منوعات

خلاف كل التوقعات.. دراسة تتوقع تراجع عدد سكان العالم إلى النصف بحلول 2100

ترجمة حسن بويخف

ترى دراسة جديدة أن 4 مليارات شخص فقط قد يقطنون الأرض في نهاية القرن الجاري، بدلاً من قرابة 11 مليارات التي تتوقعها الأمم المتحدة. وسيؤدي الانخفاض الكبير في عدد المواليد في العقود الأخيرة (أقل بكثير مما تم توقعه)، وفقًا للدراسة التي أجراها بنك HSBC، إلى انخفاض عدد سكان العالم.

4 ملايير بدل 11

وحسب موقع “جيو” (geo)، 7.7 مليار هو عدد الأشخاص الذين يسكنون الأرض حاليًا. ويتوقع أن يبلغ عدد سكان الأرض 8 مليار شخص بحلول منتصف شهر نونبر 2022، حسب إسقاطات إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة الذي نشرته قبل شهرين تقريبا، والذي يتوقع أيضا أن تتجاوز الهند، في 2023، الصين بصفتها حاليا أكبر دولة من حيث عدد السكان.

ووفقًا لتوقعات الأمم المتحدة الأخيرة، في بداية القرن المقبل، سيبلغ عدد سكان العالم 11 مليارًا، مقارنة بحوالي 2.6 مليار في عام 1950.

لكن كل هذه التوقعات، حسب نفس المصدر، تتعارض مع دراسة جديدة نشرت نتائجها (Les Echos) في 24 غشت /أغسطس 2022 وأجريت من قبل خبراء من بنكHSBC Global Research ، وضمنهم الاقتصادي جيمس بوميروي (James Pomeroy).

وفي الواقع، وفقًا لهذه الدراسة الجديدة، فإن احتمال تقلص حجم سكان العالم خلال العشرين عامًا القادمة قد يكون أعلى من المتوقع. بحيث يمكن أن ينخفض ​​عدد الأفراد على الأرض إلى أربع مليارات بحلول عام 2100، ليصل إلى نفس ما كان عليه في منتصف السبعينيات.

والسبب؟ تراجع واضح لمعدل الخصوبة في ظل السياق الحالي المتسم بتنامي شيخوخة السكان. وفيما تتوقع الأمم المتحدة بلوغ عدد السكان في العالم ذروته في السنوات 2080، يقدر جيمس بوميروي أن تلك الذروة يمكن بلوغها بين عامي 2040 و 2045، قبل أن يبدأ عدد البشر في الانخفاض فعليا.

سيناريو تسارع انخفاض معدل المواليد

في عام 2021، كان متوسط ​​معدل الخصوبة لسكان العالم 2.3 مولودًا لكل امرأة – مقارنة بـ 5 في الخمسينيات، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. لكن وفقًا لهذه الدراسة الجديدة، يمكن أن يتسارع انخفاض المواليد أكثر، حتى يصل ما دون معدل الوفيات في أقل من ثلاثة عقود.

انخفاض المواليد، حسب الدراسة، يمكن تفسيره بعدد من العوامل: اندماج المرأة في سوق العمل، وارتفاع أسعار العقارات في البلدان الغنية، وتحسن فرص الولوج إلى الرعاية الصحية، ووسائل منع الحمل والتعليم في العالم، أو حتى أزمة فيروس كورونا التي سرعت هذا التوجه.

وبالطبع، إذا كان الانخفاض في معدل المواليد عالميًا، قد يستمر ارتفاع عدد السكان في أجزاء معينة من العالم. هذا هو الحال بشكل خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والهند وإندونيسيا والفلبين. وعلى العكس من ذلك، فإن معدل الخصوبة الحالي في هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة (وحتى في الصين، بدرجة أقل) يجعل من الممكن التنبؤ بأن ديمغرافيتهم يمكن أن تنخفض إلى النصف بحلول نهاية القرن. وبهذه الوتيرة، ستشهد أوروبا أيضًا انخفاضًا في عدد سكانها إلى النصف قبل عام 2070 وأن تفقد 400 مليون نسمة بحلول عام 2100.

لا يقين في المستقبل

ومع ذلك، حسب موقع “جيو”، من الضروري أن نتذكر أن هذه التنبؤات “ليست نقوشا على حجر” ، وأنها مجرد تنبؤات على وجه التحديد.

ويمكن أن تكون هناك العديد من العوامل والفرضيات الإضافية التي ستكون مسؤولة عن انخفاض كبير في عدد سكان العالم (الصراعات الجيوسياسية الكبرى ، والظواهر الطبيعية ، وما إلى ذلك) – تمامًا مثل التقدم في الطب، والتحسن في مستوى المعيشة ، ومجموعة من العوامل جعلت من الممكن زيادة متوسط ​​العمر المتوقع (l’espérance de vie)، وتقليل معدل الوفيات مما سيؤدي بالتالي إلى انخفاض عدد السكان، حسب نفس المصدر، لذلك من المستحيل التأكد مما سيكون عليه الأمر بالضبط بعد مائة عام.

ماذا توقعت الأمم المتحدة؟

قدر عدد سكان العالم في عام 1950، أي بعد خمس سنوات من إنشاء الأمم المتحدة، بما يقرب من 2.6 مليار نسمة. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة المنشورة على موقعها الرسمي، فقد وصل عدد السكان إلى 5 مليارات نسمة في 11 تموز/يوليه 1987، ووصل العدد إلى 6 مليارات نسمة في 12 تشرين الأول/أكتوبر 1999. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2011، وصل عدد سكان العالم إلى 7 مليارات نسمة.  وللاحتفال بتلك المناسبة، دُشنت حركة عالمية تدعى “7 مليار إجراء”.

وحسب نفس المصدر، يُتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بمقدار ملياري فرد في الـ30 عاما المقبلة، وهذا يعني يزيد سكان العالم من 7.7 مليار في الوقت الراهن إلى 9.7 مليار مع حلول عام 2050، وأن يصل العدد إلى 11 مليارا مع حلول العام 2100.

والعامل في هذا النمو الكبير، حسب نفس المصدر، هو زيادة عدد الأفراد الذين يبلغون سن الإنجاب، وصاحب ذلك تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، وزيادة التحضر وتسارع الهجرة. ولهذه الاتجاهات آثار بعيدة المدى على الأجيال المقبلة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *