منوعات

ثورة واعدة .. باحثون طوروا عقارا يساعد جهاز المناعة على قتل الخلايا السرطانية

تكون معرفة استراتيجية عمل العدو أحد المداخل الاستراتيجية لمحاربته وهزمه، وذلك ليس في الحروب ومختلف أنواع الصراع فقط، بل أيضا في محاربة السرطانات.

ورغم أن جهودا عظيمة تبذل لإيجاد عقار لعلاج أمراض السرطان، التي تفتك بملايين البشر عبر العالم، إلا أن إشراك جهاز المناعة في القضاء على خلايا السرطان يمثل استراتيجية فعالة.

فجهاز المناعة يمتلكه كل البشر، وهو المعول عليه في الأصل ليواجه مختلف الأمراض، بما فيها أمراض السرطان، غير أن استراتيجية خلايا السرطان تحد من تدخل جهاز المناعة في الحرب عليه.

وتكمن الأهمية العلاجية لعقار جديد طوره باحثون مؤخرا، والذي يتوقع أن يحدث ثورة في جهود محاربة أمراض السرطان، في كونه يقوم بمساعدة جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.

عقار يكسر “استراتيجية” الخلايا السرطانية  

طور باحثون من “جامعة كاليفورنيا-سان فرانسيسكو” (UNIVERSITY OF CALIFORNIA-SAN FRANCISCO) في أميركا، حسب الجزيرة نت، عقارا يميز الخلايا السرطانية، وذلك ليتعرف عليها الجهاز المناعي ويدمرها.

وتمتلك الخلايا السرطانية قدرات تجعلها تفلت من جهاز المناعة البشري وتقيّده، وهذا العلاج قد يساعد في التغلب على هذه الخلايا.

ونشر الباحثون دراستهم في مجلة “سل كانسر” (Cell Cancer).

ويسحب العلاج الجديد المسمى “إيه آر إس 1620” (ARS1620) نسخة متحولة من بروتين “كراس” (KRAS) إلى سطح الخلايا السرطانية التي يعمل عليها “عقار-كراس” (drug-KRAS complex) كعلامة تقول لجهاز المناعة “التهمني”.

بعد ذلك، يمكن للعلاج المناعي أن يقنع جهاز المناعة بالقضاء الفعال على جميع الخلايا التي تحمل هذه العلامة.

تحول علامات السرطان

ويتعرف الجهاز المناعي عادة على الخلايا الغريبة بسبب البروتينات غير العادية التي تبرز من أسطحها. ولكن عندما يتعلق الأمر بالخلايا السرطانية، يوجد قليل من هذه البروتينات الفريدة في أطرافها، مما يجعل تمييزها من طرف جهاز المناعة أمرا صعبا.

وبدلا من ذلك، توجد معظم البروتينات التي تميز الخلايا السرطانية عن تلك السليمة داخلها، حيث لا يستطيع الجهاز المناعي اكتشافها.

وعلى امتداد سنوات، كان “كراس” المتحول يعدّ غير قابل للعلاج، على الرغم من انتشاره في السرطانات. وتعمل النسخة المعدلة من هذا البروتين -التي تدفع نمو الخلايا السرطانية- داخل الخلايا.

ويوجد بروتين “كراس” الطبيعي في الخلايا السليمة، ولكنه في الخلايا السرطانية “متحول”.

بروتين متحول

وقال تشارلز كريك مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ الكيمياء الصيدلانية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو –في تصريح نقله موقع يوريك أليرت– إن هذا البروتين المتحول عادة لا يحظى بالرصد لأنه مشابه جدا للبروتين الصحي، “ولكن عند تعلق هذا الدواء به، فإنه يرصده على الفور”.

وقال الكيميائي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وباحث معهد “هوارد هيوز” الطبي كيفان شوكات -الذي ساعد في قيادة البحث- إن “الجهاز المناعي لديه بالفعل القدرة على التعرف على كراس المتحول، لكنه عادة لا يجده بشكل جيد، وعندما نضع هذه العلامة على البروتين يصبح الأمر أسهل كثيرا على الجهاز المناعي”.

وصمم الباحثون علاجا مناعيا يستهدف هذا الجسم المضاد، وذلك بإقناع الخلايا التائية في الجهاز المناعي بالتعرف على علامة كراس والخلايا المستهدفة للتدمير، ووجدوا أن العلاج المناعي الجديد يمكن أن يقتل الخلايا السرطانية التي تحتوي على كراس المتحول.

وهناك حاجة إلى مزيد من العمل على الحيوانات والبشر قبل إمكان استخدام العلاج سريريا.

ويقول الباحثون إن النهج الجديد يمكن أن يمهد الطريق ليس فقط للعلاجات المركبة في السرطانات مع طفرات كراس، ولكن أيضا لأزواج أخرى مماثلة من الأدوية المستهدفة مع العلاجات المناعية.

إستراتيجية جديدة

وعثر على طفرات كراس (KRAS) في نحو ربع الأورام، وذلك يجعلها من الطفرات الأكثر شيوعا في السرطان. ويعدّ كراس المتحول أيضا هدفا لعقار “سوتوراسيب” (sotorasib) الذي منحته إدارة الغذاء والدواء موافقة مبدئية لاستخدامه في علاج سرطان الرئة، وقد يعمل النهجان معا بشكل جيد في النهاية.

وقال كريك إن “من المثير أن تكون لدينا إستراتيجية جديدة تستفيد من جهاز المناعة يمكننا دمجها مع أدوية كراس المستهدفة.. نعتقد أن هذا قد يؤدي إلى استجابات أعمق وأطول لدى مرضى السرطان”.

حقائق عن انتشار السرطان عبر العالم

حسب منظمة الصحة العالمية، السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص في عام 2020.

وفيما يلي أكثر أنواعه شيوعاً في عام 2020 (من حيث حالات السرطان الجديدة)، حسب المنظمة الدولية:

  • سرطان الثدي (2.26 مليون حالة)؛
  • وسرطان الرئة (2.21 مليون حالة)؛
  • وسرطان القولون والمستقيم (1.93 مليون حالة)؛
  • وسرطان البروستات (1.41 مليون حالة)؛
  • وسرطان الجلد (غير الميلانوما) (1.20 مليون حالة)؛
  • وسرطان المعدة (1.09 مليون حالة).

وفيما يلي، حسب نفس المصدر، الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة من جراء السرطان في عام 2020:

  • الرئة (1.80 مليون وفاة)؛
  • والقولون والمستقيم (000 916 وفاة)؛
  • والكبد (000 830 وفاة)؛
  • والمعدة (000 769 وفاة)؛
  • والثدي (000 685 وفاة).

ويُصاب بالسرطان سنوياً 000 400 طفل تقريباً. وتختلف أنواع السرطان الأكثر شيوعاً بين البلدان، ويمثل سرطان عنق الرحم أكثر أنواع السرطان شيوعاً في 23 بلداً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *