لأول مرة خارج أوروبا.. خبراء وباحثون من 10 دول يستعرضون أسرار “الذبابة السوداء” في مؤتمر دولي بشفشاون (صور)

احتضنت مدينة شفشاون المؤتمر الدولي التاسع في مجال التنوع البيولوجي وتصنيف الكائنات الحية “International Simuliidae Symposium”، خلال الفترة ما بين 19 و22 شتنبر الجاري، حيث تمحور موضوع المؤتمر حول “الذبابة السوداء” المعروفة علميا باسم “Simuliidae”، وذلك في أول دورة تُعقد خارج أوروبا.

المؤتمر الذي نظمه مختبر “علم البيئة وتصنيف الكائنات الحية والتنوع البيولوجي والمحافظة على الموارد الطبيعية” (LESCB URL-CNRST N°18) التابع لكلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، تحت إشراف الدكتورة بثينة بلقات، عرف مشاركة خبراء وباحثين من 10 جنسيات أجنبية، إلى جانب المغرب.

ومن بين أبرز المشاركين، “بيتر أدلر” الخبير الأمريكي البارز في علم الحشرات الثنائية الأجنحة والمتخصص في عائلة “Simuliidae”، إلى جانب مجموعة من الخبراء والباحثين من إسبانيا وروسيا وإيطاليا وتركيا وسلوفاكيا وألمانيا ودول أخرى.

وقام المشاركون خلال أشغال هذا المؤتمر الدولي، بتقديم عروض حول مواضيعهم وإنجازاتهم البحثية المرتبطة بالذبابة السوداء، واستعرضوا أوراقا ومنشورات بحثية مختلفة تم عرضها على المشاركين في معرض المؤتمر الذي عُقد بأحد فنادق شفشاون.

وعلى هامش المؤتمر، عقد المنظمون جولة استكشافية للضيوف بمدينة شفشاون لتعريفهم بموروثها الثقافي ومآثرها التاريخية، إضافة إلى أمسية عشاء تقليدية بأحد المنازل العتيقة، حضرت فيها فرقة تراثية للطقطوقة الجبلية.

وشهد المؤتمر في يومه الثالث والأخير، أمس الخميس، تنظيم خرجة بيئة علمية صوب المنتزه الوطني “تلاسمطان” بإقليم شفشاون، حيث تعرَّف المشاركون على المنطقة واكتشفوا ما تزخر به من ثروات طبيعية هائلة.

وبعد توزيع شواهد المشاركة، عبَّر الخبراء والباحثون المشاركون عن سعادتهم بحضور هذا المؤتمر في المغرب، مشيرين إلى أن اللقاء شكل فرصة لتبادل المعلومات والخبرات، وتعزيز البحث العلمي حول التنوع البيولوجي، خاصة فيما يتعلق بالذبابة السوداء وأسرارها.

أسرار الذبابة السوداء

وفي تصريح لها، أوضحت الدكتورة بثينة بلقات، المشرفة على المؤتمر في نسخته المغربية، أن هذا المؤتمر يناقش الذباب الأسود الذي يُصنف من بين الحشرات الثنائية الأجنحة “Diptera”، ضمن عائلة “Simuliidae”.

وقالت الدكتورة بلقات إن هذه الحشرات ذات أهمية طبية وبيطرية كبيرة، كونها ناقلة للعوامل المسؤولة عن مرضين لدى البشر، وهما داء “كلابية الذنب” وداء “المانسونيلاس”، إلى جانب العديد من الأمراض الحيوانية الأخرى، كداء “كلابية الذنب” في الماشية.

وأضافت الأستاذة الجامعية بكلية العلوم بتطوان، إن الذبابة السوداء عندما تطير في أسراب، فإن هجماتها لكسب “وجبات الدم” يمكن أن تقتل الحيوانات.

وفي مجال السياحة أيضا، فإن العواقب الاقتصادية لهذه الذبابة معروفة جدا، حيث إن لسعاتها تشكل خطرا على السياح في الهواء الطلق، بحسب الدكتورة بلقات.

وبخصوص طبيعة هذه الحشرات، أشارت المتحدثة إلى أن الذباب الأسود البالغ هو ذباب صغير، غالبًا ما يكون أسود اللون، مما يكسبه اسم الذباب الأسود، ويتميز بصدر محدب وهوائيات أسطوانية أو مخروطية تحتوي على 9 إلى 11 قطعة.

وأوضحت الأستاذة الجامعية أن مراحل تكوُّن هذه الذبابة السوداء، تبتدئ من مرحلة اليرقات المائية، وترتبط بقوة بالمياه الجارية، لافتة إلى أنها تتشكل بين اللافقاريات المائية الكبيرة.

وأشارت إلى أن الدورات الثمانية السابقة للمؤتمر الدولي في مجال التنوع البيولوجي وتصنيف الكائنات الحية “International Simuliidae Symposium”، عُقدت كلها في أوروبا، حيث نظم أول مؤتمر في مدينة برلين بألمانيا سنة 2004، ثم في مدينة نوفي ساد بصربيا عام 2006، وفيلنيوس بليتوانيا سنة 2008.

وعُقد المؤتمر في 2010 بمدينة راتيسلافا بسلوفاكيا، وبعدها بأنطاليا التركية عام 2012، وتورينو بإيطاليا خلال 2014، ثم سرقسطة بإسبانيا عام 2016، فيما نُظمت الدورة الثامنة بمدينة برمنغهام البريطانية سنة 2018، قبل أن يتم اختيار المغرب لاحتضان الدورة التاسعة للمؤتمر هذا العام، لأول مرة خارج أوروبا، وهو ما رحبت به الأستاذة المشرفة.