منوعات

تيك توك.. فيديوهات اختبار عذرية الإناث تحصد ملايين المشاهدات

عادت عذرية النساء إلى واجهة الأحداث في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك، حيث تنتشر احتفالات اختبار العذرية، والتي استقطبت ملايين المشاهدة.

وأثارت الظاهرة موضوع البكارة والشرف من جديد، وهو الموضوع الذي ظن الغرب أنه أقبره، لكنه اليوم عرف طريق عودته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما تعتبر مجتمعات العذرية عنوانا لشرف المرأة قبل الزواج، تعرضت بكارة النساء لهجومات عنيفة قللت من أهميتها، بل وحولتها إلى وصمة عار تذل على التخلف، والانغلاق، وتحول فقدان العذرية إلى عنوان للتحرر.

ويختلف مفهوم العذرية من ثقافة إلى أخرى، ففيما تربطه ثقافات بالاحتفاظ على البكارة سالمة، تربطه أخرى، خاصة الغجر، بوجود ما يسمونه “حبة العنب” والتي تحتوي على سائل يسمونه “الرحيق”.

وتظافرت جهود الإعلام، وخاصة السنيما، والمنظمات النسوية ودعاة التحرر لتبخيس العذرية ووصمها بصورة سلبية.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات النسوية والحقوقية، “اختبارات العذرية” انتهاك لحقوق الإنسان.

فما قصة احتفالات اختبار العذرية؟ وما العذرية المقصودة بها؟ وما هي ردود الفعل التي أثارتها؟

ما العذرية؟

نتحدث عن العذرية في الحالات التي ما تزال النساء يحتفظن فيها ببكارتهن.

والبكارة، حسب “ويب طب”، عبارة عن حلقة مرنة ورقيقة من النسيج الضام توجد في فتحة المهبل، ويحتوي غشاء البكارة في مركزه بالتحديد على فتحة تسمح بخروج دم الحيض من خلالها إلى الخارج، بالتالي لا يغلق هذا الغشاء منطقة المهبل كليًا.

وحسب نفس المصدر، تُولد الإناث مع غشاء البكارة، إلا أنه عادة ما ينفض الغشاء عند أول عملية اتصال جنسي كامل، وفي بعض الأحيان ينفض بسبب ممارسة بعض أنواع الرياضة العنيفة أو الحوادث المختلفة التي تتعرض لها الأنثى. كما يمكن للفتاة أن تفقد بكارتها مبكرا في إطار لعب الأطفال.

وارتبطت العذرية في كثير من الثقافات بالشرف بالنسبة للنساء اللواتي لم يتزوجن قط، وكثيرا ما يؤول فقدانها على أنه دليل على ممارسة جنسية خارج إطار الزواج، الذي يعتبر الإطار الوحيد المعترف به لفقدان العذرية.

وفي أعراف المجتمعات الإسلامية يتم التمييز عند الزواج بين البكر والتي سبق لها الزواج، ويوثق العدول في عقد الزواج ذلك بالحديث عن أن المخطوبة بكر أو لا.

وكثيرا ما تنفض زيجات في أول يوم دخول العروس بعروسه بعد أن يتأكد أن العروس ليست بكرا، مما ينتج عنه أضرار نفسية وتدمير للعلاقات الاجتماعية.

انبعاث ممارسات إثبات “النقاء الجنسي” في مواقع التواصل الاجتماعي

حسب اندبندنت عربية، في الوقت الذي يعتقد فيه أن الممارسات المتعلقة بإثبات “النقاء الجنسي” أصبحت شيئاً من الماضي، أشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى ارتفاع في عدد مقاطع الفيديو المتعلقة باحتفالات “اختبار العذرية” التي حصدت مشاهدات تزيد على 10 ملايين على موقع “تيك توك”.

وحسب نفس المصدر، يعتقد أن أكثر من 20 بلداً في جميع أنحاء العالم تواصل تبني تلك العادات بطريقة ما.

وحسب المصدر السابق، بذل العالم الغربي جهداً كبيراً لإحباط انتشار “اختبار العذرية” إلى حد ما. و في الواقع، تعمل حكومة المملكة المتحدة على جعل الاختبار غير قانوني في إنجلترا وويلز تماشياً مع استنكاره من قبل منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة، التي تعتبر هذه الممارسة انتهاكاً لحقوق الإنسان.

لكن في غمرة الارتفاع المفاجئ في نشر مقاطع الفيديو التي تصور تلك الطقوس على الإنترنت خارج السياق المجتمعي الأصلي لها، يؤكد الخبراء أهمية فهم ما وراء الاحتفالات التي تعرض أمام المستخدمين.

غالباً ما تتضمن اختبارات العذرية عمليات فحص بالنظر أو باليد لغشاء البكارة يقوم بها متخصص طبي، على الرغم من وجود إجماع واسع بين المتخصصين الطبيين على أنه لا يوجد دليل بيولوجي على إمكانية الوثوق بهذا التقييم.

ومع ذلك، تظهر مقاطع الفيديو التي تتم مشاركتها على نطاق واسع عبر الإنترنت عادة مختلفة يتبعها أفراد من مجتمع الغجر في أوروبا الغربية، وتحديداً في فرنسا وإسبانيا.

“اختبار الشرف”

ويبدو أن الذي أثار ردود فعل رافضة لاختبارات العذرية في مواقع التواصل الاجتماعي ليس الاختبار في حد ذاته، بل ربطه بالشرف، مما حوله إلى “اختبار للشرف”. والشرف هنا ليس بمفهومه الأخلاقي، ولكن بمفهومه الخاص ببعض الثقافات التي تعتقد بوجود عضو خاص بـ “الشرف” يحتوي على “رحيق”.

وحسب اندبندنت عربية، بدلاً من الفحص الطبي، يركز هذا الاختبار على وجود ما يسمى “الشرف” بلغة المجتمع، وهو ما تصفه عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية بالوما غاي واي بلاسكو بأنه “سمة جسدية ملموسة يقولون إنها تقع داخل مهبل المرأة”.

في شرحها للطقس. تقول المحاضرة في جامعة سانت أندروز: “لكي تعتبر الفتاة نقية حقاً، يجب أن تكون أعضاؤها التناسلية الخارجية وردية اللون وضيقة، على كل حال، تظل الفتاة عذراء إلى أن يتم تمزيق أو فقدان (شرفها)”.

وتقول إن مجتمعات الغجر في إسبانيا تعتقد بوجود ما تطلق عليه اسم “حبة العنب” داخل جسد المرأة العذراء وهو نتوء صغير يكون أبيض أو رمادي اللون بحجم حبة حمص صغيرة يضم “الشرف”.

توضح العالمة: “إنه سائل أصفر ينسكب، بالتالي يتم فقدانه، عندما يضاجع رجل امرأة لأول مرة أو عندما تقوم بهذه المهمة امرأة محترفة في حفل الزفاف”.

يعد اختبار الشرف الهادف إلى إظهار عذرية العروس والاحتفال بها- هو النقطة المركزية التي تستند إليها أعراس الغجر.

للوصول إلى “الشرف” تقوم امرأة محترفة تسمى أخونتواورا يتم استدعاؤها “للتحقق” مما إذا كانت الفتاة عذراء بالطلب من العروس الاستلقاء على ظهرها في الغرفة والمباعدة ما بين ساقيها بينما توضع وسادة تحتها أسفل ظهرها.

تباعد الخبيرة بعد ذلك بأصابعها ما بين الشفرين الخارجيين لعضو العروس التناسلي من أجل فحص لون وضيق الجزء الداخلي.

وتأكيداً لعذرية العروس. تقول المرأة المحترفة: “إنها ما زالت كما ولدتها أمها”، قبل أن تدعو النساء المسنات أو صاحبات الخبرة للتحقق من أقوالها.

ثم تقوم بعد ذلك “بجمع رحيق” الفتاة بمنديل أبيض مزين بالشرائط أو الدانتيل، الذي تقوم الأخونتواورا بلفه حول سبابتها ثم دفعه في مهبل العروس من أجل “فقع حبة العنب”.

يتم تكرار هذه الخطوة بعد ذلك إلى أن يتلطخ المنديل بالسائل الأصفر الذي يشار إليه باسم “الرحيق”.

حقيقة “الرحيق” تكشف زيف الممارسة

في تعليق على الموضوع نشر على “تويتر”، تشرح الصحافية ومؤلفة كتاب “فقدان العذرية: الثقافة الجنسية للقرن الحادي والعشرين”، صوفيا سميث غالر، أن الأخونتواورا، تقوم في الواقع بالضغط على غدد البارثولين- “وهي زوج من الغدد بحجم حبة البازلاء توجد خلف الشفرين مباشرة وعلى جانبي الشفرين بالقرب من فتحة المهبل… تساعدنا هذه الغدد على ترطيب المنطقة، ولهذا السبب لا يكون المنديل ملطخاً بالدماء، بل بسائل مائل إلى البياض”.

على كل حال، فإن الأطباء يرفضون على نطاق واسع وجود حبة “الشرف”، بالتالي إنه “اختبار للعذرية” ليس له تفسير بيولوجي، كغيره من الاختبارات الأخرى.

في مقطع فيديو نشرته سميث غالر على “تيك توك” لكشف زيف هذه الممارسة. تقول إن مقاطع الفيديو الخاصة بطقوس الغجر التي كانت تصل بغزارة إلى صفحتها التي تحمل اسم “فور يو بيج”، موجودة منذ مدة على الإنترنت، ومن بين أربعة مقاطع رصدتها في ليلة واحدة يعود واحد منها إلى شهر يونيو (حزيران).

إنها حريصة على التأكيد أن ما يسمى الاختبار “لا علاقة له على الإطلاق بالتاريخ الجنسي لأي شخص”.

مكررة قولها: “لا يمكن للفحص الجسدي تحديد أي شيء”.

تقول غاي واي بلاسكو إن التركيز على اختبارات العذرية في احتفالات الغجر “يتمحور حول معيار أخلاقي مزدوج: يجب أن تتحكم النساء برغباتهن أكثر من الرجال”.

وكتبت: “بينما هناك تصوير متجذر في مجتمع الغجر للجماع على أنه أمر ممتع وأن الرغبة الجنسية متأصلة في الرجال والنساء على حد سواء، فإن المعايير الأخلاقية للمجتمع تركز كثيراً على التحكم “بالرغبة”… يربط الغجر الزواج بشكل ثابت بفقدان عذرية الأنثى”، لدرجة أن كلمة امرأة غير متزوجة في لهجتهم هي مرادفة لكلمة عذراء، على حد قولها.

وصفت منظمة الصحة العالمية اختبار العذرية بأنه “انتهاك للحقوق الإنسانية للضحية”، الأمر الذي ربطته “بالعواقب الفورية وطويلة المدى التي تضر بصحتها الجسدية والنفسية والاجتماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *