مجتمع

نقش “رخامة” شواهد القبور بفاس.. أسرار وخبايا حرفة عريقة (فيديو)

وأنت تمر بحي الطالعة الصغيرة بفاس، لابد أن تثير انتباهك طقطقات بالمطرقة والمربوع على الرخام، حيث يقومون صناع تقليديين بنقش آيات وأدعية وتواريخ على قطع رخامية توثق تاريخ ازدياد ووفاة الموتى، أو يقومون بتحويل هذه التحف إلى هدايا أو لوحات إشهارية أو أسماء أحياء أو شوارع.

هنا سلطت عدسة “العمق” الضوء على ورشة الشاب زكرياء، وهو صانع تقليدي في مجال النقش على شواهد القبور، ليحكي لنا عن كيفية صناعة هذه التحف الفنية، التي تستمد حيويتها ورواج حركتها الاقتصادية من الموت.

قال زكرياء: “دأت مسيرتي في النقش والتخطيط على شواهد القبور منذ 12 سنة، بعدما كنت أجالس صديقي في العطل الصيفية بالقرب من ورشته حتى وجدت نفسي أتعلم شيئا فشيئا، وعشقت هذه الصناعة منذ أول يوم بدأت التعلم”.

وأضاف زكرياء أنه يعمل خطاطا ونقاشا على الرخام لشواهد قبور الموتى وشواهد أبواب المساجد والمدارس، وكذلك بعض السياح يطلبون رخامات فيها إسم مدينة فاس كتذكار وغير ذلك، مشيرا أن هذه العملية تبدأ بشراء قطع الرخام ونقشها بواسطة المطرقة والمربوع، ومن تم يتم صباغتها وصقلها بواسطة حجر الصم لتصبح بتلك الشكل الجميل.

وتطرق زكرياء في تصريحه لدور هذه الشواهد على رأس قبور الموتى بعدما تضاربت الآراء حول حلالها من حرامها، مشيرا أن هذه الشواهد تبقى وسيلة للتعرف على الميت لا أكثر، وأن بعض عائلات الموتى عند زيارة موتاهم للترحم عليهم، لا يجدون قبر الميت بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه المقابر بالمملكة، وأن هذه الشواهد تتوفر على معلومات الميت من تاريخ ازدياده وإسمه وتاريخ وفاته ودعاء للمتوفي فقط من أجل التعرف على قبرالميت بسلاسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *