أدب وفنون

تضم أزيد من 10 آلاف مؤلف.. أرملة المفكر الجزائري أركون تهدي خزانته للمغرب

استقبلت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، الأربعاء، هبة عبارة عن خزانة للمفكر الجزائري الراحل محمد أركون، في حفل حضره المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إلى جانب شخصيات سياسية وأدبية وعلمية.

وحصلت المكتبة، ضمن اتفاقية وقعتها أرملة الراحل، المغربية ثريا اليعقوبي أركون، ومدير المكتبة الوطنية المغربية، محمد الفران، على أكثر من 5000 مؤلف، و7000 مجلة في مختلف الحقول الأدبية والعلمية.

وعبَر المهدي بنسعيد، في تدوينة عبر “فيسبوك”، عن تقديره الكبير للراحل أركون قائلا إنه “كان محط تكريم خاص من لدن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ليس فقط لقيمته الفكرية والأدبية، بل حتى لتطلعاته التي ما فتئ يعبر عنها حول أهمية توحيد المغرب الكبير، فالمرحوم لم يكن فقط مواطنا جزائريا أو مغربيا، بل مغاربيا”.

وقالت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، في بيان لها، إن “محمد أركون يعد من أكبر المفكرين والباحثين والأكاديميين والمؤرخين المعاصرين في العالم العربي والإسلامي إذ يُعتبر مشروعه، كما عرفه هو نفسه، محاولةً “لتأسيس تاريخ منفتح وتطبيقي للفكر الإسلامي، أقصد منفتح على هذا الفكر وعلى كل منتجاته التي تتجاوز الحدود والحواجز المعرفية التي فرضتها الأدبيات الهرطقية والتيلوجية”.

وأضافت بأنه “منفتح بنفس الدرجة على علوم الإنسان والمجتمع ومناهجها وتساؤلاتها كما هي ممارسة عليه في الغرب اليوم منذ ثلاثين عاماً، وهو أيضا تاريخ تطبيقي عملي في نفس حركة البحث، لأنه يهدف إلى تلبية احتياجات وآمال الفكر الإسلامي وسد نواقصه منذ أن اضطر لمواجهة الحداثة المادية والعقلية”.

ويعد محمد أركون، الذي ولد عام 1928 بقرية تاوريرت ميمون بولاي تيزي وزو في منطقة القبائل بالجزائر، من أبرز المفكرين العرب الحداثيين، الذين ساهموا في دراسة ونقد العقل الإسلامي، من خلال دراسة النصوص الدينية وأصول الفقه التي أصلها علماء الشريعة الإسلامية على مدار القرون الثلاثة الأولى.

ودشن أركون دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر، قبل أن يواصلها في جامعة “السوربون” في باريس، حيث حصل على شهادة الدكتوراه منها، ثم عمل أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في السوربون، كما اشتغل كباحث في عدة جامعات في ألمانيا وبريطانيا.

وحصل الراحل على العديد من الجوائز والأوسمة، من قبيل ضابط “بالمس” الأكاديمي وضابط لواء الشرف، ونال دكتوراه فخرية من جامعة أكسيتر عام 2008، كما حصل على جائزة ليفي ديلا لدراسات الشرق الأوسط، وجائزة ابن رشد للفكر الحر، وجائزة الدوحة عاصمة الثقافة العربية.

وتوفي محمد أركون عام 2010، عن عمر ناهز 80 عاما، بإحدى مصحات العاصمة الفرنسية باريس، ودفن بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء تنفيذا لوصيته، وقد توصلت أرملته ثريا اليعقوبي برسالة عزاء من الملك محمد السادس الذي اعتبره “أحد أعلام الحقل المعرفي العصري، العربي والإسلامي، بل والعالمي؛ الملتزم بنصرة قيم التسامح والاعتدال، وترسيخ حوار الأديان والحضارات، ونبذ صراع الجهالات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل. من منحه صفة الشهيد !!!؟؟؟ طبعا، مالك المغرب، وأمر بدفنه في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء المغربية، لأن شهد زورا وبهتانا أن المملكة المغربية هي أقدم دولة في التاريخ. مذكرا بتأسيها بمجيء الأدارسة سنة 789 ميلادي. وهذ هو "الجهل المؤسس" الذي اكتشفه. وتاسيسا على شهادته، فلم تكن هناك أي دولة قبل 789 ميلادي. في محاضرة له ينتقد فيها تقديس القرآن، قلطعه محمد رمضا البوطي قائلا: - إن كنت مسلما، تؤمن بالقران، وإن قلت أن ليس مسلم فحينئذ من حقك أن تنتقد وحينئذ سأناقشك. وكونك مسلم وتريد تحرض المسلمين على نقد القرآن فهذا تناقض عقلي كبير. - أرتبك وتلخبط آركون وهو لا يدري ماذا يقول. - قال له البوطي عندئذ أظنك تقصد تفاسير القرآن. - نعم، نعنم، نعم.... - إذن لا إشكال، من حقك أن نتتقد تفسير القرآن.