مجتمع

مطالب لعبدالنباوي بعرض 4 قضاة مغاربة زاروا إسرائيل على المجلس الأعلى للقضاء

أثارت زيارة قضاة مغاربة إلى إسرائيل، في خطوة هي الأولى من نوعها في هذا الإطار، جدلا واسعا في صفوف الجسم القضائي المغربي، فيما وجه المحامي عبد الرحيم الجامعي، رسالة في الموضوع إلى الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية والرئيس الأول لمحكمة النقض.

جاء ذلك عقب زيارة 4 قضاة مغاربة إلى إسرائيل للمشاركة في مؤتمر الاتحاد الدولي للقضاة بتل أبيب الذي انطلق أمس الأحد ويستمر إلى غاية الخميس المقبل، حيث يرأس الوفد الرسمي المغربي، القاضي المستشار بمحكمة النقض بالرباط، محمد رضوان، ممثلا للودادية الحسنية للقضاة.

المحامي عبد الرحيم الجامعي، وهو نقيب سابق ورئيس سابق لجمعية هيئة المحامين، شدد في رسالته إلى محمد عبد النباوي على ضرورة “صون شرف قضاة المغرب ومنع تلطيخه والمسح باستقلاليته عبر التطبيع القضائي مع الصهاينة”.

وطالب الجامعي في رسالته التي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها، بعرض أمر المشاركين فيما أسماه “الإلتحام بالصهاينة وبقضاة الكيان”، على المجلس الأعلى للسلطة القضائية للبت في “اختيارهم السياسي المتطرف”، وفق تعبيره.

ودعا الجامعي، عبد النباوي إلى عدم السماح بـ”ارتماء بعض قضاة المغرب، حتى لو كانوا لا يمثلون إلا أنفسهم، بين أحضان كيان استعماري عنصري مجرم وهو الكيان الصهيونى الإسرائيلي”، مشددا على ضرورة الوقوف “دون هوادة ولا تردد، درعا منيعا ضد كل أشكال التغلغل الصهيونى في الجسم القضائي الوطني”.

واعتبرت الرسالة أن عبدالنباوي مُطالب “كمسؤول بتجربته ومكانته الدستورية وبكل حياد وتجرد، بأن يعلن أنه لا مكان لقضاة المغرب بالكيان الصهيوني ولا محل لسفرهم وحضورهم وسط ومع قضاة الأبرتايد، متسترين تحت غطاء المؤتمر الدولي”.

وأضاف بالقول: “أنتم تدركون بأن المؤتمر لا يمنحهم الشرعية في التطبيع مع الصهاينة ولا يبرر لهم هذه الخطيئة الفاضحة التي ستظل فوق جبينهم، فضلا عن أن التحاقهم، ولو بأسمائهم، يشكل تهديدا لعدالتنا لأنه سيزيل عن القضاة المشاركين كل حرمة واستقلال وكل حياد وكل كرامة وهيبة ووقار واحترام”.

ويرى الجامعي أن زيارة القضاة المغاربة إلى إسرائيل، باسم جمعيتهم، ستشكل “أسبابا مشروعة لتجرحهم وللتشكيك فيهم، وفي أحقيتهم في إصدار الأحكام، خصوصا أنهم اعتمدوا على الإجتهاد القضائي الصهيوني”، لافتا إلى أن مشاركتهم هي “مشاركة سياسية ولا علاقة لها لا بالمهنة ولا بالبحث ولا بالتكوين والإستفادة والتعاون”.

وأردف قائلا: “إنهم بسفرهم قرروا الانحياز لأعداء القضاة والشعب الفلسطينيي، وأن سعيهم ليس وراءه سوى الأطماع والمصالح والبحث عن الشهرة”، مضيفا: “هل كانت هذه الخطوة تلقائية من هؤلاء القضاة، وكيف قرروا تجاوز المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي لا أعتقد أنه سمح لهم بالسقوط في المستنقع الصهيوني وفي موقف انتهازي لا يليق بمكانتهم ولا بمهنتهم القضائية”.

وتابع تساءله بالقول: “كيف يقال بأنهم سيتبادلون التجارب القضائية معه قضاة الكيان؟ وما عسى لنفرٍ معدود من قضاتنا ممن قرروا الحضور أن يتعلم من القضاة الصهاينة الذين ينتهكون كل القيم القضائية العالمية وبالاساس يمارسون التمييز ضد الفلسطينيين؟”.

وأوضح الجامعي أن قضاة إسرائيل “ينتهكون مبادئ الاستقلال والحياد والمساواة ضد الفلسطينيين، ويناهضون حرياتهم وحقوقهم سواء في المتابعات والملاحقات التي يقررونها، أو في المحاكمات التي ينظمونها أو في الأحكام التي يصدرونها، كما يباركون تعذيب المعتقلين بالسجون دون محاسبة”.

واسترسل: “العالم يدرك، وأنتم لا شك تدركون، بأن قضاة الكيان لصهيوني ليس لديهم ما يعلمونه للقضاة المغاربة المشاركين سوى العنصرية وانتهاك حقوق الإنسان، وليست لديهم تجارب ينقلها منهم قضاتنا سوى تجارب في حماية مافيا السلاح ومجرمي الحرب وضرب الشرعية الدولية وانتهاك قانونهم والقانون الدولي، وكيف يُقل الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة ببرودة وأمام العالم وبعيدا عن أية محاسبة أو عقاب”.

واعتبر الجامعي أن رسالته إلى عبدالنباوي تأتي “لكي يظل جسما نقيا سليما لا تلحقه الإهانة والاحتقار بزيارة البعض ممن استهتر بقيمته القضائية، لكيان العدوان، وأن تقاوموا كل محاولة تأثير السلطة السياسية الحكومية على السلطة القضائية وعلى القضاة أو محاولة فرض  مواقفها السياسية عليهم”.

وأضاف مخاطبا عبد النباوي: “القضاة اليوم في العديد من الدول يتعرضون للضربات المهينة والقاسية من بعض الحكام مثل ما يقع في مصر وفي تونس، وبالتالي عليكم أن تنتبهوا لكي لا تصل العدوى لقضاة المغرب، فكل تفريط سيكون له ثمن باهر على الوطن حاضرا واستقبالا، وليس على القضاة فقط”.

وختم رسالته بالقول: “هُبوا بصفتكم الرئيس الأول والرئيس المنتدب، لحماية قضاتنا من الإنزلاق في فخ الكيان المغتصب الفاسد، وارفضوا التطبيع ولا تقبلوا أن يطبع من ينتمي للسلك القضائي المغربي مع قضاة العدوان ومع وزيرهم في العدل جدعون ساعر، فحتى لو فسد الناس جميعهم وفسدت كل السلطات، فعليكم أنتم كقضاة أن تقاوموا الفساد وتحرمونه على أنفسكم وعلى الآخرين من القضاة مثلكم”.

* صورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *