وجهة نظر

بعيدا عن المآسي.. نتحدث قليلا عن بعض النقط المضيئة

المبادرات الملكية النوعية ذات البعد الديني في الزيارة الملكية أو غيرها التي تحرص على تقويتها الدولة المغربية، كإحداث مؤسسة محمد السادس للإئمة الأفارقة والتي دشنها الملك محمد السادس بفاس مؤخرا، هي تصدير لنموذج ديني وخدمة ديبلوماسية لإفريقيا للعالم المتوجه إلى إفريقيا..

كيف؟ هذه المباردرات تتعدى الطلبات الملحة المتعلقة بتكوين الائمة والواعظين المنحدرين من الدول الأفريقية وتتجاوز مستوى الشراكة المغربية الأفريقية الى تقديم جواب وبديل وأطروحة للأمن الروحي بالقارة الإفريقية للتصدي للفكر الإرهابي، فهذه المبادرات هي اسهام في للديبلوماسية الدينية و جواب ديني علمي أكاديمي وبديل روحي وفكري يجفف منابع الإرهاب المتعدد الرؤوس والذي للاسف ينتعش بشكل مقلق بالقارة الأفريقية مؤخرا، بالنظر الى مجموعة من الشروط الحاضنة له واهمها هشاشة الاستقرار السياسي وضعف التنمية. مما يجعل الشباب لقمة سائغة للمنظمات الارهابية العابرة للقارت والحدود كما تشهذ بذلك عدة تقارير دولية والتي تقدم فكرا وأيديولوجية القتل والدمار بعيدين عن قيم التسامح والتعايش . ..

فالمغرب بهذه المبادرات يحظي بشرف التصدي الحضاري الذي تميز به على مر قرنين من تاريخ المملكة بحفاظه على حيوية العمق الروحي مع القارة الافريقية، ويقدم امنا روحيا وخدمة حضارية ذو خلفية استراتيجية للتصدي للارهاب لكل قاصد للنبض الإقتصادي العالمي، فهي خدمة لكل المتوجهين الى القارة الافريقية من القوى الاقتصادية الكبرى وأصحاب المال والإستثمار والتجارة على اعتبار ان القارة الإفريقية أصبحت اليوم رهانا اقتصاديا دوليا وقبلة للمشاريع الكبرى من الأقطاب الدولية، وللمغرب شرف خدمتهم كبلد حرص على أن يظل عمقه الإفريقي حاضرا وناطقا.