مجتمع

أطر صحية بمشفى بني ملال تشتكي ظروف العمل وطلبة الطب يرفضون استغلالهم في سد الخصاص

يشتكي عدد من الأطر الطبية والصحية الوضعية “المزرية” التي يعرفها المستشفى الجهوي ببني ملال، جراء نقص المعدات الطبية والموارد البشرية، مما أدى بإدارة المستشفى إلى استغلال طلبة الطب للتغطية على هذا للخصاص.

وحسب إفادات مصادر صحية، لجريدة “العمق”، فضلت عدم الكشف عن اسمها، لما يمكن أن يترتب عن ذلك من مشاكل مهنية وحزازات مع إدارة المستشفى، فإن وضعية المستشفى “المزرية” أصبحت تؤرق الأطر المشتغلة، وتزيد من حجم الاحتقان مع المواطنين.

وقالت ذات المصادر، إن المستشفى الجهوي لبني ملال يعيش حالة “يرثى لها وشحا كبيرا في المعدات والأطقم الطبية، لدرجة بلغت الاعتماد على أطر طبية يشتغلون بعقد عمل محدد المدة، قادمين من مراكز صحية، في محاولة لسد الخصاص الذي يعرفه المستشفى”.

جهات مستفيدة

وتعرف مصلحة المستعجلات، على سبيل المثال، وفق ما أفادت به المصادر ذاتها، إلى أنه أربعة أطباء فقط من يشتغلون في الواقع، في حين أن الباقي يغيبون عن العمل وسط أنظار الجميع. 

وللتغطية على هذا الخصاص، عمدت إدارة المستشفى على إلزام الأطباء الداخليين، “خارج الضوابط القانونية”، بالاشتغال داخل المستعجلات، عوض المصالح الاستشفائية، الأمر الذي دفعهم للاحتجاج عن طريق مراسلات وإضرابات، دون تجاوب معهم من طرف المسؤولين.

وضع يتغذى على غياب النقابات

الوضع المزري الذي يعرفه المستشفى الجهوي لبني ملال، “تستفيد منه جهات معروفة”، وفق مصدر جريدة “العمق”، يغذى بسبب غياب نقابات مهنية تترافع على حقوق الأطر الطبية والتمريضية، مما جعل  أشخاص مشبوهين “يبسطون يدهم ويتحكمون في الوضع كما يريدون للتغطية على مقربين منهم”.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن عمال الشركة المفوض لها تدبير النظافة والحراسة بالمستشفى المذكور، يشتغلون بدورهم في ظروف “صعبة، ولم يتلقوا أجورهم منذ شهور”.

تحرك طلبة الطب

أدى وضع استغلال الطلبة الأطباء الذين يتابعون تدريباتهم الاستشفائية، من أجل سد الخصاص الذي يعرفه المستشفى الجهوي ببني ملال، إلى مراسلة مكتب الطلبة، والمديرية الجهوية للصحة وإدارة المستشفى معا.

وقال مكتب الطلبة، إنه تلقى العديد من الشكايات من الطلبة الأطباء بجهة بني ملال خنيفرة، يشتكون “شطط بعض إدارات المستشفيات الجهوية والإقليمية عبر الإجبار التعسفي للطلبة الملتحقين للقيام بحراسات إلزامية غير قانونية في مصالح المستعجلات”.

ظلم مكتمل الأركان

واعتبرت مراسلة طلبة الطب، أن ما يقع “ظلم مكتمل الأركان”، موضحة أن تكليفهم بالعمل في المستعجلات، يأتي “خلافا للنصوص القانونية المنظمة لسيرورة السنة السابعة والأهداف البيداغوجية المفترض تحققها للرفع من تكوين هؤلاء الطلبة”.

وأضافت المراسلة أن إدارات بعض المستشفيات تستغل طلبة السنة السابعة في الطب، “بشكل انتهازي وعبثي، استمرارا في سياسة الترقيع”.

سياسة لي الذراع

واتهم طلبة الطب وفق ذات المصدر، غض بعض المدراء الطرف بشكل كلي عن محتويات مقررات التعيين التي توضح تبعية الطلبة المعنيين إلى المصالح الاستشفائية لا إلى مصالح المستعجلات.

وأضافوا أن الأمر تجووِز إلى “استغلال حاجة الطلبة إلى وثائق وإشهادات إدارية لازمة لمتابعة مسارهم الجامعي وابتزازهم من خلال القيام بحراسات غير قانونية، وسط غياب التأطير البيداغوجي وانعدام شروط السلامة”.

مطالب بإنقاذ الوضع

هذا وطالب مكتب الطلبة الخاص بكلية الطب بمراكش، الجهات المشرفة على هذا الورش بالتدخل العاجل لوقف هذه “المهزلة التي تطال عددا مهما من الطلبة”.

كما دعو إلى وضع حد لهذه الممارسات “اللاأخلاقية، والتحلي بروح المسؤولية وإعطاء الأولوية الكاملة لما يخدم جودة تكوين الطلبة الأطباء في احترام للنصوص القانونية والبيداغوجية المعمول بها بعيدا عن الإكراه من أجل سد الخصاص”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *