منوعات

ربع الأمريكيين البالغين أقل من 30 سنة يتابعون الأخبار عبر “تيك توك”

المفاجأة التي شكلها تطبيق تك توك تجاوزت تحوله في ظرف وجيز إلى منصة تنافس عمالقة التواصل الاجتماعي، بل في تحولها أيضا إلى مصدر للأخبار لدى قطاع عريض ومتنام من مستعمليه.

فالمنصة تحتل اليوم الرتبة السادسة عالميا بمليار مستخدم، وتضاعف حجم مستخدميها مرتين ما بين 2019 و2021، وتعتبر اليوم الأولى من حيث عدد التنزيل.

ومن المفارقات المثيرة أن المنصة الصينية سجلت حضورها القوي كما ونوعا في المجتمع الأمريكي، وتمكنت من مزاحمة المنصات المنافسة لها لتبني لها صرحا حصينا خاصة في أوساط الشباب، رغم التحذيرات المتعلقة بالانتشار الواسع للأخبار المضللة في أكثر المنصات استقطابا للشباب عبر العالم.

مصدر الأخبار لربع الأمريكيين ممن تقل أعمارهم عن 30 سنة

حسب أندبندنت عربية، يفيد بحث جديد بأن عدداً متزايداً من البالغين في الولايات المتحدة يعترفون بأنهم يتابعون الأخبار بشكل منتظم عبر منصة “تيك توك” الواسعة الانتشار، وذلك على رغم المخاوف المتزايدة من أن تكون منصة التواصل عبر الفيديو تلك سبيلاً لنقل المعلومات المُضلِلّة.

وكشف مسح استقصائي أجراه مركز “بيو” للبحوث، حسب نفس المصدر، عن أن ما يزيد على ربع الأشخاص البالغين في الولايات المتحدة ممن تقل أعمارهم عن 30 سنة، يطلعون على الأخبار حالياً عبر منصة التواصل الاجتماعي العملاقة هذه المملوكة من الصين، علماً أن النسبة لم تكن سوى 9 في المئة عام 2020.

ويتناقض هذا التوجّه الجديد مع ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى من تراجع في متابعة الأخبار عبرها خلال السنوات الأخيرة.

وذكرت كاترينا إيفا ماتسا، المديرة المشاركة لبحوث الصحافة في “بيو”، أنه “في غضون سنتين فقط، تضاعفت في الولايات المتحدة نسبة البالغين الذين يقولون إنهم يتابعون الأخبار بصورة منتظمة عبر “تيك توك” بواقع ثلاث مرات تقريباً، [إذ ارتفعت] من 3 في المئة عام 2020 إلى 10 في المئة عام 2022″

وأضافت أن “المزيد من مستخدمي “تيك توك” من البالغين الأميركيين يتابعون الأخبار عبرها أيضاً. ويقول ثلث البالغين في الولايات المتحدة حالياً إنهم يتابعون الأخبار بشكل منتظم عبر هذا الموقع، ما يمثل ارتفاعاً قدره 22 في المئة عن نسبة أولئك الذين كانوا يقولون الشيء نفسه في عام 2020″.

وفي الفترة الزمنية نفسها، هبط عدد مستخدمي منصة “فيسبوك” الذين قالوا إنهم يتابعون الأخبار عبرها بانتظام إلى 44 في المئة بعدما كانت 55 في المئة. أما نسبة مستخدمي “تويتر” ممن أفادوا بالشيء ذاته فقد تراجعت هي الأخرى من 59 في المئة إلى 53 في المئة.

تيك توك والتأثر السريع بالحملات المضللة

وانتهى بحث منفصل قامت به منظمة “غلوبال ويتنيس” الرقابية ( وهي منظمة غير حكومية ومعنية بفضح استغلال الموارد الطبيعية والفساد) وفريق الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية في جامعة نيويورك، إلى أن منصة “تيك توك” قد تكون عرضة للتأثر السريع بحملات المعلومات المُضلِلّة التي تتركز على الانتخابات النصفية.

ووفقاً للدراسة الأولية فقد وافقت “تيك توك” على نشر 90 في المئة من الإعلانات التي تشتمل على معلومات مُضلِلّة عن الانتخابات التي قدمها الباحثون. وتضمّ الأمثلة على هذه المعلومات الخادعة تاريخاً خاطئاً لإجراء الانتخابات علاوة على ادعاءات كاذبة بشأن متطلبات التصويت.

ولفت الباحثون إلى أن “أداء “تيك توك” كان الأسوأ بين كل المنصات التي تم اختبارها في سياق هذه التجربة، إذ جرى فيها رفض إعلان وحيد بالإنجليزية وآخر بالإسبانية، وكلاهما يفيد بأن لقاحات كورونا مطلوبة كشرط للتصويت”

وأضافوا “تمت الموافقة من قبل “تيك توك” على نشر كل الإعلانات التي تورد تاريخ انتخاب خاطئ، وتشجع الناس على التصويت مرتين، وتثني المواطنين عن التصويت وتقوّض العملية الانتخابية”

وطبقت “تيك توك” في الأشهر الأخيرة سياسات جديدة في محاولة منها للتصدي لانتشار المعلومات المُضلِلّة، مع أنها لا تزال متخلفة عن منافساتها من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل “فيسبوك”

وذكر متحدث باسم المنصة أن “تيك توك هي مكان تجد فيه المحتوى الأصيل والممتع وهذا هو السبب الذي يجعلنا نحظر المعلومات المُضلِلّة والإعلانات السياسية المأجورة ونحذفهما من منصتنا”. وزاد “إننا نقدر التعليقات الواردة من منظمات غير حكومية، وأكاديميين، وخبراء آخرين، وهي تساعدنا باستمرار على تعزيز عملياتنا وسياساتنا”

وقد أصدرت شركة “تيك توك” أخيراً إرشادات لضمان نزاهة الانتخابات، إذ كتب إريك هان، رئيس قسم السلامة لدى “تيك توك” في الولايات المتحدة، في منشور مدونة له، قائلاً إن المنصة كانت تتحمل مسؤوليتها القاضية بحماية المستخدمين من مثل هذا المحتوى المُضلِّل، “بمنتهى الجدية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *