أخبار الساعة

تنغير .. لجنة جهوية تدخل على خط أزمة الماء الشروب بـ“تودغى”

دخلت لجنة جهوية على خط تغيّر طعم ورائحة الماء الشروب، جراء وضع مادة كيميائية خلال عملية ثقب مائي بجانب البئر الذي تستغله ساكنة دوار أكني تيزكي بالجماعة الترابية تودغى العليا الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم تنغير.

ووفق محضر إتفاقي حصلت “العمق” على نسخة منه، فإن اللجنة المكونة من ممثل السلطة المحلية وعدد من مسؤولي مكتب الـ“ONEE” بتنغير والرشيدية، بالإضافة إلى ممثل جمعية سيدي محمد بن عبد الله، وممثل الشركة المكلفة بإنجاز الثقب المائي، أخدت عينات من مياه بئر الجمعية ولم تلاحظ أي تغير في لون ورائحة وطعم تلك العينات.

واستنادا إلى الوثيقة ذاتها، فإن ممثلي المختبر الجهوي لمراقبة جودة المياه بـ“ONEE” قطاع الماء بالرشيدية، أكدوا أن المواد المستعملة في حفر الثقب، جاري بها العمل على الصعيد الوطني، في كل أوراش حفر الآبار والاثقاب المخصصة لإنتاج الماء الصالح للشرب، وليس لها أي تأثير على جودة المياه.

كما أوصت اللجنة ذاتها، كإجراء احترازي، بتفادي ضخ مياه البئر بالتوازي مع أشغال الحفر، على أن تكون بداية أشغال الحفر على الساعة العاشرة صباحا وتنتهي على الساعة الخامسة مساءا، وأن تتم تعبئة خزان الجمعية بعد توقف أشغال الحفر وذلك بعد تفريغ كمية من المياه المنتجة لمدة ساعة.

وجاء في ختام الوثيقة، أن الشركة المكلفة بتنفيذ المشروع تلتزم بأداء إستهلاك الكهرباء للجمعية خلال مدة الأشغال، وذلك كتعويض عن إستعمال الكهربائية بالليل عوضا عن استعمال الطاقة الشمسية بالنهار، وفق تعبير المصدر ذاته.

وكانت عدد من الفعاليات المدنية بالجماعة الترابية تودغى العليا التابعة لإقليم تنغير، قد عبرت في وقت سابق، عن قلقها من تغيّر طعم ورائحة الماء الشروب، جراء وضع مادية كيميائية خلال عملية ثقب مائي بجانب البئر الذي تستغله ساكنة دوار أكني تيزكي، مطالبة الجهات المسؤولة بـ“إنقاد ساكنة هذا الدوار من هذا الخطر الذي يهدد حياتهم”، و “العمل على إيقاف هذا المشروع قبل وقوع كارثة بالمنطقة”، وِفق تعبيرها.

وفي هذا السياق، وجه إدريس فخر الدين، الفاعل المدني بالمنطقة، نداء إستغاثة عاجل للسلطات المحلية والإقليمية، وذلك من أجل وضع حد لهذا المشروع المجهول الذي يهدد الأمن المائي لساكنة المنطقة التي لم تتوصل بعد إلى الجهة التي تقف وراء إحداث هذه البئر الجديدة.

وقال فخر الدين في مقطع فيديو نشره على حسابه الشخصي على فايسبوك، إن “ القائمين على حفر هذه البئر الجديدة عمدوا إلى وضع مادة كميائية أدت الى تغير لون وطعم الماء بالبئر التي يستغلونها بالدوار المذكور، الأمر الذي دفع بجمعية سيدي محمد بن عبد الله المسيرة لقطاع الماء إلى قطع الماء عن الساكنة تفاديا لأي خطر صحي قد يهدد حياتهم”.

وأوضح الفاعل المدني، أن “الأمر الذي يثير الإستغراب هو عدم إشهار البطاقة التقنية للمشروع، ومدى تأثير المواد الكيميائية المستعملة على البيئة، وعلى الأمن المائي، خصوصا مع ظهور الرغوة التي تدفقت من داخل الثقب المائي، الشيء الذي لايدع مجالا للشك أن الوضع الصحي لساكنة هذا الدوار في خطر محدق ”.

ولفت المتحدث إلى أن “سياسة الهروب إلى الأمام من شأنها أن تخلق بؤرة توتر، الساكنة في غنى عنها، بإعتبار أن وضع أي مشروع بالدوار دون علم الساكنة يعد نوعا من الاستهتار وشططا في إستعمال السلطة، خصوصا وأن قائد المنطقة أعطى أمرا شفهيا لرئيس الجمعية المكلفة بتمكين الساكنة من الماء، وهو أمر غير مقبول”.

وفي سياق متصل، ثمن مكتب جمعية سيدي محمد بن عبدالله قرار وقف تزويد الساكنة بالماء الشروب، مطالبا في الوقت ذاته بفتح حوار جاد ومسؤول مع الأطراف التي لازالوا يجهلـونها.

وطالب مكتب الجمعية عقب اجتماع لأعضاءها، بالوقف الفوري لعملية الحفر، مع استنكاره للأساليب ولكل أشكال الضغط التي تمارس ضد اعضاء مكتب جمعية سيدي محمد بن عبد الله لتنيهم عن القرارات المتخذة وتفضيل استمرار الأشغال على صحة وسلامة الساكنة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *