منوعات

مسؤول أمريكي يدعو إسرائيل إلى الاعتراف بمغربية الصحراء لتقوية العلاقات مع الرباط

أكد إيلان بيرمان نائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، على أنه قبل توسيع نطاق “اتفاقات أبراهام”، يتعين أولا على إسرائيل اتخاذ خطوات إضافية لتقوية الروابط مع الدول العربية الموقعة على هذه الاتفاقات، مبرزا أن ذلك يبدأ بتطوير العلاقات مع المغرب، من خلال الاعتراف بمغربية الصحراء التي اعتبرها “نقطة انطلاق جيدة للغاية”.

وأضاف بيرمان ضمن مقال رأي نشره على “جيروزاليم بوست”، إن العلاقات المغربية الإسرائيلية، كانت من بين العناصر الواعدة للتقارب الإقليمي، مضيفا أن هذه العلاقات “عميقة للغاية”، مستدلا على ذلك بكون عشر سكان إسرائيل البالغ عددهم أكثر من 9 ملايين نسمة من أصل مغربي والعديد منهم يزورون المملكة بانتظام.

علاوة على ذلك، يضيف الخبير الأمريكي، فإنه بالرغم من عدم وجود حوار سياسي رسمي بين البلدين، إلا أن الحكومة المغربية كانت لها اتصالات نشطة وهادئة مع إسرائيل لعقود، مشيرا إلى أن التجارة بين البلدين كانت مزدهرة حتى قبل التطبيع، قبل أن يشير بيرمان إلى أن هذه الاتصالات توسعت وأصبحت أكثر شمولا بعد التوقيع على اتفاق التطبيع قبل عامين.

كما أشار إلى أن التجارة الثنائية توسعت بشكل ملحوظ، وأنشأت الرباط وتل أبيب مجموعات عمل حول قضايا تتراوح من الفلاحة إلى الطاقة، وأصبحت المملكة زبونا مهما لصناعة الدفاع الإسرائيلية. وفي السياق ذاته، أقام البلدان رحلات جوية مباشرة وازداد حجم السياحة.

غير أن نائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، يرى أنه من الناحية السياسية لم تصل العلاقات بين البلدين بعد إلى إمكاناتها الكاملة، بالرغم من تبادل الموظفين السياسيين، وإنشاء مكاتب اتصال، حيث أكد بيرمان أن البلدين مازالا يفتقران إلى السمات المميزة للعلاقات الدبلوماسية الكاملة.

واعتبر أن السبب له علاقة بقضية الصحراء، حيث قال إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الإقليم، هو السبب الرئيسي وراء قرار الرباط بالمشاركة في اتفاقيات “أبراهام”، في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، العديد من الدول، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتفاقات مثل البحرين، اعترفت بمغربية الصحراء، لكن إسرائيل لم تفعل ذلك بعد.

في السياق ذاته، أشار بيرمان إلى أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا في السابق عن دعمهم للفكرة، غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية حتى الآن، لم تصل إلى حد تبني موقف بشكل لا لبس فيه بأن الصحراء جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية. وهو ما اعتبره المسؤول الأمريكي “خطأ فادحا”.

وأردف المتحدث، أن الموقف الذي يتخذه الشركاء الدوليون بشأن الصحراء سينظر إليه من قبل المملكة كمقياس رئيسي لصحة تلك العلاقات الثنائية، مبرزا أن “إسرائيل ليست استثناء”، وسيكون ملف الصحراء اختبارا مهما لشراكتها مع الرباط ورائدا لكيفية تطور العلاقات في المستقبل.

وشدد بيرمان على أنه يجب أن يكون لنتيناهو الذي يتجاهل نشأة الاتفاقات خلال الفترة الأخيرة التي قضاها كرئيس للوزراء، مصلحة خاصة في ترسيخ ما يمكن القول إنه أهم إنجازاته في السياسة الخارجية حتى الآن، مؤكدا أن “الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء هو نقطة انطلاق جيدة للغاية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *