منتدى العمق

لكم الله يا أسود الأطلس

كثيرا ما ترددت على مسامعنا مقوله الرياضة سلوك وأخلاق. ونحن أطفال سمعنا العبارة، وفي مسار حياتنا ترددت مرات ومرات على مسامعنا وقرأناها في جدران الملاعب وقاعات الرياضة. وكبرنا وكلنا أمل أن العبارة مجسدة في قلوب ممارسيها وأنديتها وهيئاتها وجامعاتها. وفي كل مناسبة كانت الفرصة للإختبار.

حل مونديال قطر 2022 وكلنا أمل أن يجسد شعار الرياضة سلوك وأخلاق، وبالفعل استطاع أسود الأطلس أن يجسدوا كل القيم الانسانية الراقية، استطاعوا أن يجسدوا بكل قوة الوطنية الصادقة، شباب من خيرة شباب الأمة، رغم ما قيل عنهم من “أشباه الدول” أعطونا دروسا وعبر، ومعها استعدنا الأمل مرة أخرى، استعدنا الأمل في شباب الأمة استعدنا الأمل في وحدة الأمة وفي وحدة الشعوب العربية والإسلامية، حققتم ما لم تستطع مؤتمرات وندوات … أن تبرحه.
استطاعت تشكيلة الفريق الشابة بقيادة المدرب وليد الركراكي وطاقمه التقني، استطاعوا أن يشكلوا الاستثناء على مستوى هذا المونديال سلوكا وأخلاقا ونتائجا.
تفوقتم على فرق لدول عريقة: كرواتيا، بلجيكا، كندا، إسبانيا والبرتغال، وفي كل دور وبعد كل مباراة كان الأمل عند الأمة يزيد .. لم نفهم كيف واكبنا تطور الأمور إلى أن وصلت نصف النهائي وكأنه حلم.

وبالفعل عشنا الحلم الجميل وعاشته معنا كل الدول العربية والاسلامية وكل الجهات المساندة، لكن استفقنا على صدمة الغير، الذين آلمهم نجاحكم وتفوقكم، وهم الذين لم يكونوا ليتوقعوا تلك النتائج والفوز المستمر.
استفاقوا بشكل متأخر وهم قلقين، استفاقوا ليسمعوا هتافات الشعوب العربية والاسلامية وهم يشجعون ويساندون وأصبح الطموح لدى الجميع أكثر وهو الوصول إلى النهاية.

واستشعر الفريق بالفعل حجم المسؤولية وقدر أنه في مستواها وأجاب كل المشجعين نحن لها .. ولم لا؟؟؟
لقد بصمنا بقوة ولنا رجال في الميدان، رجال كانوا يجددون النية في كل خطوة وفي كل مباراة. رصيدهم استعدادهم البدني والتقني والدعاء والأمل في الله تعالى.
وبالفعل عشنا لحظة نصف النهاية مع فرنسا ولم نتوقع منذ البداية أن خبث السماسرة يمكن أن يوصل إلى هذا الحد ولم نتوقع أن خبث اللوبيات يمكن أن يجهض المسار.

جعلوها مؤامرة دنيئة وسخروا لها كل الشروط من حكم وضغط وشراء للدمم وتعطيل تقنيات الفار VAR ويعلم الله إلى أين وصل بهم الحد لإجهاض مسيرة الفوز ولا نعلم أي خيوط نسجتها المؤامرة وإلى أي مستويات وصلت.

علمنا ساعتها أن الرياضة ليست دائما سلوكا وأخلاقا عند الجميع، بل أخلاق دنيئة لمسيري اللعبة على مستويات دولية، ولهم الحق في ذلك لأن الكعكة أصبحت كبيرة ولأن أسود الأطلس وصلوا من غير إذن وفي غفلة من ساسة اللعبة، وصلوا إلى المنطقة المحرمة لكل عربي ومسلم وهي نصف النهاية. لقد أصيب القوم بصدمات من أسود الأطلس، بطاقاته الشابة المتألقة، بانسجامه، بتكتيكه، بأخلاقه، بتفانيه، بروحه الوطنية الصادقة وبنيته الطيبة والصادقة مع الله. لقد فازوا بحب هذا الوطن وفازوا بحب الأمة جمعاء وهذا أكبر فوز وأكبر نصر .. رسموا مسار النجاح بكل ثقة.

هو درس لعل البعض يتعض به ومنه، ومن أبناء جلدتنا الذين أساءوا للمشهد من داخل العرس والذين يجب أن يُنظر في أمرهم ..
هي دروس وعبر، ولعل اللاعب المتألق أشرف حكيمي قد ختمها في رسالته الأخيرة في مقابلة الترتيب بحركة واحدة مفادها إنكم كبلتمونا وقيدتمونا بمؤامراتكم يا لوبيات العالم ويا ساسة العالم، خدشتم روح السياسة النبيلة وأثرتم على نبل اللعبة.

لكن والله ومهما طال الأمد فكل القيود الظالمة لابد يوما ستنكسر..
بإذن الله ستنكسر وستحطم قيود الرجعية بالنية الصادقة مع الله وبالوطنية الصادقة…

دمتم متألقين يا أسود الأطلس ..

 

بقلم الدكتورة للا ازهور مليكي:

إطار عالي بالوكالة الحضرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *