذهب الطرفان إلى الطبيب أو المعالج النفسي معا للتعرف على الحالة، وكيف تؤثر على الحياة الزوجية والحمل والعلاقة مع الأطفال، وما الأشياء التي يجب تجنبها”.

تجنب الحديث عن الماضي

ونصح الطبيب النفسي بتجنب بعض المواضيع، ومنها الحديث عن الماضي، فقال “لا داعي أن نخبر الطرف الآخر عن تجاربنا العاطفية السابقة، فقد تنساها أنت، ولكن تبقى في خاطر شريكك”.

وأضاف “أيضا، لا داعي لذكر أخطائنا وعثراتنا، فهذه خصوصية يجب أن يحفظها الشخص بينه وبين نفسه ولا يخبر الآخر بها”.

ويتغير الأشخاص والظروف طوال الوقت، لكن معرفة ما يريده كل طرف الآن والاتفاق على ذلك يساعد على تجنب الصراعات بقدر الإمكان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *