مجتمع

خبراء مغاربة وأجانب يناقشون “جودة التعلمات” بالمدرسة المغربية كمؤشر على التنمية (فيديو)

انعقدت، اليوم الإثنين، الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث اختير لهذه الدورة موضوع: “جودة التعلمات، مفتاح التنمية البشرية”، بحضور عدد من المسؤولين والخبراء المغاربة الأجانب.

وحسب بلاغ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، فقد اختير لهذه الدورة موضوع جودة التعلمات كمفتاح للتنمية البشرية، تماشيا مع توصيات النموذج التنموي الجديد وكذا مع دينامية الإصلاح التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الهادفة إلى تحقيق “نهضة تعليمية” على المستوى الوطني من خلال الانكباب على إشكالية تحسين جودة التعلمات.

كما تكرس الدورة الثانية للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، الرؤية الجديدة للمرحلة الثالثة في مجال تثمين الرأسمال البشري، حيث أن الجهود المبذولة ترتكز على أسباب النقص المسجلة على مستوى محددات الرأسمال البشري والتي من بينها “جودة التعلمات” موضوع هذه الدورة.

ويتمثل الهدف من هذا الاختيار، يضيف البلاغ، في إثراء الحوار والنقاش بين مختلف المشاركين بهدف المساهمة في تحفيز التفكير حول الإصلاحات الجارية في هذا المجال.

واجتمع كافة الفرقاء المعنيون بإشكالية التعليم من ممثلي السلطات العمومية على المستويين المركزي والترابي، منتخبين، فعاليات المجتمع المدني، القطاع الخاص، وخبراء وطنيون ودوليون، في أربعة ورشات ومحاضرتين رئيسيتين وعرض مقتضب، بهدف التفكير حول السبل الكفيلة بإنجاح النهضة المرجوة للتعليم المغربي.

وشهدت هذه التظاهرة مشاركة خبراء ومختصين وطنيين ودوليين للمناقشة في إطار الورشات التقنية، أهم محددات جودة التعلمات والرافعات التي ينبغي تفعيلها من أجل إحداث تغيير مستدام على ضوء التجارب الناجحة لبعض الدول والخلاصات التي يقدمها المشاركون، مع تقديم مقاربات ناجعة لتحسين جودة التعلمات، فيما سيشكل العرض المقتضب فرصة سانحة لتسليط الضوء على أهمية التكنولوجيات الحديثة لإحداث تغيير جذري يأخذ بعين الاعتبار التحديات المستقبلية.

وأبرزت المبادرة في بلاغها إلى أن التعليم يعتبر إحدى المكونات الأساسية لمؤشر التنمية البشرية مؤكدة ضرورة النجاح في رفع تحدي تحسين النتائج المدرسية للأطفال المغاربة من خلال الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة الذي يمر  عن طريق تحسين جودة التعليم.

وذكر البلاغ أن أزمة التعلمات تعتبر إشكالية عالمية زادت من حدتها جائحة كوفيد 19، حيث إن جل الدول سجلت تأخرا على مستوى جودة التعلمات وخاصة منها الدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط، فحسب البنك الدولي فإن 70% من الأطفال دون 10 سنوات يعانون من التراجع في مستوى التعلمات برسم سنة 2022.

وبخصوص المغرب، فقد شكلت أزمة التعلمات على الدوام عائقا حقيقيا للتنمية البشرية، حيث إن النتائج المحصل عليها من طرف التلاميذ المغاربة في مختلف الاختبارات الدولية والوطنية، أظهرت أن عدداً كبيراً من التلاميذ لا يستوعبون التعلمات التي يتم تلقينها في النظام التعليمي الحالي، مشيرة إلى أن طفلين من أصل 3 في سن العاشرة، غير قادرين على قراءة وفهم نص بسيط.

واعترفت المبادرة أن اكتساب التعلمات وخاصة الأساسية منها يبقى ضعيفا على المستوى الوطني، ويتسبب ذلك في تراكم الصعوبات عند الأطفال منذ السنوات الأولى للمستوى الابتدائي.

وأكد البلاغ أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، تتصدى مباشرة وبشكل استباقي للأسباب الأساسية التي تعيق اكتساب التعلمات الأساسية من خلال تعميم تعليم أولي ذي جودة بالمجال القروي وتوفير دروس الدعم المدرسي بالمجان وكذا المساهمة على المستوى الوطني في الجهود الهادفة إلى إحداث تغييرات شاملة ومستدامة بهذا الخصوص ودعم الأفكار الخلاقة والمشاريع التنموية الواعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *