أدب وفنون

نشطاء يطلقون حملة لمقاطعة الأعمال الرمضانية.. وناقد: قد تؤثر على نسب المشاهدة

دعا عدد من الأشخاص إلى مقاطعة الأعمال الرمضانية في حملة رقمية ظهرت ملامحها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبيل أيام قليلة من انطلاق السباق الرمضاني للمسلسلات الدرامية والسيتكومات الكوميدية، على القنوات العمومية والخاصة.

ويعتبر أصحاب هذه الحملة التي تحمل هاتشاغ “كلنا من أجل مقاطعة التفاهة”، أن “الأعمال الرمضانية تتسم بالرداءة، داعين إلى استغلال شهر رمضان الكريم في الشعائر الدينية والابتعاد عن مشاهدة المسلسلات والبرامج التليفزيونية. 

وكتب أحد رواد الشبكات الاجتماعية عبر حسابه على موقع “فيسبوك” “كلنا من أجل مقاطعة التفاهة من مسلسلات وأفلام وسكيتشات وغيرها في شهر رمضان، رمضان شهر القرآن والعبادة وليس شهر التفاهة واللهو واللعب”. 

فيما دونت إحدى الصفحات “السنة الماضية قال عدة ممثلين إذا لم يعجبكم محتوى الأعمال الرمضانية يمكنكم إطفاء التلفاز، فهل سنرى هذه السنة انخفاض في نسب المشاهدة أم ستحافظ على الصدارة على غرار السنوات الفارطة”. 

وفي هذا الصدد، اعتبر الناقد الفني كريم واكريم أن “لهذا الهاشتاغ مشروعيته ودواعيه، على اعتبار أن الناس ضاقوا ذرعا بتفاهات رمضان التي تطل عليهم كل سنة، خصوصاً ما يسمى كوميديا وما هو بالكوميديا لأن لهذه الأخيرة شروطها”.

وأضاف كريم واكريم، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “المقاطعة الشاملة ليست هي الحل، بل يجب مقاطعة السيتكومات الرديئة من خلال إطفاء التلفزيون في أوقات بثها أو مشاهدة قنوات أخرى”، مبررا هذا الأمر بكون أن “هنالك أعمالا درامية تتوفر فيها على الأقل الشروط الدنيا للعمل الفني المحترم وهاته تستحق المتابعة وليس المقاطعة”.

وحول أسباب إطلاق هذه الحملة قبل عرض الأعمال الرمضانية وليس بعد على غرار السنوات الماضية، لفت واكريم إلى أنه “قد يكون الجمهور المغربي عيل صبره من كون القنوات التلفزية المغربية ستغير مسارها بتجديد دمائها والانفتاح على سيناريوهات جيدة تكون أساس أعمال درامية وكوميدية محترمة، ولذلك لم يعد أمام هذا الجمهور سوى المقاطعة والدعوة لها”.

وسجل الناقد الفني أن “هذه الحملة يمكن أن تؤثر على نسب المشاهدة إذا كانت منظمة ومخطط لها وعرفت مشاركة مهمة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ؤثر أيضا على القائمين على القنوات التلفزية ومن يؤثر في برمجتهم من شركات إشعار كي يغيروا مسارهم الرديء جدا، على حد تعبيره. 

وردا على سؤال سبب وصف الأعمال الرمضانية بـ”التفاهة” مقارنة مع التي تعرض خارج السباق الرمضاني، أوضح واكريم أن “المشاهدة تكون مكثفة في رمضان لأن الناس يدخلون بيوتهم في وقت مبكر ويكونون حتما متحلقين أمام التلفاز خلال وقت الإفطار وبعده، وحتى القنوات والمستشهرين يعرفون هذا جيدا ويستثمرون فيه. إذن الموسم الرمضاني يعرف المتابعة لذلك يتم نقد واستهجان ما يقدم خلال هذا الشهر”. 

وعن سبب عدم تغيير القنوات التلفزيونية مواضيع الأعمال الرمضانية رغم “الانتقادات”، كشف المتحدث ذاته أن “القنوات التلفزية تدع أمر اختيار الأعمال والممثلين لشركات الإشهار التي تعتبر ممولها الأساسي رغم أن هذا ممكن تفهمه مع قنوات خاصة وليس عمومية تمول من أموال الشعب”.

واعتبر أن “ما يسمى بعدد المشاهدات القياسي هو ما يهمها وليس القيمة الفنية فيما أن حتى قياس المشاهدات يبقى أمرا لا يمكن التأكد منه وهنالك أمورا غامضة في هذا السياق، كما أنه هناك أمور تتعلق بدفاتر التحملات كون نفس شركات تنفيذ الإنتاج هي نفسها التي تحصل على الصفقات دائما حتى ولو أثبتت بالملموس أنها لا تنتج سوى الرداءة”، على حد وصفه. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *