اقتصاد

قدرت بـ 66.5 مليار درهم .. دراسة تعدد الخسائر الاقتصادية لإغلاق “لاسامير”

شركة لاسامير

كشفت ورقة عملية حديثة حول قطاع تكرير النفط، أن المغرب فقد 4.4 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي بسبب إغلاق مصفاة “لاسامير”، وذلك بالنظر إلى التأثير الاقتصادي الذي خلفه هذا الإغلاق منذ سنة 2015، على منظومة صناعية متكاملة في مجموعة من المدن المغربية.

وأوضحت الدراسة التي نشرها موقع “sciencedirect” تحت عنوان “تحليل الآثار الاقتصادية والبيئية لإغلاق مصفاة سمير المغربية: مقاربة بين اقليمية للمداخل والمخرجات”، أن القطاع ساهم بنحو 4 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي في سنة 2013، حيث قدرته الورقة بأزيد من 47.8 مليار درهم.

وأكدت الورقة العلمية، أن إغلاق “لاسامير” الشركة الوحيدة الفاعلة في هذا القطاع، أدى إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصاد المغربي، بحيث تشير التقديرات إثر تقييم الخسائر الاقتصادية الإجمالية الناجمة عن هذا الإغلاق، إلى خسارة 66.57 مليار درهم وهو ما يمثل فقدان نسبة 4.4 في المائة من إجمالي إنتاج المغرب (الناتج الإجمالي الداخلي)، وفقدان 1.7 في المائة من القيمة المضافة.

واعتبرت الورقة  التي أنجزها خمسة باحثين من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنيات، وجامعة ساوباولو البرازيلية، ومركز السياسات للجنوب الجديد، أن قطاع تكرير النفط، قطاع مهم للاقتصاد المغربي بسبب الارتباط القوي بالصناعات الأخرى، وهو مدخل أساسي لهذه الصناعات.

وعلاوة على الخسارة الإجمالية للاقتصاد المغربي، كان لإغلاق مصفاة “لاسامير” تأثيرات اقتصادية أيضا على المنظومة الاقتصادية في مجموعة من المدن المغربية، حيث انخفض إنتاج جهة الدار البيضاء سطات بنسبة 9.2 في المائة، كما انخفاض انتاج جهة خنيفرة بني ملال بنسبة 6.6 في المائة، وفقدت جهة العيون الساقية الحمراء 5.1 في المائة ناتجها الإجمالي، الأمر نفسه لجهة درعة تافيلالت التي فقدت 4.2 من الإنتاج الإجمالي، وكذلك بالنسبة لجهة مراكش آسفي التي فقدت 3.9 في المائة من إنتاجها الإجمالي.

وبحسب الورقة العلمية، فإن الخسائر الاقتصادية التي عرفتها جهة العيون الساقية الحمراء كانت في الصناعات التعدينية بالأساس.

وهمت تأثيرات الخسائر الاقتصادية في جهة الرباط- سلا-القنيطرة  وجهة بني ملال-خنيفرة وجهة مراكش-آسفي وجهة الدار البيضاء الكبرى-سطات، قطاع التجارة والنقل والأنشطة المالية والعقارات وغيرها من الصناعات التحويلية.

وهكذا، وفق الورقة العلمية ذاتها، تعرضت صناعة التعدين لأبرز الخسائر من حيث القيمة المضافة بفقدان نسبة بـ 37.5 في المائة أو ما يعادل 11.23 مليار درهم من القيمة المضافة، و 14.32 مليار درهم من الناتج الإجمالي.  وتأثر قطاع النقل بفقدان  (1.5٪) من القيمة المضافة، والتجارة  ب(1.1٪) ، والصناعات التحويلية الأخرى ب (1.1٪) .

وتقع مصفاة “لاسامير” في المحمدية، و قبل إغلاق المصفاة، تستورد حوالي 1.7 مليون طن سنويا من زيت الوقود ومنتجات أخرى من موانئ مختلفة في طنجة والمحمدية والجرف الأصفر وأكادير والعيون والداخلة.  وبعد إغلاقها، أصبح ميناء طنجة المتوسط ​ المدخل الرئيسي لتلبية حاجيات السوق الوطني من النفط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *