أدب وفنون

يكشف الوجه الآخر لمؤثري التواصل الاجتماعي.. مخرجة “كوكو البنات”: الفيلم لامس الجمهور

لقي الفيلم التلفزي “كوكو لبنات” الذي عرضته القناة الأولى مساء الجمعة، ضمن برمجتها الرمضانية، تفاعلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب قصته التي اعتبروا أنها تجسد واقع مشاهير المنصات الإلكترونية التي أبتلي بهم المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة، إذ قالت مخرجته إنه لا يحكي عن حياة المؤثرة أسماء بيوتي.

ويحكي فيلم “كوكو لبنات”، الذي أشرفت على كتابة السيناريو الخاص به وإخراجه صفاء بركة، وأدى بطولته كل من ابتسام العروسي وحمزة الطاهري، قصص الزيف والخداع التي يصدرها مؤثرو وصانعو الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعيهم.

وتنطلق أحداث الشريط التلفزي من خلال الإشارة إلى قصة الحب التي جمعت شابين خلال فترة الدراسة الجامعية، قبل أن تتكلل بالزواج، وبحث كليهما عن وظيفة من أجل بناء مستقبلهما، ثم تنقلب حياتهما رأسا على عقب بسبب عدم قدرة الزوجة على الإنجاب، ولجوئها إلى العالم الافتراضي من أجل التسلية وتزجية وقت فراغها، الشيء الذي سيعارضه فيه زوجها بقوة في البداية.

عدم تقبل الزوج للفكرة لم يدم طويلا بعد اطلاعه على المداخيل التي يمكنه أن يحصل علىها نتيجة انتشار مقطع فيديو يوثق لشجاره مع زوجته وتصدره للطوندونس، ليجد نفسيهما بعد ذلك داخلة دوامة من الكذب والتصنع واستغلال تفاصيل حياتهما الشخصية وصُنع أخرى من أجل الربح المادي.

وفي هذا الصدد ، قالت المخرجة صفاء بركة، إنها قامت بكتابة فيلم “كوكو لبنات” في فترة الحجر الصحي، وذلك بعد تعرفها على عالم مواقع التواصل الاجتماعي الذي لم تكن تعرف خباياه وليست نشيطة فيه، مشيرة إلى أنها تفاجأت بضوضائه وخطره المتمثل في تأثير “مؤثريه” على الآلاف والملايين من متابيعهم.

وأضافت بركة في تصريح لـ”العمق”، أن تكوين المؤثرين لعلاقة خاصة مع متابعيهم بسبب مشاركتهم لتفاصيل حياتهم الخاصة معهم، ورؤية هؤلاء للتغير الكبير الذي يطرأ على حياتهم على المستوى المادي الاجتماعي، أدى إلى شعورها بالخوف من غياب القدوة الجيدة لدى الفئة الهشة من المراهقين، وربطها بالأسماء التي تحقق المال بأي طريقة، لا بالتعليم العالي، والحرص على القراءة والثقافة، والعمل في مناصب جيدة.

وأشارت بركة إلى أن قصة الفيلم ليست حقيقية، ولا تحكي عن قصة حياة المؤثرة أسماء بيوتي كما تداول النشطاء الإلكترونيين، لافتة إلى أن وجه التشابة بينهما هو خلاف البطلة مع والدة زوجها، لكن ذلك لم يحدث مع المؤثرة المغربية المذكورة فقط وإنما هناك الألاف من النساء اللواتي يعيشن خلافات بهذا الشكل.

واعتبرت المخرجة المغربية، أن التفاعل الكبير الذي حظي به الفيلم يدل على أن السيناريو تمكن من عكس حقيقة الواقع، إذ أن الاسقاطات التي قام بها عدد من الذين تفرجوا في الفيلم على عدد من الأسماء تشير إلى أن لامس الجمهور.

ولفتت ذات المتحدثة، إلى أن “كوكو لبنات” كان من أجل أخذ العبرة، وحمل رسائل مباشرة، أبرزها إيصال تأثير قوة وسلطة المال على الإنسان وذلك من خلال شخصية الذي كان يغار على زوجته ويرفض مشاركة حياته الخاصة مع الجمهور، لكنه غير مبادئه بسبب المال بات يقوم بكل ما يعارضه ويتمادى أكثر من أجل تحقيق أرباح أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *