المغرب العميق

حاصرتهم الثلوج .. “الموت الأبيض” يهدد حياة عائلات من الرحل بزاكورة  

لا تزال عائلات من الرحل بقمم جبال صاغرو المثاخمة لجماعة النقوب بإقليم زاكورة تتجرع كل يوم مرارة لفحات البرد القارس، وهي تمني النفس بوصول مروحية تنتشلهم من وسط أكوام الثلج المتراكمة هنا وهناك، بعد أن إجتاحت المنطقة، عاصفة ثلجية منذ أيام.

في هذا الصدد، أكد يدير شكري، نائب رئيس جمعية رحل صاغرو للتنمية بمركز النقوب، أن “عددا من الرحل يعيشون في ظروف صعبة بعد أن حاصرتهم الثلوج الكثيفة التي سقطت على جبال صاغرو التابعة لقيادة النقوب باقليم زاكورة، في ظل غياب حصيلة نهائية نتيجة غياب شبكة الإتصال، لدى العديد منهم ”.

وتابع شكري، ضمن تصريح لجريدة “العمق”، بأن “مكان تواجدهم يتوزع بعدد من المناطق الجبلية من بينها أساكا، تفنا، تگورت، ألمو نوارگ، تگراگرا وإگلي وتيداكلين، حيث تم تسجيل محاصرة 15 أسرة على الأقل، فيما العدد مرشح للإرتفاع في الأيام القليلة القادمة، تزامنا مع تحسن الأحوال الجوية بجهة درعة تافيلالت وبزاكورة على الخصوص”.

وأضاف المتحدث أن الرحل “يعيشون الويلات جراء محاصرة الثلوج لهم، منذ ما يقارب 5 أيام وسط الجبال، حيث هدمت خيامهم وفروا بأرواحهم ومواشيهم إلى بعض الكهوف القريبة، بينما ظل أخرون محاصرين داخل بعض الحجرات المبنية بالحجارة، بينما تسبب تساقط الثلوج، وغياب الأعلاف في موت عدد مهم من رؤوس ماشيتهم ”.

ولفت إلى أن “مجموعة من عائلات الرحل إستنجدت بالكهوف واتخدت منها بيوتا، في وقت نفذ ما تبقى لديها من مؤونة وحطب، الأمر الذي يجعلها في بعض الأحيان تستعمل بقايا روث الحيوانات للتدفئة وتسخين أجسادها التي لفحها البرد القارس، خصوصا وأن لها أطفالا صغارا، عانوا ويلات البرد وغياب حطب التدفئة”.

وختم شكري تصريحه بالقول، أن هذا الوضع المزري يستدعي“التدخل العاجل جوا، في مناطق تواجدهم، وذلك من أجل العمل على تزويدهم بالأعلاف والمواد الغذائية والطبية الضرورية كذلك، خصوصا وأن الجمعية المذكورة قامت بتزويد السلطات المحلية باحداثيات تواجد بعضهم”.

وكانت درعة تافيلالت قد شهدت، خلال الأيام القليلة الماضية، تساقطات ثلجية أرخت بظلالها على عدد من قرى وجماعات ورزازات وتنغير وزاكورة، مسببة في إيقاف حركية السير بمجموعة من المقاطع والمسالك الطرقية بسبب إرتفاع مستوى الثلوج التي وصلت إلى مقاييس غير مسبوقة، وهو ما تسببت في عزلة عدد منها، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل قبل حدوث الكارثة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *