العمق الرياضي

ملاعب بالمغرب.. معالم رياضية ذات سجل حافل تعاني “الإهمال الثقافي والتأريخي”

مركب محمد الخامس الدار البيضاء

تعيش الملاعب المغربية التي تم تشيدها منذ عقود حالة من النسيان والإهمال بسبب تجاهل جوانب مساهمة في فهم مسار وتاريخ الرياضة المغربية بأحداثها ورموزها.

داخل وخارج ملعب محمد الخامس لا شيء يوحي أنك أمام أكثر معلمة تاريخية جذبا للزوار منذ أن تأسست قبل حصول المغرب على الإستقلال، ولا شيء يوحي أنك زائر لمركب الأمير مولاي عبد الله، فلا أرقام ولا تاريخ ولا لوحات توضح أنك في ملاعب كرة قدم مغربية.

مداخل الملاعب المغربية خالية من أي دلالة توحي على أنك في حضرة معالم رياضية، بما فيها ملعب شيد سنة 1955 ومازال يجذب ألاف الزوار بشكل أسبوعي وذاع صيته في كل أنحاء العالم.

“دونور” البيضاء 

مركب محمد الخامس الذي شيد سنة 1955 وأعيد ترميمه سنة 1999، يعد أكثر المنشآت الرياضية جذبا للجمهور أسبوعيا، نظرا لعدد المباريات التي تجرى داخل مرافقه، ورغم ذلك لا يتوفر على ما يدل على تاريخه ويشرح مرافقه للزائر.

وتعليقا على الموضوع، قال أستاذ التاريخ عبد العزيز الطاهيري في تصريح لجريدة “العمق”، “الطبيعي أن ملعب كرة القدم الذي مرت عليه سنوات وعقود وشهد تظاهرات كبيرة، واسمه مرتبط بإنجازات نهائيات كأس العرش وبحضور الملك، واحتضن تظاهرات في ألعاب القوى… الطبيعي أن يصبح ملعمة تاريخية وموقعا من مواقع الذاكرة التي تهم عددا كبيرا من المغاربة خصوصا وأن كرة القدم رياضة شعبية.

وأضاف الطاهيري، “الملاحظ في المغرب أن المواقع الرياضية على أهميتها يتم التعامل معها على أنها رياضية وفقط، وكأن المعلمة هي التي لم يعد لها جدوى على الرغم من أن المعلمة يمكن أن تكون صالحة للإستعمال لكنها بتاريخ حافل نظير الأحداث والوقائع التي مرت بها”.

ملعب الأمير مولاي عبد الله

يشكل مركب الأمير مولاي عبد الله أبرز الملاعب المغربية خلال السنوات الأخيرة نظرا للمنافسات العالمية التي احتضنها بالإضافة إلى جودة مرافقه مقارنة مع ملاعب مغربية أخرى.

الباحث في التاريخ، عبد العزيز الطاهيري قال في حديثه لـ”العمق”، “يفترض أن تكون هناك لوحات توحي إلى تاريخ المنشأة الرياضية وتاريخ ترميمها إسوة بالملاعب الأوروبية وأخص بالذكر هنا ملعب ريال مدريد “بيرنابيو” الذي سبق لي زيارته ووقفت على مرافقه والجانب المرتبط بالتاريخ ورموز النادي ومشاركاته”.

وتابع الطاهيري، إن المسير الرياضي والأندية مطالبون بالإنتباه إلى هذه التحف الرياضية وتحويلها إلى تحف للتاريخ، لأن الرياضة لها دور في إنتاج القيم وتواجد رموز وأعلام وتاريخ المنشآت الرياضية من صميم التاريخ”.

متحف الجامعة

تسعى الجامعة الملكية المغربية إلى تأهيل الرياضة الوطنية عبر مراحل لكن دون أن تنتبه إلى أن تاريخ المنشآت الرياضية تعد عاملا رئيسا في تحقيق الأمجاد وتعزز سجل الإنجازات.

وشيدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، متحفاً خاصاً بكرة القدم، داخل مركب محمد السادس لكرة القدم، من أجل التأريخ لإنجازات الكرة المغربية على، وجمع كل الإنجازات التي تحققت في كرة القدم داخل متحف رياضي مرجعا لكل مهتم بقضايا الرياضة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *