مجتمع

إغلاق صفحة “العمق المغربي” بفيسبوك.. قرار مجحف يثير تضامنا واسعا مع الجريدة

خلف قرار إدارة موقع “فيسبوك” القاضي بحجب الصفحة الرسمية لجريدة “العمق المغربي”، والتي كان يفوق عدد متتبعيها 3 ملايين شخص، وتضم أرشيفا ومجهودا عمره 7 سنوات كاملة، (خلف) استنكارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضامنا كبيرا مع طاقم الجريدة.

ورغم محاولات التواصل والشرح لإدارة فيسبوك، وتقديم مجموعة من الأصدقاء يد المساعدة، مازالت إدارة “فيسبوك” تؤرشف الصفحة الرسمية للجريدة، وهو ما دفع إدارة “العمق المغربي” إلى إطلاق صفحة جديدة لمواصلة المسير وتجديد التواصل مع قرائها ومتابعيها.

وحظيت الصفحة الجديدة بدعم كبير من طرف متتبعي ومحبي الجريدة والجسم الصحفي، حيث بلغت الصفحة 10 آلاف متابع في أقل من 24 ساعة من انطلاقها، وصلت إلى حدود اليوم أزيد من 20 ألف متابع، وسط دعم ومساندة كبيرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتناقلت وسائل إعلام وطنية ودولية خبر إغلاق صفحة “العمق”، ضمنهم قناة “العربي” اللندنية وجريدة “العربي الجديد” وموقع “le12.ma” و”هوية بريس”، إذ قالت “العربي الجديد” إن الإغلاق حظي باهتمام الزملاء الصحافيين الذين نشروا الخبر معبرين عن أساهم وتضامنهم، فيما عبرت جريدة “le12.ma” عن تضامنها اللامشروط مع العمق” وناشدت قراءها دعم الصفحة الجديدة.

وصب مدونون جام غضبهم على إدارة “فيسبوك” واتهموها بنهج ازدواجية المعايير فيما يخص حرية التعبير، خاصة أن من بين أسباب إغلاق صفحة “العمق المغربي”، تلقيها لعدد من الإنذارات تخص منشورات قديمة متعلقة بالقضية الفلسطينية.

ويحظر “فيسبوك” مجموعة من المصطلحات والأسماء التي ترتبط بالملف الفلسطيني، ضمنها كلمات “الشهداء” و”حماس” و”القسام” و”أحمد ياسين” وغيرها، وهي مصطلحات كانت تنشرها الجريدة في سياق بعض الأخبار الدولية على غرار كبريات وسائل الإعلام الدولية.

وفي الوقت التي تنشط على “فيسبوك” آلاف الصفحات والحسابات التي تروج للتفاهة والإشاعات والتضليل والتشهير، بل وأحيانا التحريض على أمور ترقى إلى مستوى الخطورة، دون أن تطالها مقصلة الإعدام الإلكتروني، فإن إدارة “فيسبوك” تسارع إلى إغلاق صفحات مشهود لها بالجدية والمصداقية، حتى دونما مبررات واضحة، وهو ما وقع مع “العمق”.

قرار “غير واقعي”

وفي هذا الصدد، يرى الكاتب المغربي، منير الحردول، أن إغلاق صفحة “العمق المغربي” على موقع فيسبوك، يعد نكسة للإعلام الحر بالمغرب، معتبرا أن ما أقدمت عيله إدارة “فيسبوك” يثير الكثير من الريبة والاستغراب.

وقال الحردول في تصريح لجريدة “العمق”، إن هذا القرار “كان مرتبكا وغير واقعي، بحكم أن جريدة العمق المغربي تتصف بمهنية عالية ومنفتحة على جميع أطياف المجتمع والأفكار والتيارات دون تمييز”.

وأضاف المتحدث أن “العمق المغربي” راكمت تجربة صحفية فريدة جعلتها من بين المواقع الإخبارية الرائدة في المغرب، بل وفي الوطن العربي الكبير، معتبرا أن وصول صفحة “العمق” لأزيد من 3 ملايين متابع ليس بالأمر الهين.

وعبَّر الحردول عن أمله في أن تراجع إدارة “فيسبوك قرارها وتنصف الإعلام الحر، عبر رفع قرار إغلاق الصفحة بغية مواصلة مسير رسالة الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي، مع احترام تام للمفاهيم الكونية المتعلق بالإعلام والاتصال، يقول المتحدث.

ضياع سنوات وجهود مستمرة

وفي تفاعله مع حملة التضامن، عبَّر مدير نشر جريدة “العمق المغربي”، محمد لغروس، عن شكره لجميع الأوفياء لجريدة العمق الذين دعموا الصفحة الجديدة وساهموا في نشرها وإيصال خبر حذف فيسبوك للصفحة الأولى إلى أكبر عدد من المتابعين، مشددا على أن هذا التضامن والدعم والوفاء سيدفع الجريدة إلى مزيد من العزم والوفاء تجاه قرائها.

ونبه لغروس إلى وجود من أسماهم بـ”الكائنات البكيترية المقتاتة على المآسي مصاصي الدماء”، مشيرا إلى أنهم يسارعون إلى إنشاء الصفحات باسم “العمق المغربي”، عبر اقتباس الاسم والوصف وحتى المنشورات، بالحرف والفاصلة والأخطاء الإيملائية، قصد ربح المتابعين على ظهر فقدان الجريدة لصفحتها الرسمية.

من جانبه، قال الصحافي بـ”العمق المغربي”، يونس الزهير، إن “7 سنوات ضاعت بسبب قرار غير مفهوم للأسف”، مشيرا إلى أن “الجهود مستمرة لاسترجاع الصفحة الأولى بمساعدة مجموعة من الأصدقاء الأعزاء الذين لجأنا لهم فور وقوع المشكل، ومحبون كثيرون تطوعوا للمساعدة بعد إعلان الإغلاق”.

وأوضح أن “حجم التضامن والدعم الذي نلقاه بسبب إغلاق الصفحة، وكم المساهمة في النشر والدعوة لمتابعة الصفحة الجديدة، يبعث على الفخر والافتخار، ويشحد همم فريق العمق لمزيد من العطاء ولمواصلة المسير والمسار والحرص على أن نكون على قدر الأمل والدعم”.

وأشار يونس الزهير الذي يضطلع بدور كبير في محاولة إعادة الصفحة المغلقة، إلى أن يوم 27 فبراير 2023 يشكل لحظة ولادة جديدة واضطرارية خلفا لصفحة ولدت يوم 6 أبريل 2015، وكانت أول نواة لجريدة “العمق المغربي”.

من جهته، قال مراسل “العمق المغربي” بجهة سوس ماسة، حفيظ مركوك: “وإن إختفت صفحة العمق بقرار مجحف، فصوت المغاربة أبدا لن يختفي بفضل عزيمة شباب أكفاء”، فيما علق مراسل الجريدة بجهة فاس مكناس، سليم الحسوني، قائلا: “سنعود أقوى مما مضى.. ولا عزاء للحاقدين”.

تضامن واسع

وتفاعل المئات من رواد موقع “فيسبوك” مع قرار إغلاق صفحة “العمق المغربي”، معبرين في منشورات وتعليقات عن تضامنهم التام مع الجريدة، كما شاركوا رابط الصفحة الجديدة ودعوا أصدقاءهم إلى دعمها ومشاركتها لتوسيع عدد متابعيها بشكل سريع.

وفي هذا السياق، كتب الصحافي والناشط يوسف الفاسي: “كل التضامن، العمق لها وزنها، وأكيد هذه الخطوة ستقوي المؤسسة أكثر وأكثر وينبغي استثمارها”، وعلق يوسف القيس بالقول: “كل الدعم والتضامن لكل الإخوة والأصدقاء ولهذا المشروع الإعلامي الناجح والمتميز”.

ودوَّن مراد الرحموني: “بكل أسف وبكل حسرة إدارة فيسبوك تتخذ هذا القرار المجحف وتغلق الصفحة الرسمية لجريدة العمق المغربي، كل التضامن دون شرط”، فيما اعتبر خالد العيساوي أن هذا القرار كان “حقا مجحفا في حق جريدة أعتبرها شخصيا صوت الشعب المقهور”.

وأوضح الناشط عادل أداسكو بالقول: “حقيقة موقعكم أعتبره صوت لجميع المغاربة، وأحترم انضباط خطكم التحريري، أتمنى أن تعودوا أكثر مما كنتم عليه قبل”، فيما اعتبر محمد لحنين أن العمق المغربي “من المواقع التي تتشرف بمتابعتها في المغرب، عكس صفحات وأعلام النكافا والفضيحة”.

وقال محمد سعدوني إن العمق المغربي “من الجرائد القليلة التي تنقل الخبر بمصداقية”، مضيفا: “كل الدعم لهذه الجريدة الفتية للصديق العزيز ابن الجنوب الشرقي محمد لغروس”.

وكتب الصحافي محمد حبشاوي: “مؤسف.. أعانكم الله، سوف نعمل على تعميم الرابط على المحبيين والمعارف والعائلة”، وكتب يوسف بلقات: “وفقكم الله وسدد خطاكم.. خدمة المتاعب تتطلب صبرا طويييييلا، وأنتم أهل للتحدي والصمود بإذن الله تعالى”.

وعبر ياسين الكداع عن كامل الدعم والتضامن مع العمق، مضيفا: “في زمن التفاهة، قليلة الصفحات التي تحترم متابعيها، وأنتم من الصفحات المنيرة على هذا الموقع، استمروا على نهجكم وفقكم الله”.

بدوره، قال مصطفى محاسني: “كل الدعم والمساندة لجريدة العمق المغربي التي أعتبرها مهنية وصادقة مع قرائها ومشاهديها، ومفيدة من حيث توفير المعلومة، وممتعة”، فيما كتب المحجوب: “هذه ضريبة المصداقية سيدي محمد.. نحن معكم وكل التضامن المطلق مع موقعكم وصفحتكم وكل أعمالكم الصحفية الخلاقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • علي او عمو
    منذ سنة واحدة

    هذه هي دولة الحقّ و القانون و حرية الرأي و التعبير التي تتبجّح بها السلطات المغربية . متضامنون مع جريدة العمق المغربي.

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    كل التضامن مع المشروع الإعلامي الناجح والمتألق العمق المغربي..