سياسة

ميارة يدعو لإحداث آلية برلمانية قارية للسيادة الغذائية لضمان أمن غذائي مستدام

دعا رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة إلى التفكير في إحداث “”آلية برلمانية قارية للسيادة الغذائية” على مستوى البرلمان الافريقي، تشكل منصة مؤسساتية لمواكبة الأوراش القارية في مجال الأمن الغذائي ودعم المبادرات القارية للإنتاج الغذائي وتوفير الأسمدة والتكنولوجيات اللازمة لتحقيق الانتاج الكافي للغذاء.

ميارة الذي كان يتحدث، الأحد، في أشغال حوار البرلمان الافريقي للشباب المنعقدة بمجلس المستشارين، أكد أن هذه الآلية ستمكن من اقتراح محددات الاستدامة وضمان انبثاق “أمن غذائي مستدام” تستفيد منه كل الأجيال المستقبلية للقارة، في انسجام مع توجهات أهداف التنمية المستدامة 2030 أجندة الاتحاد الافريقي2063.

في السياق ذاته، قال رئيس مجلس المستشارين، “نحن مدعوون لإطلاق جيل جديد من المبادرات البرلمانية القارية، لمواكبة طموح القضاء على الجوع وضمان السيادة والأمن الغذائي القاري، من خلال اعتماد تشريعات مبتكرة والتدبير الناجع للمخزون الاستراتيجي الوطني والمشترك”.

وأضاف المتحدث، أنه “يوجد بقارتنا حوالي 400 مليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة، وهم يشكلون القلب النابض لقارتنا والمحرك الأساسي لازدهارها وتنميتها. ويرتقب أن تستمر هذه الدينامية الديموغرافية في السنوات المقبلة، إذ أن مجموعة من التقارير والدراسات تؤكد أنه في أفق سنة 2050 سيكون 60% من الأفارقة دون سن 24 سنة وأن 35% من شباب العالم سيكونون من قارتنا” وهو ما سيجعل من إفريقيا، بحسب ميارة، “قارة الشباب في القرن الواحد والعشرين”.

وأكد أن “هذه المؤشرات تدعونا جميعا للاستثمار في “العائد الديمغرافي”، من خلال تطوير سياسات عمومية وطنية وأجندة قارية مندمجة لفائدة الشباب، تمكنهم من الفرص التي يستحقونها وتفتح أمامهم أبواب الكرامة والعدالة الاجتماعية”.

وذكر رئيس مجلس المستشارين بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب، والذي أكد فيه الملك أنه “لا يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك. علينا أن نقدم له أشياء ملموسة في التعليم والشغل والصحة وغير ذلك. ولكن قبل كل شيء، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل”.

في هذا الإطار، شدد ميارة على أن “هذه الرؤية الملكية تعتبر أحد موجهات الديبلوماسية الاقتصادية المغربية، حيث تعمل بلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك حفظه الله على المساهمة في بناء نموذج قاري “للتنمية المشتركة” من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج الدامجة بعدد كبير من دول القارة، هدفها الأسمى هو بناء إنسان افريقي قادر على الابتكار والابداع والمساهمة الفعالة في انعتاق شعوب قارتنا من الفقر والتخلف الاقتصادي والعمل على دخول دولنا لمرحلة جديدة تمكنها من حجز المكانة المستحقة بين الدول الصاعدة”.

كما أكد المسؤول المغربي، أن رفاه الشباب الافريقي، لا يمكن أن يتحقق من دون “أجندة قارية متكاملة” تمكننا من تحويل التحديات التنموية الحالية الى فرص حقيقية، فالعالم يعرف تغيرات متسارعة تحتم علينا أكثر من أي وقت مضى أن نكثف الجهود لنكون عند مستوى تحولات “النظام العالمي الجديد”. ونمتلك من الفرص والمؤهلات ما يكفي لانبثاق إطار تنموي قاري جديد يضمن تحولات اقتصادية قارية عادلة ومنصفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *