سياسة

جماعة القصر الكبير تشارك في ملتقى بسبتة المحتلة.. مستشار يعتبرها مسا بالسيادة الوطنية والرئيس يوضح (صور)

كشفت جماعة القصر الكبير، أن وفدا رسميا لها، شارك في ملتقى دولي بمدينة سبتة المغربية المحتلة، فيما استقبل رئيس الجماعة، بحفاوة كبيرة، وفدا دوليا يمثل نفس الملتقى أثناء زيارتهم للقصر الكبير، وهو ما أثار تساؤلات عن مدى التزام المكتب المسير للجماعة بالقرارات السيادية المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة.

ففي بادرة غير مسبوقة، شاركت جماعة القصر الكبير في أشغال الملتقى العشرين لمهرجان “سبع شموس سبعة أقمار” لدول ومؤسسات البحر الأبيض المتوسط الناطقة باللغة البرتغالية، وذلك على أرض سبتة المحتلة، يوم السبت الماضي (6 ماي 2023).

الملتقى الذي نُظم بالمركز الثقافي لمدينة سبتة المحتلة، شارك فيه باسم جماعة القصر الكبير، المستشار الجماعي المنتمي للأغلبية، محمد الشريع، والإطار الجماعي سعيد الزيني.

وأظهرت الصور التي نشرتها جماعة القصر الكبير في منشور على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، إلقاء وفدها لكلمة رسمية في الملتقى، وتوقيعه على مذكرات تفاهم في إطار المهرجان، دون أن تشير الجماعة إلى أن سبتة مدينة محتلة.

وبعدها بيوم واحد، استقبل رئيس جماعة القصر الكبير، البرلماني محمد السيمو، وفدا يمثل المهرجان المذكور، يضم 28 مشاركا، ضمنهم منتخبون، يمثلون 7 دول أوروبية، هي البرتغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وأوكرانيا.

سابقة “خطيرة”

ولم يسبق أن أقدمت أي مؤسسة مغربية رسمية، سواء منتخبة أو تابعة لباقي السلط، على إقامة أي نوع من العلاقات مع المدينتين المحتلين، سواءً عبر اتفاقيات أو تبادل للزيارات، تفاديا لإضفاء أي شرعية على احتلالهما، غير أن ما قامت به جماعة القصر الكبير، سيثير الكثير من الجدل في هذا الصدد.

وبالرغم من العلاقات الجيدة بين المغرب وإسبانيا، إلا أن الرباط لا تعترف بتبعية سبتة ومليلية لإسبانيا، وتعتبرهما مدينتين محتلين، بالرغم من عدم إعطاء موقفها بشكل واضح في الوقت الراهن لاعتبارات جيوسياسية.

وفي هذا الصدد، اعتبر عبد الرحمان ضباب لعروسي العلمي، مستشار بجماعة القصر الكبير، أن ما قامت به الجماعة بإيفاد وفد رسمي عنها للمشاركة في ملتقى دولي على أرض مغربية محتلة، يشكل “فضيحة ومسا خطيرا بالسيادة الوطنية وبالوحدة الترابية للمملكة” حسب تعبيره.

وقال المستشار عن حزب جبهة القوى الديمقراطية المعارض، في تصريح لجريدة “العمق”، إنه “لأول مرة تشارك مؤسسة وطنية دستورية رسمية في ملتقى دولي على أرض مدينة سبتة مغربية محتلة”، داعيا السلطات المعنية إلى التدخل “لوقف مثل هذه الممارسات حتى لا نعبث بوحدتنا الترابية” وفق قوله.

وأضاف المتحدث بالقول: “عجيب جدا أن جماعة تمثل القصر الكبير، وهي مدينة التاريخ والمقاومة والشهداء، تشارك في ملتقى على أرض مغربية محتلة، بل وعدم تسميتها بأنها محتلة وكأنها مدينة إسبانية”، معتبرا أن ما وقع “خطير جدا، ويستدعي التحرك لمنع إعطاء مفاتيح مدننا لمثل هؤلا المسؤولين” على حد تعبيره.

توضيح “غامض”

“العمق” اتصلت برئيس جماعة القصر الكبير، محمد السيمو، لمعرفة رأيه في الموضوع، حيث أوضح في تصريح مقتضب، أن مستشارا بالجماعة ذهب فعلا إلى سبتة وتباحث مع مسؤولين أجانب بينهم برلمانية فرنسية وسفير للاتحاد الأوروبي، لكنه نفى أن يكون قد مثَّل الجماعة في هذا النشاط.

وقال السيمو إنه استقبل وفدا دوليا كبيرا بالقصر الكبير ووقع معه اتفاقيات، نافيا أن تكون الجماعة قد شاركت في لقاء رسمي بسبتة، وهو ما ينافي ما نشرته الصفحة الرسمية للجماعة بموقع “فيسبوك”.

كما اتهم جهات قال إنها “لا تملك ضميرا ولا أخلاقا، بالبحث عن المشاكل واللعب في الماء العكر” على حد وصفه، دون أن يقدم مزيدا من التوضيحات.

ملتقى “التسامح”

وكانت جماعة القصر الكبير قد اعتبرت في منشوراتها على فيسبوك، أن الملتقى الذي شارك فيه وفدها بسبتة، “يسعى إلى تكريس قيم الأخوة وتوثيق روابط الصداقة وإرساء مبادئ المساواة والتسامح ونبذ كل أشكال الكراهية، وفق رؤية واستراتيجية فنية يتم خلالها استحضار الأوجه المشرقة للإنسانية عبر تنظيم مهرجانات موسيقية وفنون الشارع”.

وأوضحت في صفحتها الرسمية على “فيسبوك” أن مشاركة وفدها في هذا الملتقى على أرض سبتة المحتلة، “كان فرصة لتبادل الخبرات والتجارب في المجال الثقافي والفني، عبر استعراض لمختلف المشاريع التي تشتغل عليها الجماعات المنضوية تحت لواء المهرجان، بهدف الارتقاء بها و تحقيق النتائج المتوخاة”.

ووفق المصدر ذاته، فقد “أعرب كل المشاركين في هذا الملتقى، عن استعدادهم لمواصلة العمل جنبا إلى جنب من أجل ضمان استمرارية عمل مؤسسة المهرجان، عبر تبني رؤية شمولية تعتمد بالأساس على تبادل الخبرات الفنية والبعثات الثقافية بين مختلف الدول المشاركة”.

وبعدها بيوم واحد، استقبل رئيس جماعة القصر الكبير، البرلماني محمد السيمو، وفدا يمثل المهرجان المذكور، يضم 28 مشاركا، ضمنهم منتخبون، يمثلون 7 دول أوروبية، هي البرتغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وأوكرانيا.

وأوضحت الجماعة أن هذه الزيارة تشكل “فرصة للتعرف عن قرب عن العلاقة التاريخية التي تربط مدينة القصر الكبير بالبرتغال”، حيث تمت زيارة قرية السواكن القريبة جغرافيا من مسرح معركة الملوك الثلاث الشهيرة التي وقعت فوق ترابها.

ووفق المصدر ذاته، فقد قام الوفد الأجنبي بزيارة ميدانية للمآثر التاريخية بجماعة السواكن القروية، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة القصر الكبير ليطلع عن قرب على المآثر التاريخية والعمرانية التي تزخر بها المدينة ومحيطها.

وقالت الجماعة، إن رئيسها محمد السيمو، اعتبر في كلمة بالمناسبة أمام الوفد الأجنبي، أن “المدينة تربطها علاقات متميزة مع البرتغال، من خلال شراكة وقعتها مع مدينة لاغوس التي أطلق اسمها على شارع رئيسي في إطار اتفاقية توأمة”، مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق إسم شارع القصر الكبير على أحد شوارع لاغوس الرئيسية.

وشدد السيمو على “أهمية مثل هذه الزيارات والأنشطة الثقافية المشتركة والمتبادلة التي تخدم تعزيز التواصل والتلاقح الثقافي بين مسؤولي وسكان مدن الضفتين، وتعزيز أدوار الدبلوماسية الموازية للمنتخبين”، وفق تعبيره.

كما نوه رئيس مجلس جماعة القصر الكبير بـ”مستوى تفاعل وتقدير الوفد الأجنبي للمدينة والتراث الثقافي والمادي الذي تتوفر عليه”، معربا عن أمله في “تحقيق المزيد من الشراكات مع مدن برتغالية وأوروبية في المستقبل”، يضيف المصدر ذاته.

يشار إلى أن جماعة القصر الكبير يترأسها البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد السيمو، وتضم في أغلبيتها 8 أحزاب ولائحة مستقلة (24 مقعدا)، وهي الأحرار (12 مقعدا)، البيئة والتنمية المستدامة (مقعدين)، ومقعد واحد لكل من أحزاب الوسط الاجتماعي والتقدم والاشتراكية والأمل والحزب المغربي الحر، إلى جاب 3 مقاعد ضمن لائحة مستقلة انضموا بعد تشكيل المكتب إلى الأحرار.

كما تضم الأغلبية مستشارين من حزب الاستقلال من أصل ثلاثة، ومستشار من الاتحاد الدستوري من أصل اثنين، فيما تتشكل المعارضة من 5 أحزاب (9 مقاعد) هي العدالة والتنمية والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة (مقعدين لكل منهم)، ومقعد واحد لكل من جبهة القوى الديموقراطية والاستقلال والاتحاد الدستوري.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *