منوعات

علماء: التدخين الإلكتروني قد يسبب موجة جديدة من السرطان خلال 10 سنوات

تعيد السيجارة الإلكترونية نفس قصة تدخين التبغ تقريبا، فقد تتطلب التأكد من أضرار التبغ من خلال الأبحاث والدراسات مدة من الزمن قبل أن يدخل طيلة عقود في حروب طاحنة مع القيمين على الصحة العامة، واليوم يكتشف العلماء والخبراء أضرارا صحية خطيرة للسيجارة الالكترونية بعد أن تم تقديمها، وطوال سنوات، على أنها البديل الآمن لتدخين التبغ.

وتطلب التأكد من أضرار التدخين التقليدي قرابة 5 عقود، ومن الطبيعي أن يتطلب التأكد من أضرار السيجارة الإلكترونية أيضا بعض الوقت، وهو ما تم اليوم.

وحسب اندبندنت عربية طرحت السيجارة الإلكترونية في مرحلة من المراحل كبديل صحي يمكن أن يساعد المدخن في الإقلاع عن التدخين بشهادة أطباء يصفها بعضهم لمن يرغبون في الخروج من دوامة التدخين ومضاره.

إلا أن ما نشهده اليوم، حسب نفس المصدر، من انتشار واسع للسيجارة الإلكترونية الذي تحول إلى صيحة يتبعها كثيرون من فئات عمرية مختلفة من مراهقين وشباب وكبار في السن، يدعو إلى التساؤل حول ما إذا كانت السيجارة الإلكترونية فعلاً لا تزال البديل الصحي للسيجارة التقليدية أو ما إذا كان انتشارها الواسع هذا يدعو للقلق خاصة بعد ظهور دراسات علمية تدق ناقوس الخطر وتحذر من موجة انتشار لمرض السرطان نتيجة انتشارها.

وخلال السنوات الأخيرة اكتسبت السيجارة الإلكترونية سمعة بكونها طريقة آمنة أكثر لاستهلاك النيكوتين أو حتى وسيلة للإقلاع عن التدخين التقليدي، فشاعت هذه الفكرة ومعها صيحة استخدام السيجارة الإلكترونية على الرغم من الجدل القائم حولها.

فما هي مخاطر السيجارة الإلكترونية؟ وهل فعلا هي آمنة؟ وهل تصلح بديلا للتدخين التقليدي؟

موجة جديدة من السرطان في غضون عشر سنوات

قال علماء، حسب قناة الحرة، إن التدخين الإلكتروني، (Vaping)، قد “يوقظ الخلايا السرطانية، وقد يتسبب في موجة جديدة من السرطان في غضون عشر سنوات”

وحسب نفس المصدر، نقلت صحيفة “إندبندنت” في تقرير لها، الاثنين 13 سبتمبر الجاري، عن باحثين في معهد “فرانسيس كريك” (FCI) قولهم إنه “في حين أن التدخين الإلكتروني أكثر أمانا من تدخين السجائر التقليدية، فإن المخاطر الصحية طويلة المدى غير واضحة”.

وتقول الصحيفة إن “حوالي 3.6 مليون شخص في بريطانيا يدخنون السجائر الإلكترونية، ويشيع استخدامها من قبل مدخنين سابقين لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين”.

ويقول البروفيسور، تشارلز سوانتون، العالم السريري في FCI وكبير الأطباء في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إن التدخين الإلكتروني يشكل تهديدا محتملا لصحة الناس.

وأضاف: “لا أعتقد أنه يمكننا القول أن التدخين الإلكتروني هو بالضرورة خيار آمن للإقلاع عن التدخين. قد يكون أكثر أمانا ولكن هذا لا يعني أنه آمن”.

وتابع: “لا نعرف على وجه اليقين إذا كان التدخين الإلكتروني سيسبب سرطان الرئة بعد عشر سنوات من الآن أم لا”.

وأجرى الباحثون في FCI دراسات لفهم سبب كون بعض المصابين بسرطان الرئة في المملكة المتحدة – حوالي واحد من كل ثمانية مرضى – غير مدخنين، على الرغم من أن التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية للمرض.

وقاموا بالدراسات على البشر والفئران لقياس التعرض لجزيئات التلوث في الهواء التي يمكن أن تسبب نمو الخلايا السرطانية في الرئتين.

وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن المهيجات مثل تلوث الهواء تسبب الالتهاب، والذي يتبعه بعد ذلك عملية شفاء “توقظ” الخلايا النائمة التي يمكن أن تسبب طفرات سرطانية، ويخشى الباحثون من أن التدخين الإلكتروني قد يؤدي إلى نفس العملية.

هل السيجارة الإلكترونية بديل صحي للتدخين التقليدي؟

حسب أندبندنت عربية، أوضحت رئيسة مركز مكافحة الإدمان على التدخين في مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” في بيروت الطبيبة زينة عون أن الأضرار الناتجة من التدخين التقليدي على الصحة ظهرت بعد أكثر من 50 سنة، ومن الطبيعي أن يتطلب إثبات ما قد ينتج من السيجارة الإلكترونية من أذى، سنوات أيضاً من بداية ظهورها واستخدامها بما أنه يتم الاستناد إلى الأضرار البعيدة المدى في الدراسات، إنما ظهرت من الآن آثار مباشرة وواضحة للتدخين الإلكتروني بما سمح بتأمين الحد الأدنى من المعطيات المطلوبة في هذا المجال.

+ مكونات سامة لا تقل خطورة

تحتوي السيجارة الإلكترونية التي يعرف استخدامها بالـ Vapingعلى المنكهات المتنوعة التي تشكل المكونات الأكثر جذباً فيها، خصوصاً بالنسبة إلى فئة الشباب، إضافة إلى سائل إلكتروني يحتوي على النيكوتين بمعدلات تركيز متفاوتة ومكونات أخرى عدة مثل الـ “جلايكول” والـ “جلسرين”، وهي تعمل ببطارية من دون حرق التبغ كونها لا تحتوي عليه، وهنا يكمن الفرق بينها وبين السيجارة التقليدية، فيتنشق فيها من يستخدمها ما يعرف بالبخار.

وفق ما أظهرته الدراسات من أنه في المنكهات التي في السيجارة الإلكترونية خطورة لا يمكن الاستهانة بها، فهي تحتوي على مواد تتحول إلى سامة بوجودها فيها، مما دعا الـ FDA إلى منعها أخيراً، كما توضح عون.

وتبيّن أن السيجارة الإلكترونية تحتوي على مواد عدة سامة إضافة إلى الـ “بروبلين جلايكول” المسؤول عن إنتاج الدخان.

وحتى إذا لم يكن مضراً في الهواء فهو يتحول إلى سام في السيجارة الإلكترونية ويشكل خطورة عالية على الجهاز التنفسي مسبباً السعال وضيق النفس، مع الإشارة إلى نوع آخر من البدائل عن التدخين التقليدي وهي السيجارة التي تعمل على تسخين التبغ بدلاً من حرقه والتي لا تحتوي على مادة الـ “بروبلين جلايكول” أو المنكهات، إنما تحتوي على الدخان والنيكوتين وهي سامة أيضاً، وإن كانت الشركات المنتجة لها قد طرحتها في الأسواق كبدائل أقل ضرراً للتدخين التقليدي، فالأرباح التي تحققها هذه الشركات هائلة مما يجعلها أكثر حرصاً على نشر هذه الصيحة للاستفادة منها، فيزيد ذلك صعوبة محاربتها كمجموعات ضغط لها تأثير قوي، تماماً كما حصل مع السيجارة التقليدية طوال عقود، فهي تحاول نشر صورة للسيجارة الإلكترونية وكأن كلها حسنات في إعلاناتها، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي التي تطال مختلف الفئات العمرية من دون حدود أو عوائق، خصوصاً فئة الشباب، حتى إن التغليف المعتمد لهذا النوع من السجائر يبدو أكثر جاذبية وبألوان لافتة لفئة الشباب بشكل خاص، حتى باتوا يعتمدوها بكثرة كصيحة رائجة.

+ أضرار مباشرة على الجهاز التنفسي

إضافة إلى ما كشفت عنه الدراسة المشار إليها سابقا حول السرطان، وفي انتظار الكشف عن مزيد من الأضرار البعيدة المدى أو المزمنة للسيجارة الإلكترونية بما أن مدة استخدامها قصيرة نسبياً، فثمة معطيات وآثار مباشرة يمكن أن توضح الصورة، فقد انتشر في أغسطس (آب) 2019 ما بدا ناتجاً من وباء بين الشباب مع ارتفاع معدلات دخولهم إلى المستشفيات في الولايات المتحدة بسبب مشكلات في الرئتين، ثم تبين لاحقاً أنها ناتجة من استخدام السيجارة الإلكترونية المنتشرة بكثرة بينهم، وعلى أثر ذلك أعلنت الـ CDC وجود علاقة بين استخدام الشباب السيجارة الإلكترونية وارتفاع معدلات الدخول إلى المستشفيات”.

ومن الأضرار الصحية الحادة والسريعة التي تسببها السيجارة الإلكترونية التحسس في الجهاز التنفسي وما ينتج من ذلك من سعال مترافق مع إفرازات، وكذلك الالتهاب الرئوي ونقص معدلات الأكسجين واضطرابات في الدم وزيادة في سماكته، كما بالنسبة إلى السيجارة التقليدية، إضافة إلى اضطرابات في وظائف الجهاز التنفسي.

+ إدمان أكثر خطورة

بالاستناد إلى الأضرار القريبة المدى التي ظهرت للسيجارة الإلكترونية تؤكد عون “أنها لا تعتبر أبداً البديل الصحي للسيجارة التقليدية وهذا ما أكدته دراسات عدة، وإن كان كثر ممن يستخدمونها يقنعون أنفسهم بذلك. وأشارت منشورات علمية إلى إمكان اللجوء إلى السيجارة الإلكترونية كبديل مؤقت للسيجارة العادية حتى بلوغ مرحلة الإقلاع التام عن التدخين، وبالتالي على الانتقال إليها أن يكون مدروساً وبإشراف طبي، فكمية النيكوتين الموجودة في السيجارة الإلكترونية أقل من تلك التي في نظيرتها العادية وقد تساعد في بلوغ مرحلة الإقلاع عن التدخين شرط القيام بهذه الخطوة بطريقة مدروسة ومؤقتة”.

وتضيف، “في برنامج وقف التدخين الذي نضعه في المركز يمكن وصف الـ Patchs للمساعدة في الإقلاع عن التدخين او يمكن أن تعتمد السيجارة الإلكترونية بشكل مؤقت، لا للمدى البعيد كونها سامة في الوقت نفسه”.

وأظهرت الدراسات أن من يدخنون السيجارة الإلكترونية يتجهون عادة إلى أنواع أخرى من التدخين مثل القنب الهندي وغيره، مما يتحول إلى إدمان من نوع آخر يصعب التخلي عنه في مرحلة لاحقة. وقد يشكل الإدمان على السيجارة الإلكترونية أصعب أنواع الإدمان متى تعلق بها من يستخدمها، وإن كانت تحتوي على كمية أقل من النيكوتين، مع الإشارة إلى أن الإدمان هنا يكون إدماناً على التدخين وإدماناً سلوكياً مما يستدعي معالجة الإدمان السلوكي والإدمان على المادة عند المساعدة على الإقلاع عن التدخين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *