سياسة، مجتمع

يحياوي: الشباب هو من حسم اختيارات انتخابات 2021 وهذه أكبر هواجسه (فيديو)

اعتبر المحلل السياسي وأستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية بكلية الأداب والعلوم الإنسانية المحمدية، أن الشباب هو من حسم الاختيارات السياسية للانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر من سنة 2021، بفعل تسجيله وتصويته المكثف في اللوائح الانتخابية.

وأشار اليحياوي، في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن هذا المعطى أكدته دراسة ميدانية أجراها معهد “بروميثوس” للديمقراطية وحقوق الإنسان، بمشاركة أزيد من ألف شاب من 9 جهات بالمملكة وخاصة بالمدن والمناطق التي عرفت حراكات واحتجاجات وتوترات اجتماعية بين سنوات 2008 و2018 على غرار الحسيمة وجرادة وغيرها.

وأوضح المتحدث ذاته أن اللوائح الانتخابية العامة الخاصة بالاستحقاقات الماضية عرفت ارتفاعا كبيرا في نسبة الشباب المسجلين بها، حيث تم تسجيل أزيد من 4 ملايين و400 ألف ناخب مع نهاية يوليوز من سنة 2021 من بينهم في حين لم تتجاوز المليونين ونصف في مارس من السنة ذاتها.

وأضاف المحلل السياسي أنه على الرغم من عدم اهتمام أغلب الشباب المغربي بالمجال السياسي إلا أنه قام بالتسجيل في اللوائح الانتخابية بل وصوت في استحقاقات 8 شتنبر، حيث أبرزت الدراسة أن 3 من أصل 5 شباب صوتوا في الانتخابات.

وأكد اليحياوي أن هذه المعطيات تثبت بالملموس أن الشباب هو من حسم نتائج الاستحقاقات الانتخابية السابقة عبر أزيد من مليوني ونصف شاب من أصل 7 ملايين ونصف مغربي صوتت إجمالا في الانتخابات، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الانتخابات بالمغرب منذ الاستقلال، وفق تعبيره.

من جهة ثانية، قال الأستاذ الجامعي إن هذه الدراسة خلصت إلى أن الشباب المغربي مهووس بالاستقلال الذاتي عن أسرته وقلق على مستقبله المادي في ظل قلة العمل بالمغرب، مشددا على أن مجالات التشغيل والصحة والتعليم هي أكبر الهواجس التي تواجه الفئة العمرية من 18 إلى 34 سنة.

يشار إلى أن معهد “بروميثيوس” للديمقراطية وحقوق الإنسان أطلق، بشراكة مع مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن، دراسة ميدانية ترصد تمثل الشابات والشباب المغربي للأمان الإنساني في مغرب اليوم، وما يهدده من مخاطر اجتماعية وصحية، واقتصادية وسياسية وبيئية.

واعتمدت هذه الدراسة الميدانية على مقاربة تشاركية تستحضر ثلاثة من مناهج العلوم الاجتماعية ويتعلق الأمر بالاستبيان، والمنتديات النقاشية وسرديات التجارب الحياتية للأفراد، إذ تقدم الدراسة نظرة شاملة لآراء الشباب حول الأمن الانساني، استنادا إلى الإطار المرجعي الوارد في التقرير العالمي للتنمية البشرية الذي نشره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سنة 1994.

واستهدفت الدراسة أكثر من 1300 شاب وشابة على مستوى 9 جهات بالمغرب، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة ببروفيلات متنوعة، وجهت لهم أزيد من 124 سؤالا تدور حول انشغالاتهم ومساراتهم الحياتية اليومية.

الهدف من هذه الدراسة، الأولى من نوعها في المغرب، هو قياس الشعور بالأمن أو انعدام الأمن لدى الشباب المغربي من خلال تحديد احتياجاتهم وكذا نقاط ضعفهم وقدراتهم وقضاياهم الأساسية، حيث ركزت الدراسة، من هذا المنظور، على خمسة أبعاد للأمان الإنساني وهي: الأسرة، والاقتصاد، والصحة والفضاء العام، والمجال السياسي.

وانطلقت الدراسة الميدانية شهر ماي من سنة 2021، حيث اتسمت باعتماد مقاربة شاملة تجمع بين تكوين الأطر الميدانية، والاستماع إلى آراء الشباب على المستوى الترابي بخصوص تصورهم للأمان الإنساني، في أفق تقديم صورة واضحة عن واقع الشباب المغربي، ما قد يساهم في فهم أعمق وأفضل لسلوك الشباب، وتطور عقلياتهم، وعلاقاتهم مع الأسرة والمجتمع والمؤسسات والمجال السياسي، وكذا اهتماماتهم ومخاوفهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ويعتزم معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال تقديمه للنتائج الرئيسية لهذه الدراسة الميدانية المساهمة في تطوير النقاش الذي كان مفتوحًا منذ عام 2012 حول السياسة الوطنية المندمجة للشباب، معتبرا أنه من خلال تقاطع نتائج المقاربات الدقيقة المعتمدة في العلوم الاجتماعية، واهتمامات الفاعلين العموميين والمدنيين، من شأن هذه الدراسة أن تشكل تجربة خصبة تمزج بين المعرفة العلمية والفعل الميداني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مصطفى
    منذ سنتين

    الشباب في المغرب عنرو ما تسوق للإنتخابات لأنه يعلم مسبقا أنها مطبوخة. الفقر والجري وراء الزرقة التي وفرها بسخاء مرشحي الأحزاب التي نالت الريادة هو من حسم نتائج هاته الإنتخابات.