اقتصاد، خارج الحدود

معرض مغربي للصناعة التقليدية في “معقل البوليساريو” بإيطاليا.. عارضون يشتكون ومسؤول يوضح

اشتكى بعض الصناع التقليديين المشاركين في معرض الصناعة التقليدية بمدينة “بيزا” الإيطالية، المنظم من طرف غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش آسفي، من “مشاكل تنظيمية” جعلتهم يجمعون سلعهم ويطالبون بإرجعها للمغرب قبل انتهاء المعرض، الأمر الذي كذبه رئيس الغرفة، معتبرا أن “المشوشين تحركهم دوافع تجارية وسياسية”.

المعرض الذي بدأ يوم 20 ماي الجاري، ما تزال أبوابه مفتوحة حتى فاتح يونيو القادم، إذ ينظم بمنطقة حساسة تعتبر “معقلا للبوليساريو”، وفق ما صرح به رئيس الجمعية المستقبلة للمعرض بمدينة “بيزا”، مما أثار مخاوف من الإساءة لصورة المغرب أمام “الأجانب”.

رفض عرض المنتوجات

في حديث لجريدة “العمق” مع أحد العارضين الذي فضل عدم ذكر اسمه، أوضح أنه من اليوم الأول عرف تنظيم المعرض مشاكل تنظيمية بدأت من رحلة السفر التي لم تكن محددة هل من مدينة الدار البيضاء أم من مراكش، إلى آخر لحظة.

وأضاف المتحدث أن 6 من الصناع التقليديين المشاركين رفضوا الاستمرار في عرض منتوجاتهم، بسبب تفاجئهم من كون مكان تنظيم المعرض “ليس فضاء للعمل” وفق تعبيره، إضافة إلى أن مقر السكن رغم أنه في “مستوى جيد”، إلا أنه يبعد عن وسط مدينة “بيزا” وعن مكان المعرض بحوالي 15 كيلومتر.

وعن أسباب عدم عرض منتجاتهم، يوضح المتحدث ذاته في اتصال مع جريدة “العمق”، أن الأيام الأربعة الأولى من المعرض مرت دون أن يتمكنوا من بيع أي منتج، لكون فضاء المعرض يقع في مكان بعيد عن وسط المدينة.

رأي آخر 

نادية بنشريف، صانعة تقليدية من مدينة آسفي، وإحدى المشاركات المستمرات في المعرض، أرجعت سبب عدم الإقبال الكبير على المعرض في أيامه الأولى للعواصف الرعدية والتساقطات المطرية التي عرفتها مدينة “بيزا”.

وقالت بنشريفة، في تصريح لجريدة “العمق”، إن الصناع التقليديين بحكم تجاربهم في المعارض، يعرفون أن الرواج يحدث في الأيام الأخيرة من الأسبوع، سواء في المغرب أو في أوروبا، مضيفة أن الهدف من حضور المعارض الدولية هو “ربط علاقات تجارية وجلب معاملات مستقبلية أكثر من البيع”.

وعن “سوء التنظيم” الذي اشتكى منه بعض الصناع التقليديون، أوضحت نادية بنشريفة، أن المعرض يبعد عن مدينة بيزا بـ7 كيلومتر فقط، وأن السكن ممتاز ويوفر جميع الظروف التي يحتاجها الصانع التقليدي.

مَعقِل البوليساريو

وفي تواصل لـ”العمق” مع الجهة المستقبلة للمعرض بإيطاليا، أوضح رئيس جمعية النصر والتيسير للثقافة والرياضية بإيطاليا والمندوب العام بأوروبا للمنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، بنعزي حميد، أن من اختيار مكان المعرض راجع في الأساس إلى كون المنطقة “معقل للبوليساريو”.

وأوضح بنعزي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “المعرض المنظم بشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية لجهة مراكش آسفي، جاء من أجل عرض الصناعة التقليدية والثقافة المغربية، وهذا هو هدفنا الأول من هذا التنظيم”.

وتابع أن معرض السلام اختار منطقة “بوتاسيركيو” بمدينة “بيزا”، لأنها مرتع للبوليساريو لأزيد من 30 سنة في هذه البلدية، ونريد أن نرفع فيه العلم المغربي ونظهر فيه الثقافة المغربية الضاربة في التاريخ، على حد قوله.

وضوح من الأول

خلال استفسارنا في جريدة “العمق” رئيس غرفة الصناعة التقليدية، حسن شوميس، عن ما يروج عن تنظيم المعرض، أوضح أن الأخير خضع لنفس مسار المعارض التي تنظمها الغرفة، إذ تم عرضه على لجنة المعارض والتظاهرات وكذلك على مكتب الغرفة.

وأبرز أن “المعرض لقي تشجيعا من طرف أعضاء الجمعية العامة كلهم، وتم وضع وتحديد شروط المشاركة، والإدارة وفرت خلية من الموظفين الذين تتبعوا كل مراحل الإعداد والإنجاز، وهم حاضرون في المعرض اليوم”.

وقال شوميس، إنه تم عقد لقاءات تشاورية قبلية مع العارضين والمشاركين، تمت فيها مناقشة جميع حيثيات تنظيم هذا المعرض، سواء ما يتعلق بمكانه وفضاء الإقامة، وتوصلوا بإحداثيات موقع المعرض والمسافة بينه وبين مدينة بيزا، مردفا: “كانت الأمور واضحة من الأول عند الجميع قبل المجيء إلى هنا”.

خارج إرادة الغرفة

واعترف شوميس بأن المعرض عرف بعض الإكراهات، منها تأخر حصول بعض الصناع التقليديون على تأشيرة السفر من القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء، إضافة إلى التساقطات المطرية القوية التي شهدتها إيطاليا، معلقا على هذا بالقول: “أظن أن هذه الإكراهات خارجة عن إرادتنا كمنظمين ولا يمكن لأي أحد أن يتحكم فيها”.

وعن الاستياء المعبر عنه من طرف العارضين، اعتبر شوميس “موقف أشخاص لديهم نوايا أخرى وتحركهم أسباب أخرى، الجميع يعرفها، وهدفهم ضرب وإفشال هذه المبادرة التي تبقى الأولى للغرفة في إقامة معارض على المستوى الدولي”.

وتابع أن “التشويش الحاصل من طرف عارضين اثنين، تحكمه دوافع سياسية وتجارية لأشخاص ليس في صالحهم أن ينجح المعرض” حسب قوله، معتبرا ما وقع “تصرفات مدانة، لأنها لا تمسنا نحن فقط، بل تمس بلادنا ككل”، مشيرا إلى أن العارضين الآخرين مستمرون في عرض منتجاتهم وحققوا أرباحا وعلاقات تجارية.

1000 أورو

وأوضح شوميس أن مساهمة الصناع التقليديين بـ1000 أورو (10 آلاف درهم)، هي تكلفة ثمن استغلال الأروقة، والتي تتراوح في معارض أخرى ما بين 30 ألف درهم إلى 50 ألف درهم، إضافة إلى أن الصانع يتحمل جميع الأعباء والمصاريف الأخرى، بمن فيها رحلته ومصاريف شحن السلع والمبيت والتنقل.

وعلى اعتبار هذا المبلغ صعب على الصانع التقليدي المغربي، يقول شومي: “لذلك قدمنا تحفيزات من أجل المشاركة”، موضحا أن العمل الذي قامت به الغرفة “ليس في صالح بعض الناس الذين ينظمون مثل هذه المعارض على المستوى الدولي، لأنهم أحسوا أن نجاح هذا المعرض سيضرب لهم جميع خططهم التجارية”.

وزاد المتحدث أن الغرفة تحملت مسؤولية نقل العارضين والعارضات، من المغرب إلى إيطاليا، ووفرت لهم سكنا لائقا يتوفر على مواصفات دولية، وتكلفت الغرفة أيضا بنقل منتجات وسلع ومعروضات جميع الصناع، وتم استلامها من طرفهم في الوقت المحدد وفي حالة جيدة دون أن تضيع أو تلحقها أية أضرار.

وبخصوص بُعد المعرض عن وسط المدينة، أوضح المتحدث أن المسافة الفاصلة بين مكان السكن والمعرض تقدر بـ7 كيلومتر، والغرفة وفرت التنقل بين المعرض ومكان الإقامة، وفق قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *