سياسة

تشومسكي: الرئيس ترامب ينتمي لأخطر المنظمات في التاريخ

حذر العالم والمفكر اللغوي اللساني “تشومسكي”، العالم من الحزب الجمهوري الفائز بالانتخابات الرئاسية لأمريكية، قائلا في هذا الصدد، إن “الحزب الجمهوري يعد الآن من أخطر المنظمات في تاريخ العالم”؛ بسبب موقف الرئيس المنتخب ترامب من معاهدة البيئة، التي اتفقت عليها الدول في باريس العام الماضي، وأعلن ترامب أثناء حملته الانتخابية عن نيته إلغاءها.

ونشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا، تتحدث فيه عن المقابلة التي أجراها موقع “تروث أوت” مع المفكر والفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، التي عبر فيها عن رأيه في نتائج الانتخابات الأمريكية، التي أسفرت عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وتورد الصحيفة نقلا عن الناقد للسياسة الخارجية الأمريكية تشومسكي، قوله “إن البشر بعد الانتخابات الأمريكية يخططون، على ما يبدو، للإجابة على “السؤال الأهم في التاريخ، من خلال تسريع السباق نحو الكارثة”.

ويلفت التقرير إلى أن ترامب عيّن أحد الرافضين لمعاهدة التغير المناخي ليقود فريق المرحلة الانتقالية، المسؤول عن وكالة حماية المناخ، مشيرا إلى أن عددا من الباحثين العلميين، خاصة في مجال البيئة، عبروا عن فزعهم وقلقهم من انتخاب ترامب، باعتباره قد يكون كارثة مطلقة على الكرة الأرضية.

وتذكر الصحيفة أن تشومسكي أشار في مقابلته إلى ما قالته منظمة الأرصاد الجوية العالمية، إن الخمسة أعوام الماضية شهدت ارتفاعا حادا في درجات الحرارة، وإن مستويات البحار قد ارتفعت؛ بسبب ذوبان الجليد، بشكل أثر في التغيرات المناخية، لافتة إلى أن انتخاب ترامب في 9 نونبر، أعطى الجمهوريين سيطرة كاملة على كل من مجلس النواب والشيوخ، بشكل يجعلهم قادرين على تمرير أي قانون، ويجعلهم “أخطر منظمة في العالم”، على حد تعبير تشومسكي.

وينقل التقرير عن تشومسكي، تعليقه قائلا إن “العبارة الأخيرة قد تبدو غريبة ومثيرة للاستفزاز، لكن هل هي صحيحة؟ والحقائق تشير إلى عكسها، فقد كرس الحزب نفسه لسباق سريع من أجل تدمير الحياة الإنسانية المنظمة، ولا توجد سابقة تاريخية لهذا الموقف”.

وأضاف المفكر الأمريكي أنه “من الصعب العثور على كلام للتعبيرعن السؤال الأهم في تاريخ الإنسان والجواب عليه، من خلال تسريع السباق نحو الكارثة”.

وتنوه الصحيفة إلى قول “تشومسكي” إن كل المرشحين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية أنكروا أن ما يحدث قد حدث، باستثناء المرشح المعتدل المنطقي جيب بوش، الذي قال إنه “غير متأكد، ولسنا بحاجة لأن نعمل أي شيء؛ لأننا ننتج الغاز الطبيعي من الصخر الزيتي”.

ويفيد التقرير الذي ترجمته عربي21، بأن تشومسكي أشار إلى المرشح الجمهوري في الانتخابات التمهيدية جون كاسيتش، الذي اعترف بأن الاحتباس الحراري موجود، إلا أنه قال: “سنقوم بحرق الفحم الحجري في أوهايو، ولن نعتذر عن هذا”.

ويقول تشومسكي إن “المرشح الفائز هو الآن الرئيس المنتخب، ويدعو إلى زيادة في استخدام الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم الحجري، وإلى تفكيك اللوائح والأنظمة، ورفض الدعم من الدول التي تبحث عن طاقة مستدامة، ويسارع نحو الحافة بأسرع ما يمكن”.

ويضيف البروفيسور في مقابلته أن “الأسواق المالية العالمية ردت بسرعة، وارتفعت أسهم شركات الطاقة، بما فيها المنجم الحجري الأكبر في العالم (بيبودي)، الذي تقدم بطلب للإعلان عن الإفلاس بنسبة 50% بعد انتصار ترامب”، بحسب الصحيفة.

وترجح الصحيفة أن يخسر مئات الملايين من الناس، الذين يعيشون في بنغلاديش، بيوتهم؛ بسبب ارتفاع مستوى البحر، مشيرة إلى قول تشومسكي إن الباحثين العلميين اقترحوا، وبرؤية واضحة، وجوب حصول اللاجئين على حق التنقل إلى الدول المسؤولة عن انبعاث الغازات من البيوت البلاستيكية، التي كانت مسؤولة عن مشكلاتهم؛ بسبب التغيرات المناخية.

وبحسب التقرير، فإن الباحث المعروف في مجال اللغويات، والناقد للسياسة الخارجية الأمريكية، حذر قائلا إن “التداعيات الكارثية ستزيد، ليس في بنغلاديش فقط، ولكن في مناطق جنوب آسيا كلها، حيث درجات الحرارة لا تحتمل للفقراء، وتذوب قمم الجليد في الهملايا، مهددة مصادر تزويد المياه، لافتا إلى أن هناك 300 مليون شخص في الهند لا يحصلون على الكميات التي يحتاجونها من ماء الشرب.

وتختم “إندبندنت” تقريرها بالإشارة إلى تعليق البروفيسور تشومسكي على غياب النقاش المتعلق بقضايا البيئة في الانتخابات الأمريكية، قائلا إنه “من الصعب العثور على كلمات تعبر عن الحقيقة المدهشة بأنه في التغطية الباهرة للانتخابات لم تتم الإشارة إلى أي من هذا”، وأضاف: “أنا على الأقل لا أجد كلمات مناسبة لوصف الوضع”.